اللامفكر فيه في وثيقة ( السياسي لمدينة بلنسية)

اللامفكر فيه في #وثيقة الدكتور محمد نايف العمايرة( #السياسي لمدينة #بلنسية)

د. #بسام_الهلول

هكذا يقول المفكر الجزائري( اركون)…نحن الذين نقلنا مشعل الحضارة الى اوروبا ذات يوم..حملتها مشاعل بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة )..كما وقفت عليه عيانا في كتابه( الهوامل والشوامل)..مستلهما العنونةمما كتبه التوحيدي ومسكويه ( الهوامل والشوامل)…وازيد عليه( غرناطة وبلنسية)…مستدرجا اياي..( ولا تأخذ بلحيتي)…ياابن امّ…فاستوقفني صاحبه في ( مصنفه)…(بلنسية في تاريخها السياسي)..للرفيق الدكتور محمد نايف العمايرة/ استاذ التاريخ/ المغرب والاندلس/ مؤتة/….اذ اهديته منه …بل كان بمثابة( خشبة خلاص)..فيما وجدت ووجدت( بالكسر)…
واكاد ان لاابالغ اني لااستطيع التنفس بعمق الا اذا وجدت طلبتي فيما يكتب عن المغرب والاندلس خؤولة( صقر قريش)…اشياء هنا تقيدني واكاد كما يقول عبد الحليم( اني اغرق)..واشعر عندها بل تنقلني الى هاتيك الايام عندما كنت امر عبر الجزيرة الايبريه واقطع ذاك المضيق( جبل طار)…بدون (ق)…لما جرى لهذه الجغرافية من حذف ونسيان هكذا تكتب في( الاطلسJbeltar)..اشعر وانا اعبر الاندلس متوجها الى بلاد( الغافقي)…عبر معروشات الكرمة وحدائقها المعلقة والتي تمتد مسافة( 24) ساعة سفرا..لتعانقك سهول ( بواتييه)…الغاصة بالكرمة( وهي التي اخرجتنا من الاندلس وجنوب بلاد( الجولوا)..فرنسا الحاضرة..ويزايلك الطرب عندما تجدها غجرية مرسومة على صندوق دخان( الجولواز)…وتحزن عندما تجد انامل من شباب بلدي تداعب سيجارة ( الجولواز)…ولا يعلم مستوى الدلالة اشبه من يحمل فقها الى من هو افقه منه…او كمثل الحمار يحمل سفرا…
…فعندما يكتب من مثل ( العمايرة)..عن بلنسية فهو وبأنفاس ( حرّى)…انها( الترياق لروحي)…اشعر بعروبتي ورشد( حضارتي)..اشعر بحنين جارف بالتصاق حقيقي وانتماء مطلق الى هذا القدر والمصير…واكاد اسبح في بحر كامل من العلامات والاشارات والرموزً والمدن والرساتيق والدشر والحور وما اعملته الميازيب بأزقة طليطلة وبلنسية من( رشق المطر)…وكاني بتلك الصويحبات..جذلا من تراشق بحبات البرد..وانت تقرا للدكتور في كتابه اشعر بحالة من الاغتراب)..
نبكي ملكا مضاعا…لم نحافظ عليه مثل الرجال…بل كما جاءت على لسان ابن خفاجة وهو يذكر( بلنسية)..
…عاشت بساحتك الظبا يادار….ومحا محاسنك البلى والنار…ارض تقاذفت الخطوب باهلها….وتمخضت بخرابها الاقدار….كتبت يد الحدثان في عرصاتها
…لا انت …انت…ولا الديار ديار..
…من يطالع( تاريخ بلنسية السياسي)..من1008/1102ميلادية
تستوقفك محطات( لا مفكر فيها)..حيث استوقفني…انتشار الغلاء فبلغ رطل القمح بمثقال ونصف..ورطل الشعير بمثقال..ًواوقية البصل بدرهم وبيضة الدجاجة بثلاثة دراهم
…وعظم البلاء وتضاعف الغلاء واستوى في عدم المقدرة على الشراء والحصول على القوت للفقراء والاغنياء..وانتهى هذا الشهر ورطل القمح بثلاثة مثاقيل الا ربعا فتضاعف عن سعره في الشهر السابق…بحيث لايصل ادراك القوت الا اهل الجاه)…حتى وصل الحال ان اكل
الناس لحم موتاهم..كل هذه المقدمات كانت تنذر بمقدم عدوها
واعمل في اهلها القتل وعلقت الجثث من ابناء بلنسية في صوامع الارباض وبواسق الاشجار…وساء وضع اهلها والى بلغ بهم الحال ان يسقط الرجل ماشيا من شدة الجوع وتوالى البأس واستحكم( الربا)..وغلت الاسعار الى ان بلغ ثمن البيضة ب8 دراهم واوقية الجبن بعشرة دراهم…وعلاوة ذلك ان حصار بلنسية من خصومها( النصارى)..زاد الامر ضيقا..انتهت. بتسليم( بلنسية)…وانتهت بحرق قاضيها…ونكل بأهلها ايما تنكيل…واصبح( القمبيطور)..سيد شرق الاندلس..
…مناطق اللامفكر فيه عند( العمايرة)…
او مايطلق عليه عند ابن رشد( اعز مايطلب)…او لربما يرتقي النص( بلنسية)..بإقلاعه الى( المضنون به على اهله)…من خلال سلميّة المرتقى…اذ يوقفنا عند مايشير اليه او لعله قصده لكنه سكت عنه..في تاريخ المدن العربية وما جرى لها من احوال
من الشباب الى الهرم من مدينة عرفت بمتنزهاتها ومناراتها ومسارحها كالرصافة ومنية ابن عامر..بالاضافة الى موقعها جعلت منها مركز كورة من كور شرق الاندلس..الا انها كغيرها من المدن شهدت احوالا منها تاثرها بالفتنة البربرية والصراع على السلطة
وحسب قانون الحركة الاجتماعية وهاهو الكاتب ( ممسك بقوانين الحركة)..والقبض على اسبابها بحيث كان قادرا على ان ينتج(نوعا من العلاقة من خلال سردية الاحداث..التي تتحكم بصيرورتها الاجتماعية حقق به طموحا علميا في تبدل احوال الاندلس بعامة وبلنسية بخاصة..وتفسير احوال عمران بلنسية..والسرد التاريخي عنده لم يكن هدفا بل كان( مدرجا) للاقلاغ كي يحدد في النهاية وبدقة متناهية موضع تاريخ ( مدينته)…وماعرف لها من احوال التأنس والتظرف والتوحش والتأنس واصناف التغلبات ومانشأ عنها من ملك ومانتحله اهل بلنسية باعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع وبجملة جامعة والقول لابن خلدون ومهدي عامل( علاقة عمرانية بين انسان بلنسية واجتماعها)..وبذا تحقق له( القبض الحضاري)…في مصطلح الفيلسوف الانجليزي( شبنجلر)…Mainblite)..رغم ان كثيرا من الاخبار المتناقلة لاتفي( كنه ماتريد منه)…
…فهي بحق وثيقة في البحث عن اسباب ماجرى للاندلس من واقعات عمرانية)…تميزت ب( المطابقة)…في ضوء قوانين اجتماعها..وهي كذلك بحق( وثيقة عمرانية)..في بيان عوارض واحوال بلنسية صادف فيها الرمية واصاب الشاكلة حوم على الغرض وصادفه ورفع بالبراهين حجابا…وهي بحق امساك بشحمة اذن السياسي في الاردن كي ينتبهوا لتبدل احوال عمرانه وماالاندلس وضياعه…وبلنسية وضياعها…وتبدل احوالها…في منأى عمان عنه…فثمة وكد علاقة بين ماجرى للماضين من تبدل لأحوالهم…مايجري لنا الان كي نغفل عن العلاقة العضوية بين الاخبار والحدث والفعل ومايجري للمدن من تبدل واحوال

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى