مدن ثكلى / عالية الشيشاني

مدن ثكلى
يتسلى في ساعات فراغه بتفجير بعض الاعمده والاقواس الواقفه بثبات منذ الاف السنين ،،
واخر يتصدى لمهمة قطع وتعليق رأس مدير الاثار السابق ذي الاعوام الثمانين ،، على احدى البوابات المزخرفة .
وثالث ،، يستميت في البحث باقبية المتاحف وخلف ابوابها الموصدة عن قطع ذهبيه يملأ بها جيوبه ،، تقع عيناه بالصدفة على تمثال بالحجم الطبيعي لامراة فاتنة ، فيعض على نواجذه ندما على سبيته اليزيديه التي باعها مؤخرا على اطراف دمشق ، بعد ان قضى منها وطرا ..

انها تدمر ،، يقترن اسمها باسم المقاومة الشريفه للخروج من تحت عباءة روما القيصريه ،، تدمر،، صنو زنوبيا ، الملكة التي استلمت راية التحرير بعد موت زوجها الملك اذينه ، فدفعت حياتها ثمنا لواجبها ، وماتت في الاسر .
تدمر اليوم احدى ثكالى الالفية الجديده ،، تمد ناظريها الى شقيقاتها،، الموصل والحضر ونينوى ، يبكين على اكتاف بعضهن البعض ،، يستذكرن الابناء والاحفاد ، الانبياء والقاده والابطال والعهود والخطط .
ما زالت الكف قادرة على مقاومة المخرز ،، ما زال هناك بقية من امل ،،
يخرج يونس بن متى من ضريحه الذي جرفه الدواعش ،، يخرج ابو العلاء المعري من عزلته في المعره ، تخرج زنوبيا من سجنها ،، يترجل ملوك اشور من عرباتهم وعن ظهور خيولهم.
الجميع على قلب رجل واحد ، يرفع لافتات كتب عليها ( يا خوارج العصر ،، عودوا مرة ثانية الى كتب التاريخ) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى