محطات حياتنا …الطفولة
مما لا شك فيه أن حياتنا تبدأ بمراحل متعددة لكل منها الأثر الكبير في صقل وتكوين كياننا وشخصيتنا المستقبلية، وتلعب مرحلة الطفولة الدور الأكبر إيجابا أو سلبا في هذا التكوين، ويكون للأسرة من الأب والأم والإخوة والأخوات الدور الواضح فيها، وللأسر الكبيرة والفقيرة التكوينه والنشأة الخاصة، فالمصادر محدودة، ومعاملة الوالدين لك تكون بمقدارإستماعك و إنصاتك وتنفيذك لكل الأوامر والتعليمات، والتي بمعضمها تكون واجبات عليك القيام بها سواء كانت في البيت أم في الحقل أم في غيره من الأماكن.
إن ضعف الموارد والإمكانات تجعل الأسرة تعتمد كليا على نفسها في جلب الرزق، فالكل يعمل بغض النظر عن فئة عمره، ولكل عمل يتناسب وقد يكون أقسى من فئته العمرية، ولكن في المحصلة الجميع يجتهد وينجز ويعمل.
إن تعليم العمل المبكر للأجيال الناشئة والإعتماد على النفس، تجعلهم أكثر قوة وقدرة على تخطي عقبات الحياة المختلفة، فتجد أن الطالب الذي يساعد والده وأمه، الأنشط والأفضل في صفه وبين أقرانه، وهذا توضيح وجواب لكل من يعتقد أن العمل يعيق مسار الدراسة، بل على العكس من ذلك، أقول بأن العمل يقويه ويصقله ويجعل من صاحبه أكثر تحملا للمسؤولية وأكثر وعيا وإجتهادا.
وفي السياق نفسه يجب إستغلال العطل الشتوية والصيفية في تنمية قدرات الطلاب وإكسابهم المعارف والمهارات العملية اللازمة والتي تتناسب مع فئاتهم العمرية، بحيث يكون الطالب مشغولا بها، وفي نفس الوقت يقضي بعض وقته بما يفيده وينمي قدراته المختلفة ويصقلها.
ومن خلال مسار حياتنا وجدنا بأن الآباء الذين يعودون أولادهم على العمل معهم، حتى ولو لم يكونوا بحاجة مادية لذلك، أنتجوا جيلا واعيا ومجتهدا وناجحا ومثالا للشخصية القوية والناجحة والقدوة لغيرها.