سواليف – أعلنت شرطة برلين الثلاثاء أن منفذ الهجوم الدامي بشاحنة على سوق للميلاد قد يكون “على الأرجح” طليقا، بعدما أكدت بداية أنها اعتقلت طالب لجوء باكستاني يشتبه في أنه ارتكب الاعتداء وأفرجت عنه لاحقا.
وتذكر هذه المأساة التي وصفتها المستشارة انغيلا ميركل بانها “عمل ارهابي” في المانيا التي كانت حتى الآن بمنأى من هجمات على نطاق واسع، باعتداء نيس في 14 تموز/يوليو الماضي الذي اوقع 86 قتيلا.
وأسفر اعتداء برلين عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 آخرين بجروح. ولا يزال 24 شخصا يتلقون العلاج مشاء الثلاثاء، وفق آخر حصيلة.
وقال قائد شرطة برلين كلاوس كانت “على الأرجح هناك مجرم خطير في المنطقة، وهذا بالطبع يثير قلق الناس”.
وفي وقت لاحق، أعلنت النيابة الفدرالية الألمانية أنه تم الافراج عن اللاجىء الباكستاني الذي سبق ان اشتبه بانه ارتكب الاعتداء، لعدم توافر عناصر تؤكد الشكوك حياله.
وقالت النيابة في بيان “تم الافراج عن الشخص المشتبه به مساء (…) بامر من النيابة الفدرالية. ان نتائج التحقيق لم تتوصل حتى الان الى عناصر تؤكد الشبهات” بحقه.
واعتقل طالب لجوء باكستاني (23 عاما) مساء الاثنين وقدم على أنه مشتبه به. وكان الباكستاني وصل الى ألمانيا في 31 كانون الاول/ديسمبر 2015 عن طريق البلقان وتسجل في برلين في شباط/فبراير كطالب لجوء.
ولا يزال الارتباك سيد الموقف في اعقاب الاعتداء، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة.
-“اراد دهس الناس”-
وقبل إعلان الشرطة شكوكها، كانت ميركل قالت انه “اعتداء ارهابي” مشيرة الى احتمال ان يكون منفذه طالب لجوء.
وسرعان ما بدأت الانتقادات لميركل حول سياستها المنفتحة على صعيد الهجرة.
وكتب ماركوس بريتزل احد المسؤولين في حزب “البديل لالمانيا” اليميني على تويتر “انهم ضحايا ميركل”، في حين رات القيادية في الحزب فراوكي بيتري ان “المانيا لم تعد آمنة” بمواجهة “ارهاب الاسلام المتطرف”.
ونددت بقرار المستشارة فتح ابواب المانيا عام 2015 لنحو 900 الف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول تشهد نزاعات. كما وصل قرابة 300 الف اخرين عام 2016.
وزارت ميركل بعد الظهر مكان الحادث مع عدد من الوزراء للمشاركة بالوقوف في دقيقة صمت، قبل زيارة موقع الحطام وتوقيع سجل تعاز.
ومساء، شاركت المستشارة وأعضاء من حكومتها في مراسم أقيمت في الكنيسة المجاورة للسوق. وأضيئت بوابة براندنبورغ مساء بألوان علمي ألمانيا وبرلين.
ونكست أعلام المباني العامة الألمانية الى نصف الصاري وسيتم التزام دقيقة صمت الثلاثاء والاربعاء في جميع مراحل الدوري الالماني.
وقع الاعتداء قرب كنيسة قديمة تهدمت منارتها بالقصف ابان الحرب العالمية الثانية. وبفعل الصدمة، تحطم الزجاج الامامي للشاحنة التي رفعت صباح الثلاثاء.
وقالت البوسنية لانا سيفوتش التي تقيم في برلين لقناة تلفزيونية ان السائق “قاد الشاحنة مباشرة نحونا” بينما كانت تتناول شرابا مع عائلتها.
واضافت “لكنه في مرحلة ما استدار لان هدفه لم يكن الكوخ لكن الحشد. اراد ان يدهس الناس”.
وتابعت “بالتأكيد صدم الجميع، (…) نحاول العثور على الاقارب والاصدقاء كنا نشرب النبيذ الساخن قبل دقيقة لكنهم سقطوا ارضا وهم ينزفون”.
وبين القتلى ستة ألمان بحسب الشرطة، فيما تتواصل عمليات التعرف على آخرين.
وعثر أيضا على جثة بولندي في الشاحنة وقد قتل “رميا بالرصاص”. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الاقليمية انه قد يكون سائق الشاحنة التي سرقت منه.
-أوباما يعرض المساعدة-
أجرى الرئيس الأميركي باراك اوباما في وقت متأخر الاثنين اتصالا هاتفيا بميركل مقدما تعازيه بضحايا الاعتداء، وعارضا المساعدة.
وقال البيت الابيض الثلاثاء ان “الرئيس قدم تعازيه وتعازي الشعب الاميركي ب(ضحايا) الهجوم الارهابي الرهيب” و”كرر عرض المساعدة الاميركي وشدد على ان اي هجوم لن يثبط عزمنا وعزم حلفائنا الالمان على التصدي للارهاب بكل اشكاله”.
من جهة أخرى، دان مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء “الاعتداء الارهابي” في برلين.
كذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة ميركل خلال اتصال هاتفي بينهما الثلاثاء ان “المعركة الشرسة ضد الارهاب يجب الا تقوض القيم واسلوب العيش” في البلدان الديموقراطية، وفق بيان اصدرته الرئاسة الفرنسية الثلاثاء.
ووقع الهجوم أمام كنيسة القيصر فيلهلم في احد الشوارع التجارية التي تشهد حركة كثيفة في الجزء الغربي من برلين.
يذكر ان المانيا ظلت حتى الان بمنأى من اعتداءات جهادية ضخمة، لكنها شهدت مؤخرا عدة اعتداءات اسلامية متفرقة.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية في تموز/يوليو اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.
ا ف ب