يواصل #المزارعون في #فرنسا تظاهراتهم احتجاجا على القوانين الأوروبية في قطاع الفلاحة و #ظروف_العمل السيئة، وعدم استجابة الإجراءات الحكومية الجديدة لمطالبهِم بشكل كامل.
هذا وأعلنت نقابة اتحاد المزارعين عزمها فرض #حصار كامل على العاصمة #باريس وضواحيها لمنع توريد البضائع والسلع للمدينة.
يأتي هذا التحرك المستمر منذ أيام مع تصاعد مشاعر الغضب في الأرياف الفرنسية، حيث يحتج المزارعون على ارتفاع #تكاليف_الإنتاج والالتزامات البيئية المتزايدة. ويحاول رئيس الحكومة الفرنسية احتواء غضب المزارعين بتقديم تنازلات عدتها النقابات غير كافية.
وهناك مزارع فرنسي ينتحر كل يوم في فرنسا بنسبة تبلغ 43% مقارنة مع باقي القطاعات. وقد شكلت هذه الأرقام المخيفة كما تصفها النقابات، صدمة لدى الفرنسيين بعد أن أقدم نحو 200 مزارع على الانتحار في فترة زمنية وجيزة.
وتعقد الموقف الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يرزح تحتها المزارع، والتي تتزايد مع تراجع مؤشرات الاقتصاد الفرنسي، لا سيما وأن المزارع يعمل ثمانين ساعة أسبوعيًا براتب لا يتجاوز 300 يورو.
ويقول المزارع كرييستسان باجار: “لدينا مشكلة في الحصول على راتب جيد، لقد فعلوا كل شيء من أجل إحباطنا حتى إنهم جلبوا المواشي من الخارج للمضاربة على لحومنا و مواشينا. إنه النفاق بعينه”.
“تهشيم صورة الريف الفرنسي”
ويقول مختصون إن الأرقام الحقيقية لانتحار المزارعين تتخطى ما نشرته الحكومة، وتصل بحسبهم إلى 600 حالة انتحار.
وهؤلاء بحسب الجمعيات المحلية، يقدمون حياتهم من أجل إطعامنا وتوفير الغذاء للسكان رغم التغييرات المناخية الخطيرة التي يواجهونها.
من جهته، يقول المزارع لوك شاتلان: “في الماضي كان المزارع يعمل لإطعام الفرنسيين اليوم لم يعد باستطاعتنا إعالة أنفسنا، مع كل هذا الضغط الذي يمارس علينا وهذه القواعد والقوانين المفروضة علينا. إننا متعبون”.
مزارعو فرنسا
يسعى مزارعو فرنسا يوم غد الإثنين لإغلاق مداخل الطرق السريعة المؤدية إلى باريس- رويترز
وترتفع معدلات الانتحار في فرنسا بنسب أعلى كثيرًا من باقي دول الاتحاد الأوروبي. وتشير الأرقام إلى 17 حالة انتحار لكل مئة ألف من السكان في فرنسا، مقابل معدل وسطي يُقدر بنحو 12 حالة لكل مئة ألف نسمة من دول الاتحاد الأوروبي.
والحال هذه، ليس أمام المزارعين طريقة للاعتراض على هذا الواقع الصعب سوى بالتظاهر أمام المراكز الحكومية وقطع الطرقات السيًارة.
ولم تجد الحكومات المتعاقبة حلولًا جذرية لمشكلاتهم، من أجل ذلك يتوجه كثيرون نحو الانتحار، وهو الأمر الذي يساهم في تهشيم الصور المرسومة في الأذهان عن الريف الفرنسي والحياة المثالية فيه.