سواليف
فتحت #زيارة رئيس النظام السوري #بشار_الأسد إلى #الإمارات، الجمعة، الباب أمام التساؤلات حول أهدافها، وخصوصا أنها جاءت متزامنة مع الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية.
وقال الناطق باسم “المصالحة الوطنية” التابعة للنظام السوري عمر رحمون، إن الزيارة جاءت نتيجة جدولة واتفاق سابق، مؤكدا أنها لم تأت مفاجأة، وإنما جرى التحضير لها.
وأوضح رحمون ، أن الهدف الأساس للزيارة “طي صفحة #القطيعة_العربية مع سوريا، وفتح صفحة جديدة والتحضير للقمة العربية القادمة (قمة الجزائر)”.
في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، إن هناك معلومات تؤكد أن الزيارة جاءت بطلب روسي من الإمارات، منوها إلى أن الزيارة جاءت بعد يوم واحد من لقاء وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو.
وأوضح ، أن #موسكو طلبت من #أبوظبي مساعدة الأسد على تجاوز الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها النظام السوري، والتي تزايدت بعد بدء #الحرب في #أوكرانيا.
وأضاف أن روسيا التي زادت الأعباء الاقتصادية عليها نتيجة الحرب والعقوبات الغربية، أرادت دفع الإمارات لمساعدة النظام اقتصاديا في الحد الأدنى، أي تقديم الدعم لتقديم الخدمات الأساسية مثل الخبز والرواتب.
ويرى درويش خليفة أن هناك مصالح روسية- إماراتية أنتجت هذه الزيارة، لافتا إلى أن “العالم يشهد تصدعات إقليمية ومحاولات تموضع بعد تداعيات الحرب في أوكرانيا، التي أرخت بظلالها على العالم برمته”.
المعارضة تستنكر
من جانبها، استنكرت #المعارضة_السورية استقبال الإمارات للأسد، وقال الائتلاف الوطني السوري في بيان، السبت، إن “استقبال الإمارات لبشار الأسد، سابقة خطيرة، وتعبر عن استخفاف بدماء السوريين”.
وشدد الائتلاف في بيانه، على أن “استقبال أبوظبي لرئيس النظام يعد خروجا عن قرارات الجامعة العربية وخرقا للعقوبات الدولية، ومكافأة لبشار الأسد على جرائمه، واستخفافا بدماء مليون شهيد سوري”.
وأضاف: “تزامن زيارة مجرم الحرب بشار مع ذكرى انطلاق الثورة السورية وقتله أول شهيد فيها، يزيد في عدم تقدير إرادة الشعب السوري وتضحياته الغالية على مدى الـ11 سنة الماضية في صراعه مع النظام المجرم ورعاته”.
وبحسب مصادر “عربي21″، فإن توقيت الزيارة المتزامن مع ذكرى الثورة السورية، يبدو متعمدا من جانب الإمارات، التي لا تنكر مناهضتها للثورات العربية.
واشنطن تشعر بخيبة أمل
وفي سياق ردود الفعل على الزيارة، أكدت الخارجية الأمريكية أنها تشعر بخيبة أمل كبيرة وانزعاج عميق من زيارة الأسد للإمارات.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الزيارة “محاولة مكشوفة لإضفاء الشرعية على الأسد، المسؤول عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري لأكثر من 150 ألف سوري”.
وشدد على أن “بلاده لن تتنازل أو ترفع العقوبات عن النظام السوري ما لم يتم إحراز تقدم نحو حل سياسي للصراع، الذي أودى بحياة مئات الآلاف منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد”.
ودعا الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد إلى أن “تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي، فضلا عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلاد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن”.
ولوح المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جويل رايبورن، بمعاقبة الإمارات بعد استضافتها الأسد، وكتب على حسابه في “تويتر”، إن “واشنطن لا تحب معاقبة الحلفاء لكن في بعض الأحيان لا مفر من ذلك”.
ويقول مؤسس ورئيس منظمة “سوريا طريق الحرية- أمريكا” الدكتور هشام النشواتي، إنه “من الصعب التكهن بأهداف الزيارة، وخصوصا أن سياسة الإمارات مؤخرا كانت متقلبة في العامين الأخيرين، فمن جهة تقوم أبو ظبي بالتقارب مع واشنطن، وفي الوقت ذاته تقود نهجا مشابها نحو موسكو”.
وأوضح النشواتي ، أنه يرى أن الهدف من الزيارة مرتبط كما يبدو بالتمهيد لما بعد الاتفاق على برنامج إيران النووي، إذ يبدو أن الإمارات تريد أن تتعامل مع نتائج الاتفاق النووي، من خلال الانفتاح على الأسد، باعتباره من وكلاء إيران.
وأضاف: “قد يقرأ من الزيارة محاولة من الإمارات لجس نبض ردود فعل واشنطن التي تفرض عقوبات على نظام الأسد”.