مرض متلازمة الكرسي الأمامي / المحامي حاتم خليل الشوبكي

مرض متلازمة الكرسي الأمامي ..
المحامي حاتم خليل الشوبكي

تبدأ أعراض هذا المرض في المدرسة .. كل ولي أمر يطالب المدرسة بأن يجلس إبنه في المقعد الأول داخل الصف حتى يصبح متميزاً و يصله العلم أولاً ( عاد إبنه طبره … و مية بروفيسور ما عدلوا الطنجرة إلي ناتعها على راسه ) ..
في الطابور الصباحي .. يريد النضوة أن يقف في الأمام …
في الباص .. لازم عين أمه يجلس في المقعد الأمامي .. حتى يصل أولاً ..
في المسرح … شايف إبني .. هظاك .. أول واحد .. أي واحد ؟ .. يا رجل .. وحد الله .. أول واحد ..
الفتر .. يكبر و يكبر المرض معه ..
يوم الجمعة .. مع أنه لا يصلي .. يدخل الجامع متأخراً .. مندفعاً نحو الصف الأمامي متجاوزاً الصفوف و متخطياً رقاب المصلين …
إجتماعياً ..
في الاحتفالات تجده في الصف الأول …
في الندوات مكانه في الصف الأول ..
في المركز الأمني يقبع في الصف الأول …
في المركز الطبي منتظرا في الصف الأول..
في الفاردة سيارته أولا..
في الجنازة يقف أولا..
في الجاهات..
في الأعراس..
في الولائم..
في الخطب..
في الصالات..
في القاعات..
في الحارات..
تجده دائماً و دوماً و لزاماً و لزوماً و فرضاً و بالإطلاق و بالخاوة و بكيفك و بدون كيفك و غصب عن الراضي و الزعلان … في الكرسي الأمامي مثبت بمسامير … بملازم … بمرابط … بأقوى أنواع اللواصق…
و الأدهى كلمته واحدة و لا تتغير عندما يدخل أبو فلان و أبو علان … جاي .. جاي … مكاني … و الله غير مكاني … طلاق بالثلاثة غير مكاني … بالحرام غير مكاني …
و من ديسي …
إذا قام من مكانه و تزحزح … و قعدك يا أبو فلان …
أخيرا ..
المقاعد الأمامية لا تصنع وجهاء و شيوخ و رجالات و زعامات..
فالزعامة و الشيخة و الواجهة بالتواضع و ترويض النفس .. و الشيخ و الوجيه و الزعيم أينما جلس يكون صدر المجلس …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى