سواليف
تعرض رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي لموقف محرج جديد، من مسؤول عسكري هذه المرة، وعلى الهواء مباشرة، عندما قام الأخير بأداء التحية العسكرية إلى قائده السابق، وزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوي، بدلا من السيسي، واضعا إياه في موقف محرج، قبل أن يتدارك الموقف، ويقوم بتحية السيسي، وإهداء المصحف إليه، ما دفعه للتخلي عن المصحف، دافعا به إلى طنطاوي.
حدث ذلك خلال مراسم حفل تخرج الدفعة 153 من معهد ضباط الصف المعلمين، الثلاثاء، الذي حضره السيسي، برفقة طنطاوي، ووزير الدفاع الحالي الفريق صدقي صبحي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين العسكريين.
وألقى مدير المعهد، اللواء أركان حرب محمد عبد الحي محمود، كلمة اختتمها بقوله: “عاشت قواتنا المسلحة دائما قوية فتية، وحفظ الله مصر شعبا، من كل سوء ومكروه”.
واستطرد: “اسمحوا لي سيادتكم أن أقدم لكم “كتاب الله” ليكون خير حافظ لكم”.
ثم تحرك من مكانه، متجها إلى السيسي، وخلفه ضابط يحمل مصحف كبيرا، لكن السيسي فوجئ بوقوف “عبد الحي” قبالة طنطاوي، الذي كان يجلس بجواره خلال مراسم حفل التخرج، مقدما التحية العسكرية له، بضرب قدميه في الأرض، والوقوف ثابتا، ثم تحرك سريعا إلى حيث يوجد السيسي، الذي لم يخف اندهاشه مما فعله “عبد الحي”، وتقديمه عليه في أداء التحية.
ومن جهته، تعامل “عبد الحي” مع الموقف كما لو كان عاديا، ولم يعتذر عن أي خطأ ارتكبه، ومد يده بالمصحف إلى السيسي مبتسما.
وتلافيا للإحراج، رسم هذا الأخير ابتسامة على وجهه، وتلقى المصحف، وقام بفتحه، ثم قام بتقبيل صفحاته، قبل أن يدفع به إلى طنطاوي مجددا، متنازلا عنه كهدية إليه، غافلا عما قاله له “عبد الحي” من أمنيته أن يكون “كتاب الله خير حافظ له”.
ومن جهته، أعرب طنطاوي عن دهشته، وحاول إقناع السيسي بأخذ المصحف، لولا أن الأخير ألح عليه في قبوله، فقام بفتح المصحف، وتقبيله كما فعل السيسي.
ضجر الأهالي
وكان أهالي المتخرجين قد بدا عليهم الضجر من طول انتظار وصول السيسي في لهيب الشمس الحارقة، منذ الصباح الباكر.
لماذا طنطاوي؟
وكان السيسي صافح طنطاوي بحفاوة بالغة، فور وصوله إلى المنصة الرئيسية للاحتفال.
ولوحظ الحرص التام من قبل السيسي على اصطحاب طنطاوي معه في كثير من المناسبات العسكرية، للدلالة على أنهما على اتفاق ووئام تام في جميع الخطوات التي تتخذ منذ عهد المجلس العسكري، وحتى الآن؛ لإجهاض ثورة 25 يناير.
وقال السيسي في تسريب له حين كان وزيرا للدفاع، عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي: “المشير طنطاوي راجل عظيم جدا بدليل إن أي حاجة إحنا اللي بنعملها دلوقتي هو صاحبها، وهو اللي كافح فيها، وهو اللي ضغط فيها”.
ونقل طنطاوي، إلى المستشفى مرات عدة، نتيجة أمراض الشيخوخة، التي يعاني من بعضها، ويخضع بسببها لفحوص دورية.