محمود أبو هلال يكتب .. إلى الشهيد ماهر الجازي

إلى #الشهيد_ماهر _لجازي

#محمود_أبو_هلال

لا عيناكَ يا ابن #معان تعرفني
ولا الأشواقُ تُصغي إذ أُناديها

وقد رفّت رفيفَ الطير خافقتي
لمّا رأتهم صرعى في مراميها

أتعبتنا الغفلة يا ماهر.. فلعلّ رصاصك صحوة. وقطعنا مسافة في التيه، فلعلّ استشهادك رُشد.
ناءت الهموم المتسَّاقطة بالجسد، حتى إذا استيأس وظنّت النفس بالنفس الظنون، انطلق رصاصك وفار دمك مهراقا، إلى القلوب يشعلها فتستنير الأجساد وتحلّق الأرواح مرفرفة.

ارّمِ.. ارم بمهارة ماهر لا يخطيء.. والله إننا نحتاج مَن يرم من حيث ندري بموقف أو حرف أو رصاص ليسترجع فينا عزيمة كامنة.
نحتاج من يوقظنا من غفوة طالت، ورقدة أتعبت البدن.
تصحرت صدورنا، فشدنا إلى وِرد الروح التي أضناها العطش من مورد القُرب والشّوق. شدنا لنروي أرواحنا، فإنّ الرزايا والبلايا والخطوب الجسام لا يطفئُ لهيبها ولا يُخمد نارها إلَّا فيوضات الري التي نهلتها روحك من ينابيع الحب العميق والقرب الوثيق. شدنا لنرتوي؛ إن المنهَل بين يديك.

طويلٌ هو الدرب يا ماهر ومظلم، وموحشة هي الطريق، وصحارينا لاهبةٌ تحتاج رِيا من يقين وثبات.
أُرقدا يا ابن أمي بسلام.. فنحن الراقدون الأحياء قد افترشنا القهر صامتين، في ما أنت افترشت العتبات بعد أن استنشقت العبق الكامن فيها.

هي #فلسطين يا ماهر كجرح غائر نغلّفه بغفلة وتناس وزيف، كلما انتكأ ازدادت كوّة القلب اتساعا بحجم المدى، وثار الوجد المكور تحت الرماد إذ هببت كريح فأشعلته.
اللهم حنانيكَ.. حنانيك تكرما وتحنانا بماهر.
اللهم حنانيك بقلب مشوق مهيضِ الجناح. حنانيك اللهم بقلب استقرَّ في سويداء قلوبنا وانطلقت روحه مسلَّمة لا شية فيها تسرُّ القابضين وتُذكر الغافلين وتنعش المتعبين.
سلام عليك يا ماهر وسلام على الحمام إذ يحلق بعد أن يقبل العتبات والوجنات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى