محكمة أمريكية تجرّم نظام الأسد لرعايته هجمات في الاردن

سواليف

أصدرت محكمة مقاطعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية تقريراً قانونياً ينص على تجريم النظام السوري برعايته للهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الأردنية عمان في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2005.

وجاء في قرار المحكمة المحلية، أن الدعوى المدنية رقم BAH ) 00020-cv-12 ، التي قدمتها أسر المواطنين الأمريكيين (لينا منصور الذيابات _ مصعب أحمد خورما) ضد المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري، بجرم تمويل ورعاية الهجمات الإرهابية في عمان بالتنسيق مع تنظيم القاعدة في العراق.

وذكرت المحكمة أن أسر الضحيتين قامت بالادعاء على النظام السوري بجرم الاعتداء والتعذيب البدني، والإصابة العاطفية المتعمدة، التسبب في الوفاة ،التآمر لرعاية منظمة إرهابية، ومساعدة وتحريض منظمة إرهابية، حيث طالبت أسر الضحيتين بتعويض عن الأضرار الاقتصادية الناتجة عن خسائر الارواح والالم العاطفي والجسدي قبل الوفاة والتعويضات الجزائية وفق القانون الأمريكي إلى وضعهم كضحايا أو من أفراد أسرة الضحايا وفقاً للقانون الأمريكي.

وأشار قرار المحكمة إلى ثبوت تورط المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري من خلال الأدلة المتوفرة على دعم جهود تنظيم القاعدة والزرقاوي من خلال جمع الأموال لهما من قبل المدعو (فوزي مطلق الراوي) الذي عينه بشار الأسد عام 2003 أمين حزب البعث الجناح العراقي والذي دعمته الحكومة السورية ومخابراتها العسكرية.

وأضافت، أن اعتراف الزرقاوي أن المقيم السوري المدعو سليمان خالد درويش أقدم على تمويل العملية وهو من رتب أمور الجهاديين من القاعدة والزرقاوي للسفر بشكل دوري إلى العراق عبر سوريا، إضافة إلى تلقي الإرهابيين تدريباتهم في الثكنات العسكرية السورية تحت إشراف الجنود السوريين وقد دربوهم على استخدام الأسلحة وبذلك أصبحت قاعدة هامة لتنظيم القاعدة في العراق وبقيت سوريا على نماذج الخارجية الأمريكية المتعلقة بنشر الإرهاب ومركزاً لتسيير أمور الإرهابيين العاملين في العراق.

وأكدت المحكمة أنه بناء على ما تقدم أرسل الزرقاوي أربعة انتحاريين إلى عمان ونفذوا عملهم الإرهابي على فندق غراند حياة وفندق رادسون ساس الذي راح ضحيته 55 مدنياً من بينهم الجهة المدعية) والمخرج السوري العالمي مصطفى العقاد (وإصابة أكثر من 110 آخرين، فضلاً عن اقدام الزرقاوي من قاعدته في سوريا في عام 2002 على اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فول».

وأدانت المحكمة في الشق المدني المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري بمسؤوليتها عن وفاة الجهة المدعية لينا ومصعب كتعويض جزائي مبلغاً مقداره ( 345622009 ) دولارات قرار صدر بتاريخ 1 آذار 2016 مستندة على ثبوت الادلة الجزائية فًي الحكم بالتعويض.

وحملت المحكمة النظام السوري وعلى رأسه بشار ألاسد، خاصة أن المخابرات العسكرية والافراد المتهمين جزء من الدولة السورية نفسها ويتبعون له خاصة في تنفيذ هكذا أعمال إرهابية الأمر الذي هدد الامن والسلم الدوليين وتطلب من المجتمع الدولي شعوباً وحكومات التحرك الجدي والسريع لاجتثاث هذا الإرهابي الخطير ونظامه لما يقوم به من تصدير الهجمات الإرهابية للدول المجاورة لسوريا والمجتمع الدولي كافة ومنعه من الاستمرار في العبث بحياة البشر وإرهابهم الممنهج المتعمد.

وأشارت المحكمة إلى أن الطرف المدعى عليه (اي النظام السوري) لم يمثل أمام المحكمة ولم يدافع عن نفسه، ومن خلال هذه الدعوى سعى الطرف المدعي للحصول على حكم غيابي عن الاضرار الناجمة عن الأعمال التي ارتكبها تنظيم القاعدة في العراق والدعم المادي من قبل الجهات المتهمة المذكورة ووفقاً لأسباب التي ستدرج أدناه تم إصدار هذا الحكم غيابياً.

وأصدرت المحكمة قرارها بناء على الكثير من التفاصيل الدقيقة الأضرار النفسية والاقتصادية التًي تعرضت لها كلا الأسرتين وبتسبب المتهمين بالوفاة فقد تمت الموافقة على إصدار الحكم النهائي على المتهمين المسوؤلين عن وفاة لينا الذيابات ومصعب خورما وعن جميع الاصابات والمعاناة التي تعرض لها أفراد أسرهم، حيث تم منح المدعين التعويضات المالية عن الخسائر الاقتصادية كتعويض جزائي وإجمالي هذه المبالغ قدره 347622009 دولارات بتاريخ 1 آذار/ مارس 2016.

وحسب المحكمة فإن الضحية الأولى المواطنة الأمريكية لينا منصور الذيابات تسعة أعوام كانت جالسة على طاولة في إحدى قاعات الفندق عند وقوع الهجمات الإرهابية أدت إلى مقتلها على الفور، في حين كانت والدة الضحية خارج القاعة أثناء وقوع الهجمات، حيث عانت آلاماً كثيرة نتيجة خسارتها لابنتها، بينما والد الضحية لم يكن موجوداً في عمان ليلة الهجوم لكنه تأثر جداً بمقتل ابنته وتوفي هو الاخر نتيجة إصابته بالاكتئاب وورم في الدماغ.

وأضافت أن الضحية الثانية المواطن الأمريكي مصعب أحمد خورما البالغ من العمر 38 عاماً قتل في فندق غراند حياة إثر الانفجار الناتج عن تفجير الانتحاري نفسه بحزام ناسف وقد تأثرت سميرة خورما والدة مصعب بوفاة ابنها وبقيت ترتدي الاسود حتى وفاتها ولا يزال أشقاء مصعب يعانون نفسياً حتى الآن.
(القدس العربي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى