مخاوف إيرانية من تفاهم روسي أمريكي على تغيير نظام الأسد

سواليف
أبدى حزب الله اللبناني، مخاوفه من تفاهم روسي أمريكي، يستثني رئيس النظام السوري بشار الأسد من أي حل مقبل في سوريا بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه ليلة السبت، بين النظام وحلفائه وبين فصائل المعارضة السورية.

التخوفات لم تأت على لسان حزب الله مباشرة بل عبرت عنها صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة للحزب، والتي قالت إن هناك حديثا عن اتفاقات سياسية يجري العمل عليها تتعلق بمصير النظام السوري؛ موضحة أن وقف إطلاق النار ليس مجرد عملية عسكرية أو أمنية بل هو جزء من اتفاق توصل له الرئيسان باراك أوباما وفلاديمير بوتين، يتعلق بالحل في سوريا.

وأشارت “الأخبار” إلى أن إيران التي دفعت كلفة بشرية ومالية عالية لحربها في سوريا، بالإضافة إلى حزب الله الذي “تورط” في سوريا وما دفعه من أثمان وعناصر فقدهم، منحا موافقة مبدئية على وقف إطلاق النار، رغم الأسئلة المطروحة عن حقيقة موقف طهران من الاتفاق بشكله النهائي، وهو “مصير” النظام السوري برمته وليس وقف إطلاق النار فحسب.

وقالت الصحيفة التابعة للحزب، إن الموقف الإيراني لا يزال متريثا في التعامل مع التحرك الروسي واسع النطاق سياسيا، خصوصا أن روسيا تحاول سحب سوريا من يد إيران بحسب التقارير الغربية، وتعمل على تطبيق استراتيجيتها فيه، بما يمكن أن يتوافق مع سياستها العامة في الشرق الأوسط، وفي أكثر من نقطة نزاع حاليا، سواء في أوروبا الشرقية أم حتى في شمال أفريقيا، وليبيا تحديدا.

وأوضحت أن موقف حزب الله الضالع مباشرة في الأزمة السورية بدعم الأسد، لا يخرج عن إطار الأسئلة الإيرانية حول الارتدادات التي ستخلقها أي ترتيبات أمريكية روسية حول سوريا عليه.

وأشارت إلى أن تقارير غربية وصلت إلى أوساط لبنانية (لم تذكرها) أفادت بأن اتفاق واشنطن وموسكو يمكن أن يمتد منذ لحظة وقف إطلاق النار وصولا إلى تغيير النظام السوري، رغم النفي الروسي والتحذير من أي خطة أمريكية بديلة عن وقف النار.

ولاحظ مراقبون أن طهران لا تزال متحفظة حيال اتفاق وقف النار، ولم تبد ترحيبا حقيقا به رغم الكلام الدبلوماسي المعلن، كما أن تولي بوتين لمهمة الإعلان عن القرار بنفسه، لم تكن مريحة لطهران، التي قال مصدر لبناني مقرب من حزب الله لـ”عربي21″ إنها فوجئت بالقرار وطريقة إخراجه، ولم تكن على علم بتفاصيله قبل الإعلان عنه.

ونقل المصدر لـ”عربي21″ قناعة إيرانية مفادها أنه من الصعب الثقة بروسيا التي لها سجل حافل ببيع حلفائها حين يقتضي الأمر، وآخرهم القذافي، مشيرين إلى موقفه من النزاع في اليمن أيضا بين الحوثيين وبين المملكة العربية السعودية.

وأوضحت أن لقاءات واتصالات قام بها وزيرا الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف، سبقت الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار لتحييد الدول الإقليمية الداعمة والرافضة لبقاء النظام السوري.

وأضافت: “أن أمريكا أبلغت تركيا والسعودية أنها لن تسمح بدور عملي في دعم المعارضين السوريين في المرحلة الأولى من الاتفاق. وفي المقابل فقد أبلغت روسيا إيران بضرورة قبل الاتفاق وعدم عرقلته وأن الدولتين ستتعاملان بحزم مع الدولة والأطراف التي تعرقل الاتفاق”.

وبحسب التقارير، فإن الخطة المطروحة تشمل في شق أساسي منها مصير النظام السوري الذي قالت الصحيفة إن روسيا لا تمانع في تغييره، خلافا للانطباع العام الذي رافق تدخلها في الأزمة السورية.

ولفتت إلى أن روسيا بدأت تضع بجانب خططها العسكرية في سوريا عملية ممنهجة لتعيين رموز ومفاتيح في المناطق التي تستعيدها مع جيش النظام، لعدم انفراط عقده، مستحضرين تجربة الجيش العراقي والخطأ الذي أقرت به واشنطن عندما قامت بحله وسمحت بانهياره.

وورد في التقارير أن خطة روسية أمريكية تقضي بتأمين عملية انتقال سلمية تزامنا مع سيطرة القوات السورية الموالية لروسيا في مناطق عدة في سوريا، في مواجهة التنظيمات “الأصولية”.

وقالت إن العملية ستبدأ بحملة جوية مركزة يجري التمهيد لها مع تحسن الأحوال الجوية مع دول التحالف، لتوجيه ضربات مركزة وكثيفة من أجل تضييق الخناق على التنظيمات “الأصولية” والرافضة لخطة وقف إطلاق النار وشل قدرتها على التحرك، تمهيدا للقضاء عليها.

وذكرت أن التقارير أشارت إلى أن الطرفين الروسي والأمريكي يحشدان الدول الحليفة دبلوماسيا وماليا وعسكريا، من أجل العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والتي من المتوقع أن تبدأ مع فصل الربيع ولا يتوقع أن تنتهي قبل أشهر قليلة بالتزامن مع تطبيق خطة ما بعد الأسد، بحسب الصحيفة.

عربي21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى