بينما يفرح #الطلبة والاهل بنتائج #الثانوية_العامة وتزهو الاحتفالات على مساحات الوطن. .. تطالعنا الإحصاءات المحبطة في مخزون ديوان الخدمة المدنية وتقارير #البطالة والتخصصات الراكدة …تمر أيام الاحتفال ليقف #الطالب أمام أسئلة صعبة: الى اين الاتجاه؟ وما هو #التعليم الأكثر جدوى؟ وهل التعليم قادر على خلق فرصة العمل؟
يأتي الجواب من التوجيهات الملكية بدعوة الشباب نحو #التعليم_التقني والتي تأتي استشرافا للمستقبل ولدور التعليم التقني في النهضة التنموية للشعوب. وتأتي الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية لترجمة الرؤى الملكية ولرسم طريق التعليم نحو المستقبل.
ان المتتبع لسوق العمل في الأردن والعالم يرى بكل وضوح أهمية التعليم التقني في رفد الصناعة والتكنولوجيا بكوادر مدربة ومؤهلة تخرجت من معاهد وجامعات تقنية تولي العمل اليدوي والتدريب خلال مرحلة التعليم الأهمية القصوى.
في هذا اليوم نطوف في رحاب احدى الكليات التقنية في شمال المملكة والتي تفتخر بأكثر من أربعين ألف خريج يعملون في أكثر من خمسين دولة تركوا بصمات لا يمكن انكارها في سوق العمل المحلي والدولي.
تقف شامخة على هضاب العلم متكئة على تلال مدينة الحصن التاريخية، يتحد فوقها جمال الإطلالة وشعار العلم المتوهج كقمر يزهو على سهول حوران. تأسست كلية الحصن الجامعية في عام 1981م وذلك ضمن المشروع التربوي الثاني الذي أنجزته وزارة التربية والتعليم آنذاك بطاقة استيعابية لا تزيد في حينها عن (120) طالبا وطالبة، وكان الهدف من إنشاء الكلية في البدايات هو تأهيل الفنيين والتقنيين المتخصصين لتلبية احتياجات المجتمع الأردني وفي عام 1985 أصبحت الكلية تعمل تحت مظلة وزارة التعليم العالي ورفعت طاقتها الاستيعابية لتصبح (450) طالبا وطالبة ومن ثم تحولت الكلية لإحدى كليات الجامعة البلقاء التطبيقية حيث بدأت الكلية بأخذ دور مميز على مستوى إقليم الشمال يتواءم والإمكانيات المتوفرة في الكلية من بنى تحتية وموارد بشرية تهدف إلى التوسع كما ونوعا حيث وصل عدد الطلبة في العام الجامعي 2021/2022م إلى ما يتجاوز (4000 ) طالبا وطالبة في مختلف التخصصات لمرحلتي الشهادة الجامعية الأولى (البكالوريوس) والشهادة الجامعية المتوسطة (الدبلوم) .
ونتيجة للتطور الاقتصادي الذي يشهده إقليم الشمال بشكل خاص والمملكة بشكل عام ونظراً لموقع الكلية المتميز بين جامعات عريقة قامت كلية الحصن الجامعية بإعداد خطة إستراتيجية تنسجم مع الخطة الإستراتيجية للجامعة وذلك من اجل تحقيق أهداف الكلية للسنوات القادمة بتخريج الطلبة المتميزين سواء من حملة الشهادة الجامعية المتوسطة (الدبلوم) أو من حملة الشهادة الجامعية الأولى البكالوريوس والبدء بإعداد الخطط والبرامج لمنح درجة الماجستير داخل حرم الكلية.
لماذا التعليم التقني؟
نبدأ الطواف بلقاء عميد الكلية الأستاذ الدكتور كامل الزبون لنستهل اللقاء بالسؤال الأهم لماذا التعليم التقني؟
التعليم التقني هو حجر الأساس لاي صناعة ولاي حرفة ومن المتعارف عليه في الهرم الوظيفي ان كل مهندس يحتاج الى خمسة فنيين ليكتمل العمل وبالتالي فان الطلب والحاجة للفني تمثل خمسة اضعاف الحاجة الى المهندس. من ناحية فرص العمل فان التعليم التقني قادر على خلق فرص عمل سواء كرب عمل او كصاحب حرفة او موظف في احدى المؤسسات كما ان فرصة خريج التعليم التقني هي اضعاف فرصة خريج مسارات التعليم الأخرى وبالتالي فان الطريق الأسرع للحصول على فرصة عمل او لخلق فرصة عمل هو الالتحاق بالتعليم التقني. أيضا من الناحية المادية فان كلفة التعليم التقني وخاصة الدبلوم هي اقل بكثير من كلفة التعليم الجامعي لدرجة البكالوريوس وهي أيضا مسار يمكن انهاؤه خلال عامين كمرحلة الدبلوم او عام واحد للدبلوم التدريبي بدلا من أربع او خمس سنوات وبالتالي فان الطالب سيلتحق بفرص العمل بصورة أسرع ويصبح منتجا ومعيلا.
ماهي التخصصات التقنية التي تقدمها الكلية؟
تقدم الكلية أكثر من عشرين تخصصا لمرحلة الدبلوم في تخصصات الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية والهندسة المدنية والهندسة الكيماوية وتكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الأغذية والتصنيع الغذائي وهندسة الحاسوب. تشمل مرحلة الدبلوم تخصصات جاذبة لسوق العمل مثل الطاقة المتجددة والصيانة الكهروميكانيكية وصيانة المركبات الهجينة ونظم التكييف والتبريد ، نظم القوى الكهربائية، الاتصالات وشبكات الحاسوب، امن الشبكات، تكنولوجيا الصناعات الكيميائية، مساحة الطرق، تكنولوجيا هندسة المياه والبيئة، تكنولوجيا التصنيع الغذائي والأمن السيبراني.
ماهي إمكانية الكلية في بناء المهارات؟
ان التعليم التقني يعتمد أساسا على المهارات فالطالب يجب ان يتخرج بكم مناسب من المعلومات النظرية وكم كافي من المهارات التي بواسطتها يستطيع ان يقتحم سوق العمل بكل جرأة وبكل ثقة. ان الثقة المطلوبة لا تأتي الا من خلال قيام الطالب بالعمل اليدوي والتدرب في المختبرات والعمل على الأجهزة والماكينات المتوفرة. يتوفر لدي الكلية أكثر من 38 مختبرا ومشغلا مختلفا يتم تحديثها بشكل دوري لتواكب سوق العمل والثورة التكنولوجية المتطورة بشكل شبه دائم. يقوم على الجانب الأكاديمي أكثر من 140 عضو هيئة تدريس في الكلية لديهم من السمعة العلمية ما نفاخر به من خلال نشر أكثر من 200 بحثا سنويا ومجموع اقتباسات تناهز خمسة وعشرين الفا. بالإضافة الى المواد النظرية فان الخطط الدراسية تحتوي على نسبة لا تقل عن 40% من المواد العملية التطبيقية بالإضافة الى التدريب في مواقع العمل المختلفة لفصل او فصلين.
تمتلك الكلية مختبرات: الطاقة المتجددة، الطاقة الشمسية، التكييف والتبريد، التصميم والتصنيع، الاهتزازات، المواد والمعادن، الحراريات، مشغل الإنتاج والماكينات المحوسبة، مختبر الالكترونيات، الاتصالات الرقمية، الاتصالات التماثلية، الدوائر الكهربائية، المحاكاة، القوى الكهربائية، مختبر البترولية، مختبر عمليات الفصل، مختبر التعدين، مختبرا القياس والتحكم، مختبر الآلات الهيدروليكية، مختبر المساحة، مختبر الانشاءات، مختبر البيئة، مختبر الطرق، ومشاغل التصنيع الغذائي، ومشغل الزيوت والدهون، ومختبر تحليل الأغذية.
هل هنالك متابعة لمتطلبات سوق العمل؟:
تعتمد الجامعة على مراقبة سوق العمل من اجل معرفة احتياجاته من جهة ومن اجل جمع المعلومات عن الخريج من جهة أخرى. ومن اجل التناغم مع متطلبات سوق العمل عملت الجامعة على تجميد عدد كبير من التخصصات التي أصبحت غير مطلوبة لسوق العمل في الوقت الحاضر وفي المقابل تم استحداث عدد من التخصصات الجديدة والمطلوبة لسوق العمل والتي تواكب التعليم التقني في العالم المتقدم مثل الامن السيبراني، تكنولوجيا حفر الابار، التصنيع الرقمي. أيضا فان التغذية الراجعة من السوق حول الخريجين تجعلنا في مراجعة دائمة للخطط والبرامج من اجل سد أي ثغرة لدى الخريج. اننا نرفع الشعار الدائم الذي ينادي بالتعليم والتدريب المنتهي بالتشغيل من خلال صقل وتنمية المهارات الفنية للطالب بما يتوافق ومتطلبات فرصة العمل.
هل تم بناء شراكات لغايات التدريب او التشغيل؟
تنطلق الكلية من فلسفة الجامعة في الوصول الى أكبر شريحة من المجتمع وبناء شراكات حقيقية هدفها الغاء الحواجز بين المؤسسات الاكاديمية والصناعة بفروعها المختلفة. فعلى سبيل المثال وقعت الجامعة أكثر من 70 اتفاقية مختلفة مع مؤسسات محلية وعالمية ومن جانبها استفادت الكلية من هذه الاتفاقيات في مجال تدريب الطلبة. في العام الماضي تم تدريب طلبة الكلية في 57 مصنعا ومؤسسة مختلفة وكثير منهم استمر في العمل بنفس المؤسسة. أيضا فان الكلية بصدد توقيع اتفاقيات مع عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات بعضها عالمية بهدف تقديم التدريب والدورات للتخصصات المختلفة. أيضا تستضيف الكلية وبشكل دوري ارباب العمل بهدف التواصل مع أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة وخلق نوع من التمازج العلمي الصناعي بين المؤسسات.
هل هنالك متابعة للخريجين؟
لدى الكلية قاعدة معلومات تضم عدد كبير من الخريجين بهدف التواصل معهم واخذ التغذية الراجعة من قبلهم. في المقابل فأننا نتابع قصص النجاح التي حققها الخريجون. ان كثير من قصص النجاح التي تفتخر بها الكلية حيث يعمل أكثر من عشرين خريج برتبة مدير ورؤساء اقسام وأساتذة جامعات ومهندسين في القوات المسلحة والقطاع العام والخاص وباحثين في عدد من مراكز البحث العالمية. أيضا فان كثير منهم قاموا بفتح شركات دولية او محلية واستطاعوا ان يضعوا بصمة في عدد من البلدان ومن ضمنها الأردن. ومن هذا المنطلق يتم وبشكل سنوي إقامة لقاء للخريجين في الكلية ليتم تواصل الفرع مع الأصل ولاستمرار قنوات العطاء المتبادلة. ومن جانب الوفاء للخريجين فان الكلية تفتح جميع مختبراتها وامكانياتها للخريجين العاملين في البحث العلمي او الذين يكملون دراستهم في مختلف الجامعات.
هل لدى الطالب فرصة اكمال التعليم؟
لدى طالب الدبلوم الفرصة للالتحاق بمرحلة البكالوريوس في المجالات التقنية المختلفة سواء خارج الكلية او داخل الكلية في تخصصات هندسية: الاتصالات والبرمجيات، أنظمة وشبكات الحاسوب، القوى الكهربائية، التكييف والتبريد، الإنتاج والآلات، الطاقة المتجددة، الصناعات الكيميائية، المياه والبيئة وتكنولوجيا الصناعات الغذائية. وهذا العام تم استحداث برنامج بكالوريوس التعليم التقني والذي يعتمد على التعليم النظري المتزامن مع التدريب المكثف ليفتح المجال امام الخريج للالتحاق ببرامج الدراسات العليا.
ماهي خطة العام المقبل؟
في العام الدراسي القادم سيكون هنالك مراجعة أخرى للتخصصات والبرامج والخطط الدراسية لتكون أكثر ديناميكية وأكثر استجابة لمتطلبات السوق. أيضا وخلال شهرين سيتم تحديث وتجهيز مختبرات الهندسة الكهربائية والاتصالات والهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية وتكنولوجيا التغذية وسوف يشهد الطالب نمطا أكثر تطورا في الجانب العملي لتعزيز المهارات لديه.
هل من كلمة أخيرة؟
التعليم التقني هو الخيار الأمثل الذي يحاكي متطلبات السوق والاسرع للحصول على فرصة عمل وهو الاقدر على خلق الفرص وهو الأقل تكلفة والأكثر ديناميكية ومن هذا المنطلق ندعو الأبناء من طلبة الثانوية العامة الى الالتحاق بهذا النوع من التعليم.