مرتفع “عنيد” يتشكل فوق اوروبا ينذر بتوجه كتل باردة غير معتادة صوب المنطقة

#سواليف

تواجه #القارة_الأوروبية في الآونة الأخيرة تأثيرات كبيرة نتيجة لسيطرة #مرتفع_جوي ضخم يمتد على مساحات واسعة من أراضيها. يعود سبب هذه الظاهرة إلى انخفاض الضغط الجوي في مركز #الدوامة_القطبية #الشمالية، مما أدى إلى سحب الهواء البارد نحو الشمال. هذه التغيرات ساهمت بشكل ملحوظ في تحفيز نشوء المرتفعات الجوية، التي تواصل تقدمها نحو القارة.

ساهم هذا المرتفع الجوي في توجيه أحواض وكتل هوائية باردة نحو شرق وغرب #البحر_الأبيض_المتوسط، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات #الحرارة في أجزاء واسعة من بلاد الشام والسعودية والعراق ومصر ودول المغرب العربي. تأثرت #بلاد_الشام وما حولها بموجة باردة شرقية، مما حول #الأجواء إلى #باردة بشكل ملحوظ وغير معتاد خلال اليومين الماضيين مع درجات حرارة صغرى وصلت الى ما دون 6 درجات مئوية فوق المرتفعات الجبلية.

نلاحظ في الخريطة التالية انحراف درجات الحرارة عن المعدلات العامة في اجزاء واسعة من الشرق الاوسط وبصورة نادرة لمثل هذا الوقت من العام:

تشير آخر البيانات الجوية إلى استمرار تأثير الضغط الجوي المرتفع على القارة الأوروبية، حيث يُتوقع أن يتحرك المرتفع الجوي الأوزوري نحو أوروبا بحلول منتصف الأسبوع المقبل، ليلتقي بالمرتفع الجوي الموجود فوق القارة بالفعل. تجدر الإشارة إلى أن حدوث مثل هذه السيناريوهات يعد نادرًا، حيث تقتصر عادةً على فصل الشتاء، مما يثير تساؤلات عديدة حول التغيرات غير المعتادة في سلوك الضغوط الجوية الذي نشهده في الفترة الحالية.

هذا التطور قد يؤدي إلى مزيد من الاستقرار في الأحوال الجوية فوق القارة الاوروبية،وبالمقابل ينتقل النشاط الجوي الى شرق وغرب البحر الابيض المتوسط من خلال ما نسميه في علم الارصاد الجوية ب ” الفلتات” وهي احواض باردة تستطيع العبور حول المنخفضات الجوية وتصل الى مناطقنا العربية.

كما أشرنا سابقًا، فإن هذا السلوك غير المعتاد في سلوك الضغوط الجوية في هذا الوقت من العام سيؤثر بشكل ملحوظ على طابع فصل الخريف في أجزاء واسعة من القارة الأوروبية. بالمقابل، تزداد فرص وصول كتل هوائية باردة وغير معتادة في مثل هذا التوقيت إلى منطقتنا العربية. لذلك، تتجه الأنظار نحو شهر نوفمبر المقبل وما سيحمله من تغييرات في الأحوال الجوية.
من المتوقع أن تشهد المنطقة تقلبات جوية ملحوظة غير معتادة ،مما يستدعي متابعة دقيقة للتنبؤات الجوية لمواكبة هذه التطورات المتغيرة، وفي حال استمرار هذه المنظومة خلال الفترة المقبلة فقد نشهد فصل شتاء مختلف وغير تقليدي قد يتميز بكثرة حالاته الماطرة والمثلجة بصورة اعلى من المعتاد.

على المدى القريب، تشير البيانات الجوية إلى احتمالية نشوء حالة من عدم الاستقرار الجوي، يصاحبها هطول أمطار رعدية، مع نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل ( نهاية الاسبوع ). من المتوقع أن تؤثر هذه الحالة على عدة دول، بما في ذلك الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية والكويت.

ومع ذلك، حتى الآن، هناك تغييرات كبيرة في خرائط الطقس المتعلقة بهذه الحالة، حيث يتسم محور تفاعلها بتقلبات شديدة، مما يعوق إمكانية تقديم تفاصيل دقيقة عنها. لذلك، سنحتاج إلى الانتظار حتى تقترب الفترة وتتقارب المعطيات لنتمكن من تحديد أماكن هطول الأمطار وكمياتها التقديرية بدقة.

سنحرص على نشر التحديثات أولاً بأول عند صدورها، مع تمنياتنا للجميع بالسلامة. والله أعلى وأعلم.

المصدر
المركز العربي للمناخ – المهندس احمد العربيد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى