أصدر مركز طقس العرب الإقليمي تقريراً جامعاً لمراقبة الواقع المطري السائد في #الأردن، و تضمن التقرير عِدّة محاور من ضمنها تحليل للأداء المطري حتى اللحظة و مقارنته مع المواسم الماضية، و نظرة إلى عدد المُنخفضات الجوية و شدتها التي أثرت على المملكة حتى نهاية #المربعانية الحالية بالإضافة إلى النظام الجوي الذي ساد في المنطقة منذ بداية #الموسم_المطري.
تقييم واقع و أداء الموسم المطري 2023/2024 حتى اللحظة
يُعرّف الأداء المطري بأنه النسبة المئوية لكمية #الأمطار التراكمية الهاطلة بالمقارنة مع كمية الأمطار المُفترض هطولها حتى تاريخ مُعين و الذي يتم حسابه بالاعتماد على ما سُجّل على أرض الواقع خلال ثلاثين سنة ماضية في ذات الفترة من العام. و لنُقيّم واقع الموسم المطري في فترة ما يجب أن ننظر إلى عِدّة أوجه:
- الأداء المطري في مُحافظات المملكة حتى اللحظة و مُقارنته مع مُعدل الموسم المطري السنوي كاملاً.
- عدد و شدة المُنخفضات الجوية التي أثرت على المملكة حتى اللحظة.
- مُقارنة عدد المُنخفضات الجوية لهذا الموسم مع المواسم الماضية.
أولاً: الأداء المطري في مُحافظات المملكة حتى اللحظة:
تُظهر بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية إلى أن مع نهاية المربعانية و بداية خمسينية هذا الشتاء يُعتبر الموسم المطري في معظم المناطق الزراعية (بما فيها الأغوار الشمالية) و المناطق التي تتركز بها السدود في الأردن (شمال و وسط المملكة) قد سجلت أداءً مميزاً للموسم المطري حتى هذه اللحظة و تجاوزت المُعدلات المُفترضة لمثل هذا الوقت من العام 1-2-2024 بإستثناء المناطق الشرقية و المرتفعات الجنوبية الغربية و الأغوار الجنوبية. و ذلك يُعتبر على النقيض تماماً من الموسم الماضي الذي تميزت فيه حينها بوادي المملكة و المناطق الجنوبية بموسم مطري ممتازاً على غير العادة.
و عند مُقارنة ما تحقق من كمية المطر الفعلية الهاطلة في هذا الموسم المطري مع ما هو مُفترض أن يهطل فإننا نجد أن أداء الموسم المطري حتى اللحظة كما يلي:
- تجاوز المجاميع المُفترضة: الزرقاء 165%، اربد 162%، عجلون 158%، البلقاء 119%، الشوبك 113%، عمّان 112% و من ثم المفرق 108%.
- حول المجاميع المُفترضة: جرش 96% و مأدبا 93%.
- أقل من المجاميع المُفترضة: العقبة و معان 82%، الطفيلة 76%، الكرك 71%.
- أقل بكثير من المجاميع المُفترضة: وادي موسى 44%، الأغوار الجنوبية و البادية الجنوبية سجلتا موسماً ضعيفاً للغاية حتى اللحظة بواقع 36% و 26% على التوالي مما هو يُفترض أن يهطل عليهما.
و الجدير بالذكر بأن أعلى مجموع مطري خلال فترة المربعينية بلغ 324 ملم و ذلك في محطة رصد رأس منيف /محافظة #عجلون محققة ما نسبته 245% من معدلها العام لفترة المربعينية، و هي أيضاً الأعلى بكميات الامطار منذ بداية هذا الموسم و حتى هذا التاريخ و بمجموع مطري بلغ 525 ملم و بنسبة 90% من معدلها المطري الموسمي العام.
ثانياً: مقدار ما تحقق من الأمطار الهاطلة بالنسبة للمُعدل السنوي المطري كاملاً:
عند مُقارنة ما تحقق من كمية المطر الفعلية الهاطلة في هذا الموسم المطري مع المُعدل السنوي المطري كاملاً (الذي ينتهي في شهر مايو/أيار) نجد و أنه حتى تاريخه لم تصل أية منطقة إلى معدلها السنوي و هذا أمر طبيعي حيث أنه تبقى على نهاية الموسم المطري أكثر من ثلاثة أشهر بما فيها خمسينية الشتاء التي تُشكل ما نسبته 38% من أمطار الموسم المطري العام، و لكن بالرغم من ذلك إقتربت مثلاً عجلون و اربد من ذلك بالإضافة إلى مدينة الزرقاء التي حققت حتى اللحظة ما يُقارب 90% من المعدل السنوي المطري. في حين أن المناطق الجنوبية و الشرقية بُرمتها عدا المفرق و الشوبك تُسجل حتى اللحظة أقل من 50% من المُعدل السنوي المطري و نسأل الله تحسن الحال في الأشهر القادمة في هذه المناطق.
ثالثاً: مُقارنة عدد #المنخفضات_الجوية و شدتها لهذا الشتاء مع الموسم الماضي و الذي قبله:
ارتفع عدد الحالات الجوية التي أثرت على الأردن في الموسم المطري الحالي 2023/2024 بشكل ملحوظ و كبير بالمُقارنة عما كان عليه الحال في الموسمين الماضيين 2022/2023 و 2021/2022، حيث تأثرت المملكة هذا الموسم حتى نهاية المربعانية بحوالي 21 فعالية جوية توزعت ما بين 7 منخفضات جوية مُصنفة و أكثر من 14 حالة جوية غير مُصنفة (إما على شكل امتداد منخفض جوي أو حالات من عدم الاستقرار الجوي). في حين و إن أخذنا عدد المُنخفضات الجوية ذات الدرجة الثالثة أو أعلى (المنخفضات الجوية القوية التي تجلب كميات مُعتبرة من الأمطار لعموم المناطق) سنجد أن الموسم الحالي افتقر لوجود مُنخفضات جوية قوية كما هو مُوضّح أدناه و هو على غرار الموسم الماضي.
بالرغم من كثرة الفعاليات الجوية إلا أنها لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية لأن تشمل كافة المناطق
و هذا ما يُمكن أن يُفسر بأن المناطق الشمالية من المملكة حظيت بمُعدلات عالية من الأمطار خلال الأسابيع الماضية، حيث أنه بالرغم من كثرة #الفعاليات_الجوية و تتابعها و عدم انقطاعها لفترات طويلة عن المنطقة منذ بداية الموسم المطري كما ذُكر آنفاً، إلا أنها لم تكن مُتعمقة بما فيه الكفاية لتُصنف بدرجات مُتقدمة و لم تكن ناضجة من الناحية الشتوية. و استفادت حينئذ المناطق الشمالية و أجزاء من الوسطى بهكذا ظروف جوية إذ تركز تأثير الفعالية الجوية على هذه المناطق، و ذلك على حساب المنطقتين الجنوبية و الشرقية التي تعيش موسماً مطرياً مقبولاً إلى حد ما حتى هذه اللحظة.
و تُوَضّح الخريطة المُرفقة أماكن تركز المُنخفضات الجوية منذ بداية الموسم المطري حيث أنه بالرغم من كثرتها بالمُقارنة مع السنوات القليلة الماضية إلا أنها كانت تتخذ مركزاً سطحياً بعيداً عن المملكة و هو ما جعل المناطق الجنوبية و الشرقية خارج نطاق الجزء الأكبر من الفعاليات الجوية، و هو بالطبع نتاج لسلوك الأنظمة الجوية و المنخفضات الجوية العلوية في النصف الكرة الشمالي.