ثورة الأرز الشبابية الكبرى / محمود الحموري

ثورة الأرز الشبابية الكبرى؛

الدكتور محمود الحموري؛

تسع ليال متتالية تمر على ثورة الشباب المطلبية المتواصلة في لبنان العزيز، تخبرنا بموجات متلاحقة من الثورات والمظاهرات القادمة على مساحات واسعة من الأمة، والسبب أن لبنان سويسرا الشرق، وعاصمته بيروت باريس العرب، هما الباروميتر الحقيقي المتقدم للرأي والرأي الآخر في الوطن العربي على مدى عقود، منذ أن علمت لبنان ابناء امتها ابجديات الموضة واللياقة، والسياسة والصحافة والكياسة، والكتابة والنشر، وكيف تكون صلابة المواقف التاريخية في اتخاذ الفكر والفن والغناء والشعر مصدرا لمحبة الأوطان، هذه الحصانة الذي تحميه من الطغمة السياسية المتربحة من خيرات لبنان ومن جهد أبنائه الناجحين، الذين يجوبون العالم بجهدهم ويجلبون الاستثمارات إليه والعملات الصعبة لاعمار بلدهم الجميل وتميزه …

المتابعة الحثيثة والأسباب مجتمعة تؤكد أن الثورة الحالية غير تقليدية وهي لا تخضع لأي حزب أو تحالف أو شخصيات سياسية، والأهم أنها ليست مظاهرة شاملة منظمة في مكان واحد، إنما تظاهرات تفجرت في كل المدن اللبنانية من بيروت لطرابلس ثاني أكبر مدينة في لبنان ومركز الثقل السني في الشمال، إلى النبطية وعكار، إلى جنوبه وابناءه القادمين من كل أبعاد الكوكب، ينتصروا لثورتهم المباركة المجيدة.

نهيب بجيش لبنان الوطني أن يحمي ثورة الشباب المباركة وأن ينتصر لأسبابها ومطالبها المحقة، فالجيش اللبناني جيش الشعب وعقيدته حماية ابناءه.
وهكذا تثبت ثورة الأرز اللبنانية الشبابية الكبرى بأن شعب لبنان هو المصدر لكل السلطات، وأن شرعيته الثورية، قد حلت بديلا عن شرعية الترويكا وصالوناتها السياسية وداراتها الفخمة، وشخصياتها التقليدية التي ورثت لبنان وهي من استأثر بخيراته، وهي نفسها من نفخت جيوب الفاسدين من مدخرات الطبقة الوسطى وعلى حساب جوع الطبقات الفقيرة.

مبارك للبنان ثورته الراهنة وحفظ الله لبنان وشعبه الحضاري من عاديات الزمان كما نفخر بالتغطية الإعلامية لهذه الثورة النوعية المستمرة المؤزرة …
وكلنا ننتظر من شباب وشابات لبنان ومن زعيم قرطاج، في إدارة تونس الجديدة، قيس سعيد، وليد صندوق الانتخابات الرئاسية التونسية، قيادة الأمة لعصر جديد، يضمحل فيه دور انصاف الألهة من الحكام ويظهر فيه مخرجات صناديق الانتخابات الحقيقيون من أبنائنا لإدارة مركب الأمة الذي جنح ويكاد يغرقنا ويغرقها …