” مخاضات الوطن ”
د نبيل الكوفحي
يشهد الوطن منذ فترة حالات مخاضات عسيرة، يبدوا انها لن تودي الى ولادات طبيعية لحلول مثمرة وتوافقية وفاعلة ان بقي الحال كما هو عليه من ؛ إنكار للواقع من قبل اجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة، وصمت محزن ومُريب لأصحاب القرارات، وفضاء يمتليء بالتعبير ات الغاضبة والناقدة؛ نقرؤها ونسمعها وتشاهدها صباح مساء، شملت جميع الطبقات من الفقراء حتى الأمراء، ومن الشمال للجنوب، ومن النساء والرجال على حد سواء ، كثير منها تجاوز التلميح الى التصريح، وبعضها تجاوز كل ما قيل عنه من سقوف او خطوط حمراء (حسب توصيف بعض المسؤولين السابقين والحالين).
برغم إيجابية بعض صور الذي يجري من حيث؛ المشاركة بالحوار الاوسع في تاريخ الاْردن بالاهتمام بالشأن العام، وشعور الكثير من المواطنين انهم اصحاب مسؤولية وطنية لا تقل عمن يتقلدون المناصب الرسمية العليا، وتحرر من عُقد الخوف، والتوحد على قيم اخلاقية ووطنية عليا وغيرها كثير، في المقابل فان هناك صور سلبية تاتي ملازمة لارتفاع منسوب الالم احيانا ، ولحداثة البعض في الكتابة بالشأن العام، الا انها لا تؤثر على المشهد العام الا قليل، وهذا شيء لسنا الوحيدين فيه.
لكن كل ذلك لم يوصلنا – من وجهة نظري- لنتيجة مقصودة ومستهدفة من الجميع وهي ؛ ما الطريق الأمن التوافقي الناجع للخروج من هذه الانفاق المظلمة الى بر الأمان ، لإنقاذ وطننا والحفاظ على استقراره وما تم انجازه عبر العقود وإعادة ثقة المواطنين بمؤسساتهم وازالة او تقليل الخوف على مستقبل بلدهم.
انني ادعو الجميع واتمنى على اصحاب التأثير في الرأي العام، ان نسعى الى تحويل الحوارات من حالة؛ تتصدرها الشكوى من الواقع الى حالة؛ كيف نُجمع بَعضُنَا ونتوافق على مسارات الحلول المؤثرة والضاغطة على اصحاب القرار، وكيف نُرشد الخطاب الوطني باتجاه الاولويات الملحة والأساسية التي يبنى عليها الكثير من التفاصيل لاحقا.
اعتقد جازما انه آن الاوان ان نعبر عن أنفسنا كمواطنين اردنيين متحدين يجمعنا هم ووجع واحد، ويوحدنا هدف ومسار مشترك، نقفز فيه عن كل تعبيرات الأفراد أو أشكال التجمعات الجزئية ( مع تقديري لاصحابها) ونجتهد بحوارات جماعية معمقة للإجابة على السؤال المحوري؛
كيف نصل الى ما نريد؟.
ومن ثم نبدأ خطواتنا الواثقة معا للوصول الى الأهداف الوطنية التي نستحقها من؛ وطن آمن ننعم فيه بالعدالة والسيادة والرخاء والمشاركة في إدارة شؤونه بشكل فاعل دون إقصاء لأحد او ظلم.
