محاولة في فهمهم!
د. ذوقان عبيدات
هم ليسوا فئة واحدة، وليس من #ثقافة واحدة ودين واحد و #مجتمع واحد، وليسوا من #حزب واحد! بل هم من #تنوع هذه #المجتمعات، ولكنهم يشتركون في شخصية واحدة وسلوكات مشتركة، وخصائص ثابتة! فمن هم هؤلاء؟
إنهم ناس أسمتهم سيمون دي بوفوار أنهم تحت الإنسان وفي مرحلة الطفولة ، يتلقون القيم والحقائق الثابتة من الآخرين أو من مصادر ثابتة مهما كانت أعمارهم!
يتلقون القواعد الثابتة ويلتزمون بها، لتصبح مسطرةً ثابتةً يقيسون بها #الخير و #الشر، فلا متسع لديهم لأي تباين أو تنوع، والسلوك الثابت سيكولوجيًا يعكس كسل الفكر والتطلع للهدوء والاستقرار.
وحين يمتلكون #القواعد و #القوانين
يتخلصون من أي مبادرة ومسؤولية فهم ينفذون ويطيعون، ليس بينهم تشريعيون
لأنهم امتلكوا كل القواعد، ولكنهم
قضائيون يصنفون الناس ويتهمونهم بالخروج عن المألوف،فهم عشائريون أحيانًا وأخلاقيون أو حزبيون أو متدينون، ولذلك يسهل عليهم
تطبيق قواعدهم باتهام غيرهم
فيرفعون بوجه مخالفيهم الفيتو أو الإنخراط معهم في قوالبهم الجاهزة! ينخرطون معك في حديث دائم عن الخير والشر والحزب والعشيرة والدين، ويرون في ذلك إنقاذ لنا من جاهليتنا.
هم في نظر علم الأخلاق أصحاب وجدان جدي متزمت، وفي نظر
العشيرة أصحاب الشهامة والأصالة، وفي الحزبية هم حراس الوطن، وفي وجهة نظرهم الدينية هم حراس السماء وهداة البشر!
إنهم جميعًا يتمتعون بالأصالة والثبات والجدية، لكنهم يمتلكون
خصائص أخرى تمنعهم من الخروج لحظة عن قوانينهم ولو لحظة تأمل! يغرقونك بالتهم التي تعرفونها: انحلال ، خيانة، كفر وذلك حسب القاعدة التي يطبقونهاً!
ولأنهم يمتلكون الحقيقة الثابتة، فإنهم يشعرون أنهم أصحاب رسالة في فرض حقائقهم على الآخرين
يسهل عليهم بموجب قواعدهم
ارتكاب أفعال لا تتناسب مع ادعاءاتهم.