سواليف
محسن فكري ، بائع سمك مغربي، صار اسمه أشهر من نار على علم حينما أثار موته بطريقة مأسوية سحقا بشاحنة لجمع النفايات في مدينة الحسيمة شمالي المغرب أثناء مصادرة شحنة سمك غير مرخصة، موجة كبيرة من الحزن والغضب في مناطق مغربية عدة، في وقت أكدت السلطات عزمها على “معاقبة” المسؤولين على الحادث.
المولد والنشأة
ولد محسن فكري في سبتمبر/أيلول 1985 بمدينة إمزورن قرب الحسيمة، وينتمي لأسرة متوسطة وهو الابن السادس من بين أشقائه الثمانية.
الدراسة والتكوين
تشير مواقع إخبارية مغربية إلى أن محسن فكري انقطع عن الدراسة في السنة الأولى من التعليم الثانوي.
الوظائف والمسؤوليات
عمل محسن فكري في بداية مشواره المهني مساعدا لأحد التجار، ثم حصل على مركب للصيد البحري، وبعد تجربة قصيرة في المجال عاد فكري لممارسة نشاطه التجاري.
الحادثة
ظهر اسم محسن فكري في وسائل الإعلام مساء الجمعة 28 أكتوبر/تشرين 2016 حيث قضى في مدينة الحسيمة الساحلية بمنطقة الريف عندما علق في مطحنة شاحنة لنقل النفايات بينما كان يحاول على ما يبدو اعتراض عناصر شرطة في المدينة سعوا إلى مصادرة بضاعته وإتلافها.
وكان فكري قد اشترى شحنة من سمك “أبو سيف” غير المرخص بيعه خلال هذه الفترة من السنة من ميناء الحسيمة.
وأثار الحادث صدمة بين السكان وتجمع العشرات في الليلة نفسها في مكان وقوعه. كما تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورة لجثة فكري وهي عالقة داخل مطحنة الشاحنة، ووجهت دعوات مختلفة للتظاهر في مختلف أنحاء البلاد.
ورغم أن الظروف الدقيقة لمقتل محسن فكري لا تزال ملتسبة، فإن الناشط الحقوقي وممثل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فيصل أوسار أفاد بأن السلطات أجبرت البائع على التخلص من صناديق عدة من السمك المُصادر.
وأوضح أن “البضاعة كانت مرتفعة القيمة (…) ورمى البائع نفسه لاستعادة الأسماك لكنه سحق في الآلة”.
وسار آلاف المشيعين خلف جثمان محسن الذي نقلته سيارة إسعاف اجتازت مدينة الحسيمة إلى مسقط رأسه حيث وُري الثرى.
وللتعبير عن غضبها من الحادث، خرجت بشكل متزامن مظاهرات في الحسيمة وبلدات أخرى في منطقة الريف، بالإضافة إلى الدار البيضاء والرباط ومدن أخرى حيث احتشد المئات مرددين شعارات تفيد بأن محسن فكري قتل وأن المسؤول عن ذلك هو “المخزن”، وهو تعبير يشير إلى بنية السلطة في المغرب، كما يحمل دلالة مفهوم “الدولة العميقة”.
وكانت أكبر مظاهرة بحسب وكالة الأنباء الفرنسية تلك التي خرجت وسط مدينة الحسيمة حيث شارك الآلاف منددين بمقتل “الشهيد”.
ولم يختلف المشهد في العالم الافتراضي الذي تضامن مع فكري حيث عجت مواقع التواصل بعشرات آلاف التغريدات تنديدا بالحادثة التي ارتبطت بعبارة “طحن-مو” (اطحن أمّه)، وعكست حالة من الغضب الشعبي ضد ما وصفوه بقتل وحشي بحق بائع السمك، خاصة بعد انتشار صور تظهر ما تبقى من جسم القتيل بعد أن فُرم أغلبه.
وتصدر بعدها وسم #طحن_مّو حيث يحشد النشطاء للتظاهر احتجاجا على فرم البائع دون رحمة.
السلطات المغربية سارعت إلى تهدئة الأوضاع، حيث تم فتح تحقيق في الواقعة من قبل الفرقة الوطنية القضائية، في حين أرسل ملك البلاد محمد السادس وزير الداخلية محمد حصاد إلى عائلة الشاب القتيل.
وأكد وزير الداخلية لوكالة الأنباء الفرنسية عزمه على تحديد ملابسات مقتل فكري، وعلى “معاقبة المسؤولين عن هذه المأساة”.
وتعليقا على الحادث، قال حصاد “لم يكن يحق لأحد معاملته بهذه الطريقة”، مضيفا “لا يمكن أن نقبل بأن يتصرف مسؤولون على عجل وبغضب، أو في ظروف تنتهك حقوق الناس”، مضيفا أن “التحقيق يجب أن يحدد ما حدث بالضبط، ولكن هناك أشياء نعرفها حتى الآن”.
وتساءل حصاد “من الذي اتخذ قرارا بفعل ذلك (إتلاف البضاعة) في ذلك المساء؟ وكيف تم تشغيل الشاحنة (…)؟ يجب أن يجيب تحقيق المدعي العام عن كل هذه الأسئلة”.
الجزيرة