مرض اللفحة المتأخرة يتسبب خسائر فادحة لمزارعي أغوار الكرك / صور

سواليف
وقع مزارعو أغوار الكرك مطلع هذا العام (2021) ضحية فاجعة أصابت المحصول الأوسع انتاجاً في المنطقة، حيث أصيب محصول نبات البندورة بمرض فطري أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين، فوجود الرطوبة مع انخفاض درجة الحرارة في المنطقة شجعت تطور المرض حتى فتك بالنبات والثمر، ليلحق ضرراً فادحاً في أكثر من 60% من الأراضي المزروعة بالبندورة في مناطق أغوار الكرك.

تعريف مرض اللفحة المتأخرة
سمي المرض باللفحة المتأخرة لأنه يأتي متأخراً خلال موسم الانبات، ويعرف مرض اللفحة المتأخرة (Late Blight) بأنه مرض فطري يمكن أن يصيب نباتي البطاطا والبندورة والباذنجان ، وقد بدأ المرض في الظهور خلال القرن التاسع عشر في البيرو ثم انتقل إلى أوروبا، حتى ظهر في أيرلندا كوباء أدى إلى حدوث مجاعة وهجرة للكثير من السكان، والآن تسبب اللفحة المتأخرة خسائر فادحة لمحاصيل البطاطا والبندورة في جميع أنحاء العالم.

أسباب المرض وأعراضه
ينتج مرض اللفحة المتأخرة عن فطر يسمى فيتوفثورا إنفستنس (Phytophtora Infestans)، وعادة ما تكون القمة النامية والزهور والسيقان الصغيرة هي الأكثر عرضة للإصابة والتعفن، حتى يصل العفن إلى أجزاء كبيرة من النبتة وتموت في النهاية، وتبدأ أعراض المرض غالباً على حواف أوراق النبات على شكل بقع بنية غير منتظمة، ثم تعم بقية أجزاء الورقة مع ظهور زغب أبيض، إذ يحمل هذا الزغب أبواغ الفطر التي يتكاثر الفطر من خلالها عندما تحمله الرياح أو المياه، وعندما تصل الإصابة إلى ساق النبتة يتقرح حتى يجف ويتحول للون البني، أما الثمار فتتمثل الأعراض عليها ببقع مائية تتسع بسرعة لتشمل كل الثمرة.

انتشار المرض
يختلف تطور عفن الأوراق أو الضرر الذي يصيب النبتة حسب الظروف البيئية، فالرطوبة ودرجة الحرارة وكمية الضوء من أهم العوامل المؤثرة على انتشار المرض، حيث تنتشر الآفات في البيئات الرطبة والباردة عندما تقل درجة الحرارة عن 20 درجة مئوية.

ولمنع انتشار المرض يجب التخلص من الدرنات أو النبتة المصابة حتى لا يبقى مسبب المرض في التربة أو في بقايا النباتات وينتقل للموسم التالي، فالفطر يمكن أن يبقى على قيد الحياة في درنات البطاطا المصابة التي بقيت في التربة من الموسم السابق حتى الموسم التالي، كما يُعتقد أن بعض البذور يمكن أن تصاب وتأوي مسببات المرض، وللتخلص من بقايا النباتات المصابة أهمية كبيرة لأن البقايا المصابة التي تركت من الموسم السابق تشكل اللقاح الأولي للمحاصيل الجديدة، وخلال فصل النمو تستمر البقايا المصابة بإنتاج الأبواغ حتى تغزو الفطريات البراعم الجديدة.

علاج المرض والوقاية منه
ويمكن تجنب هذا المرض من خلال استنبات أصناف مقاومة له، كما يمكن مقاومته باستخدام مبيدات كيميائية، بحيث يتم تطبيق برامج الرش الكيميائي قبل ملاحظة المرض، ويتم ذلك بشكل خاص خلال فترات الشتاء الباردة التي تكون أكثر الفترات ملائمة لانتشار المرض، ويتم الرش قبل ملاحظة المرض لأن السيطرة عليه تصبح صعبة عندما تنتشر الإصابة الورقية، ومن المهم تغطية النبتة كاملة بمبيدات الفطريات، فهناك مبيدات للفطريات تنتقل في جهاز النبتة إلى الأعلى، وبالتالي فإن رش الأوراق العلوية فقط يبقي الأوراق السفلية غير محمية وعرضة للإصابة، كما وقد لوحظ أن التسميد الازوتي الزائد يزيد من القابلية في الإصابة، إلا أن زيادة عنصر الفوسفور أو البوتاسيوم يزيد من درجة المقاومة، مما يدعوا للاهتمام بتنظيم التسميد للوقاية من المرض، هذا وقد أمكن مع الاستعانة بتنبؤات الطقس والأرصاد الجوية إجراء وقاية قبل حدوث المرض، فغالباً ما تساعد الليالي الرطبة على التلقيح والتكاثر للفطر المسبب للعدوى.

تأثير الطقس على ظهور المرض وانتشاره
تزايد ظهور مرض اللفحة المتأخرة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تطور سلالات جديدة قادرة على التأقلم مع المناخات الشتوية الباردة، فقد كانت الآفة تنتشر ببطء خلال الليالي الدافئة في السنوات الماضية، لكن مع تغير المناخ في الآونة الأخيرة ووجود تقلبات كثيرة في درجة الحرارة وهطول الأمطار وجد المرض الظروف الملائمة له، وهي رطوبة مع درجة حرارة بين 12-15 درجة مئوية، وهي الظروف المثالية لتكون الأبواغ وحدوث التلقيح والتكاثر، بينما عند ارتفاع درجة الحرارة عن 15 درجة مئوية يستغرق تكاثر الآفة وقتاً أطول.


المصدر
طقس العرب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى