تناول تقرير للصحفيتين رجاء عبد الرحيم وهويدة سعد في صحيفة “نيويورك تايمز”، مسألة #مخاوف #اللاجئين_السوريين من إجبارهم على العودة إلى بلادهم بعد #التطبيع العربي مع #نظام_الأسد.
وتحدثت الصحيفة عن ملاحقة عناصر الأمن والجيش اللبناني للاجئين السوريين في مختلف مناطق البلاد لترحيل ما أمكن من اللاجئين السوريين رغم أن عددا منهم مسجل لدى #المفوضية_السامية لشؤون اللاجئين.
وبينت الصحيفة أن مخاوف اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم تركز على الجانب الأمني، خشية تعرضهم للاعتقال والتعذيب في سجون النظام، مشيرة إلى أن منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، حذرت لسنوات من مخاطر إعادة السوريين إلى الوطن، خاصة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة حيث يتعرض أولئك الذين فروا من التجنيد الإجباري أو الذين تحدثوا ضد النظام لخطر الاختفاء في نظام سجون سيئ السمعة حيث التعذيب والقتل منتشران.
ويحظر القانون الدولي إعادة الأشخاص إلى مكان قد يتعرضون فيه لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقالت لاجئة سورية رحلتها الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى بلادها لكنها أعادت الدخول إلى لبنان عبر مهربين، إنها مستعدة للموت قبل أن تجبر على العودة إلى سوريا مرة أخرى، مشيرة إلى أن ابنها البالغ من العمر 12 عاما يستيقظ في منتصف الليل وهو يصرخ، ماما، لقد جاؤوا”.
وقالت بعد عودتها إلى منزلها في بيروت حيث تعيش عائلتها في خوف من عودة الجنود: “حتى لو أطلقوا النار عليّ فلن أعود”. قالت رشا، التي طلبت الكشف عن اسمها الأول فقط لأسباب أمنية: “ابني يستيقظ في منتصف الليل وهو يصرخ، ماما، لقد جاؤوا”.
وأوضحت الصحيفة أنه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كان اللاجئون السوريون الذين فروا بالملايين خلال الحرب التي استمرت 12 عاما في بلادهم يراقبون بقلق بينما يعيد العالم العربي العلاقات الدبلوماسية مع زعيم بلادهم المستبد، بشار الأسد، بعد أكثر من عقد من العزلة في الشرق الأوسط وخارجه.
وفي الشهر الماضي، حضر الأسد القمة العربية السنوية لأول مرة منذ 13 عاما، وقد جعلت العديد من الدول التي رحبت به في الحظيرة ثانية عودة اللاجئين السوريين أولوية قصوى.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في ختام القمة التي استضافتها بلاده: “نحن جميعا مهتمون بأن يتمكن اللاجئون السوريون من العودة بأمان إلى ديارهم. سنعمل مع الحكومة في دمشق لجعل ذلك ممكنا”.
على الرغم من تأكيدات الدول التي تؤوي اللاجئين بالعودة الآمنة إلى سوريا، قالت جماعات حقوق الإنسان إن عودتهم ليست آمنة وإن بعض الذين فعلوا ذلك واجهوا الاحتجاز التعسفي والاختفاء والتعذيب وحتى الإعدام خارج نطاق القضاء.
فر أكثر من ستة ملايين سوري خلال الصراع الذي بدأ في عام 2011، واستقر معظمهم في دول مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن. بالنسبة للكثيرين، فإن استعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع الحكومة السورية تحمل احتمالية مرعبة تتمثل في فقدان الملاذات الآمنة وإجبارهم على التخلي عن الحياة الجديدة التي بنوها بشق الأنفس.
وقالت دارين خليفة، الخبيرة في الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية، إنه على الرغم من أن القادة العرب يتحدثون عن العودة الآمنة والطوعية، إلا أن المناقشات تسببت بالفعل في حالة من الذعر بين بعض اللاجئين السوريين.
وقالت خليفة: “هذا بالتأكيد لا يعني العودة الطوعية والآمنة. كل هذا يمثل رمزا لإعادة الأشخاص بأي شكل من الأشكال أو يجعل من الصعب عليهم البقاء”.
وفي استطلاع حديث للاجئين السوريين أجرته وكالة الأمم المتحدة للاجئين، قال 1.1% فقط من المستطلعة آراؤهم إنهم يخططون للعودة إلى سوريا في العام المقبل. وقال 56% فقط إنهم يأملون في العودة إلى سوريا يوما ما.