مرايا 2022

مرايا 2022
يوسف غيشان

بعد اجتماع لمجلس الجامعة العربية، انطلق #الزعماء #العرب في #رحلة جماعية. التقوا في دولة اجنبية، وبعد أن أجرى كل فريق منهم المباحثات والمماحكات، ولوازم الضيافة والمجاملات الرسمية وغير الرسمية، قرروا أن ينزلوا إلى البلد سوية ليتعرفوا عليها، وهذا أمر لا يفعلونه قط في بلدانهم، إلا بمياومات كبيرة.
ولما كان هؤلاء الكبار يخجلون من بعضهم، فلم يذهبوا إلى البارات وأماكن اللهو والحنتشش بنتش ، بل قرروا أن يزوروا حديقة #الحيوانات في تلك البلد، وهي أعظم #حديقة في العالم، وفيها أعظم الكائنات على وجه الأرض.
شاهدوا الماموث والديناصورات المتنوعة، وأطول زرافة في العالم، وأضخم قرد، وأغلظ افعى وأرفع دب، ومروا على الكثير من الكائنات المذهلة التي لا وجود لها إلا في تلك الحديقة العالمية.
ثم وصلوا الى مكان معلق بباب من الحديد الصلب ولا يظهر ما بداخله، ألا بعد ولوج الباب.
على الباب وجدوا لافتة مكتوب عليها:
(تحذير ..تحذير …تحذير
هذه الوحوش خطيرة جدا، ولا يحلوا لها إلا ان تقتل بعضها، وأن تقطع رؤوس بعضها، وتشرب من دم بعضها، بدون رحمة ولا شفقة. وهي لا تقتل لتحقيق احلامها أو مخططاتها، أو للأكل، كما تفعل الحيوانات المفترسة الأخرى ، بل تقتل للتسلية وتمضية الوقت، وهي غدارة ليس لها أمان، تجيد المراوغة، وتستعمل جميع الطرق المعروفة وغير المعروفة في عمليات الإبادة، وقد تقتل في أي مكان وزمان، ولكل مفترس منهم مجموعة من الأتباع والشبيحة الذي يمن عليهم بالفتات وبقايا الدهن والعظام، ولا يقتلهم، إلا بعد أن يشيخوا)
اجتمع المسؤولون العرب على الباب، وشرعوا يتناقشون، هل ندخل أم لا ندخل، هل الأمر خطير إلى هذه الدرجة؟

  • ندخل
  • لا ندخل
  • ندخل
    -لا ندخل
  • ندخل
    المهم، نجح التيار الداخل وفتحوا الباب بكل توجس ودخلوا. لكن ما أن ولج آخر واحد منهم، حتى انغلق الباب أوتوماتيكيا.
    ارتعب المسؤولون العرب، وتجمعوا حول أنفسهم، ثم نظروا في الأرجاء بهلع.
    لم يكن هناك سوى #المرايا تحيط بهم.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى