مسؤولو هارفرد / أزهر عبدالله طوالبه

مسؤولو هارفرد

لست أدري كيف وبأيّة معايير يتمّ اختيار المسؤولين في المناصب العليا في الدولة …

ولستُ أدري ما كنتُ أعتقدُ أنني أدري به او أحصّن نفسي به، فهذا الوطن أصبح موطناً للتناقضات…

أنا اليوم في متاهةٍ وفقدان تركيز من إختيار الفئة المسؤولة عن إدارة الوطن سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ….

مقالات ذات صلة

لكن ما نُلاحظه، أنَّ من يُنصَّب في هذه المناصب أي ” المناصب العُليا ” ليس مُهماً أن يكونَ يحمل الجنسية الأردنية، وليس مُهماً حتى أن يكون قد أُنجبَ من رحمٍ أردني، وليس مُهماً أن يكون يملك الشعور والحسّ الوطني بقدر ما يكون حاصلاً على شهادة ورقية من جامعات ( هارفرد او أكسفورد او جامعات الغرب العريقة ) ..

وعموماً بعد كُل هذه التناقضات في وطنِ التناقضات والفاسدين الذين أحّكموا سيطرتهم عليه سياسياً وإقتصاديا بعد تحويله إلى عطاءٍ يُطرح على طاولاتهم يكسبهُ من أغرقهُ الفساد من أخمص القدمين إلى أعلى الرأس، أستطيع القول كمواطن يخلوا من أي قضية فساد أو أي شُبهاتٍ فساد بأنني غير مرتاح لأكثرَ من 90% منهم …

وهو انطباعٌ ناجمٌ عن مواقف وتصريحات شهدناها وسمعناها خلال سنوات الفساد والقاونين التي لم تأخذُ أحقيتها التحقيق …
ولكن في المقلب الآخر فإنّني أعرف بين أشدّ منتقديهم المتنطحين تنظيريّا للإصلاح ومحاربة الفساد من عرفت عجزه وسوء تصرفه وعجز منطقه تجاه قضايا ثانوية لا تتجاوز زقاق الحيّ الذي يقطنه، لا بل يُفاجئني ممّن هم على هذه الشاكلة تقاعسهم عن واجبات كثيرة تزحم بصائرهم وأبصارهم كلّ يوم ولو اشتغلوا بها بأدنى المستطاع لديهم لانشغلوا عن الكثير من سفاسف النقد والكلام الذي لا يحمل أي معنى من معاني الحكمة والصدق … وكأنهم لا يريدون أن يروا أو يسمعوا إلا ما يغطي تقاعسهم ذاك ….
وعرفت أيضاً في هذه السنوات الصعبة من رغب بالإنكفاء والإبتعاد وهو قادر على العمل الجيّد ولديه القدرة والاستطاعة وربّما غطّى تقاعسه وحبّه للنأي بما لديه بحجّة أنه لا أمل في الإصلاح، لكن لا أدري هل هي أوامر من جهاتُ مُختصة في إبعاد هذه الفئة، أم أنَّ الوطن حقاً قد زرع اليأس في نفوس هذه الفئة لعدم إنصافهم في كثير من القضايا ؟!!

بجميع الأحوال فإنّ التّحرك الدائم عند البعض لرفع الغطاء عن عورات الحكومة وتضخيم الأخبار الصحية وتهويل قتامة الأيام القادمة في مثل هذه المِحن وهذا الحال، فإنّ له معنيان في قاموسي أمّا الأول : فهو مللِ الناس والمواطنين في ضعف الأداء الحكومي الذي يُحمّلهم أعباء هذا الفساد، فأصبحوا يبحثون عن حلول تُخرجهم من هذا المأزق

والثاني : هو أن تكون هذه الأعمال من أجل كشف العورات دون السعي إلى حّلها ومُعالجتها وفي هذا الحال تكون الضيعة والمتاهة، وفي هذه الحالة أُعلن أنّ لديّ دائما ما يُشغلني عن مثل هؤلاء وعن معاركهم الدونكيشوتية … فالعاقل لا يعبأ بصغائر الأشياء .

فهل أصبحت الصفات الهارفردية والإكسفوردية أكثر تحفيزاً وتشجيعاً من القامات الوطنية المُخلصة، وأصّبحت الغلبةُ لها ؟!!

وهل سنُصّبح هارفرديون بوطنيتنا، أم أن وطنيتنا ستُصبح هارفردية ؟!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى