مساءلة رأس الدولة في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
مساءلة رأس الدولة في الاسلام
ضيف الله قبيلات

تفيد آخر الاخبار القادمة من خلف البحار بأن مجلس النواب الامريكي بدأ تحقيقا بتصرفات الرئيس ترامب و يتهمه بتقويض الامن القومي الامريكي و بيع القيم الامريكيه المعلنه بالمال و يجتهد ترامب بكل ما اوتي من قوة لتغييب العداله .
اما من فلسطين العربيه المحتله فجاءت الانباء بخبر محاكمة زعيم تنظيم الدوله اليهوديه الارهابي ” نتنياهو ” بتهم الفساد و الرشوه بعد ان فشل كعادته بالسعي اتغييب العداله ما امكنه ذلك بحرصه الدؤوب على تشكيل الحكومه او تقاسمها على الاقل ليسلم من المحاكمه .
يقول التاريخ ان غياب العداله هو الخطوة الاولى او المرحله الاولى نحو سقوط النظام او سقوط الحاكم في اي بلد في العالم و قد ساعد في اطالة عمر حكم بني امية توليتهم الخليفه الراشد عمر بن عبد العزيز الذي استحق من التاريخ الاسلامي لقب الخليفه الخامس لحرصه الشديد على تعديل ميزان العداله الذي كان قد مال .
اما في العصر الحديث فيعتبر مبدأ تداول السلطه و فصل السلطات و المراقبة و المحاسبة و المساءلة من اهم عوامل استقرار الانظمة و طول عمرها .
ومن الامثله الحيه على مساءلة رأس الدولة في الاسلام ان رسول الله صلى الله عليه و سلم عطس بجواره صحابيان فشمّت الاول و لم يشمّت الثاني .. هنا لم يسكت هذا الصحابي على حقه ” لعلمه ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ” فقام من فوره بمساءلة الرسول صلى الله عليه و سلم و هو رأس الدولة بقوله لماذا شمّتّ صاحبي و لم تشمّتني فقال صلى الله عليه وسلم ” لانه حمد الله وانت لم تحمده بعد العطاس ” فهدأت ثورة هذا الصحابي و عدل عن احتجاجه بعد ان توضحت له صورة الحقيقه .
وفي حادثة اخرى وقف عمر بن الخطاب وهو امير المؤمنين على المنبر يخطب و يقول ” ايها الناس اسمعوا و اطيعوا ” فقام احد المسلمين وقال باعلى صوته ” لا سمع لك ولا طاعه ” فقال عمر ” لماذا يا اخا الاسلام ” فقال الرجل ” لانك اعطيتنا قطعا من القماش و كانت علينا قصيره فكيف وانت بهذا الطول الفارع ارى ثوبك تاما ” فقال عمر لابنه اجبه يا عبدالله ، فقام ابن امير المؤمنين و قال ” لقد اعطيت والدي حصتي من القماش ليكمل بها ثوبه كما ترى ” فقال الرجل المحتج ” الآن سمعا و طاعة ” .
اما في بلاد العرب اليوم فان الاخطارمحدقة بكثير من الانظمه و ذلك بسبب غياب المساءله مع غياب العداله و سياسة المسؤولين القائمه على الوعود الكاذبه التي نتج عنها مفاسد و مصاعب و متاعب تعاني منها كل مؤسسات الدوله و القضاء ليس استثناءا .
بكل تأكيد فإن تنظيم الدوله اليهوديه الارهابي الذي يحتل فلسطين اليوم هو السبب الرئيس في كل متاعب العرب و معاناتهم لينشغلوا بانفسهم عن وجوده الطارئ غير الشرعي و احتلاله لمقدسات العرب و المسلمين ، لكن الله اكبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صح لسانك ونبض قلبـــــــــــك شيخنا الفاضل أبو محمد ابدعت الاختيار…

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى