بين الانتخاب والمقاطعه / د . ميس العجلوني

بين الانتخاب والمقاطعه

كلما نظرت الى وجوه بعض المرشحين وشعاراتهم ، تأكدت اننا محاصرون بين رقم القائمه و رقمنا الوطني ، وتأكدت ان اردننا مقبل على مرحلةِ طوارئ جاثمٌ فيها الفساد على مساحات تتعدا حجم الشوارع المستباحة بيافطات المرشحين .. ورغم هذا فأنني لهذه الساعه مازلت اؤمن ان المقاطعه والحياد خيانه ، وقرار للاستقرار بجوار المقابر وتشكيل حزب مع الموتى ، لكن تصويتك للمرشح الأمثل ضمن الموجود هو نداء وطن لشعب لاهث ، مازال لليوم يركض بذات العناد في مضمار (الخطأ بين فزعه و مصلحه) ، اننا اليوم احوج مانكون الى صوت الحكمه والمصداقية المنبثق من امكانياتنا و أولوياتنا و خبراتنا في تجارب سابقه لذات المضمار .
إن حكومتنا، وكما هو ديدنها، دائمة الدعم لقانون النزاهة والشفافيه، تقف اليوم و على الحياد ملقنتاً دروساً لشيطان في صياغة قانون الانتخاب الجديد و اتباعه بالهيئة المستقره للان على التلاعب في بنيتنا الاردنيه؛ برفض او قبول المرشح ، وان اصدق شعارٍ لهذه الانتخابات هو ( فرق تسد ) ، كلنا يعاني التقسيم الممنهجه لوحدة العشائر القبائل والمدن او لأي وحده كانت بما فيها الأحزاب ، وما استجد عليها من انقسامات وانشقاقات تجعلنا نقف طويلا متأملين الغايات وسوء النهايات ، وإنني هنا احيي صفقة الحزب الاسلامي مع الحكومه ؛الذي أوقف المقاطعه و قرر الانقسام واتخاذ مسميات مختلفه للدخول للمجلس من ابوابه وشبابيكه ..
لذلك ستبقى الكتل والقوائم الانتخابية تخضع لقانون بقاء مرشح ٍمن الكتله ، و سيبقى المواطن والشعب يخضع لقانون البقاء لله..
ان السائغ في سياسه الشعب في ( قلب الصفحة ) مع حكومات الإصلاح المتعاقبه ، حفرت لدينا مخزونا كافيا في اللامصداقيه ، واكسبتنا ذاكرة مكتنزه بالوعود والزيف والكثير من الاحباط والرجاء ..
ان متابعتك للتسويق الدعائي لحملات المرشحين وبينهم وجوه لا أشبعها الله ، تشعرك بأن الوطن بقره حلوب ، للبعض منها الحليب يشربه ويرويه ، وللبعض منها الروث يسمد به تراب الوطن فيحبه اكثر ويغليه ، وان اتينا للحق فهؤلاء المرشحين هم مستقبلنا الخفي و حكومتنا المنتظره التي ستسن القوانين وتعدلها وتشرعها وتنفذها، هم صوتك و ارداتك التي لن تتمكن من جدالها او مراجعتها او ايقافها اذا ما وقفت او جلست تحت القبه .
ان ادراج الحكومه مليئه بقضايا خطيرة وساخنه ، تنتظر مرشحك ليفتح ملفاتها وينفض خضرة غبار العفن عن اوراقها المتكدسه .. ان هؤلاء النواب هم من سيقرءون عنك تقرير ديوان المحاسبه السنوي وهم من سيبتون في قضايا المديونيات ، صندوق الاستثمار السياسي ، الملف النووي ، اقتصاد متهالك ، فقر ، بطاله و هيئات مكافحة الفساد والاوقاف ، الأمن والامان والملف الاصعب في اعمار سوريا ومنحها الماليه الدوليه وقضايا اللاجئين …….و الخ
لا يمكننا ان ننكر ان معظم العينات التي سيتم فرزها في هذا المجلس بما فيها من سيمرره الباب الدوار هي عينات شاركنا في أختيارها منها اليساري العلماني الاسلامي المسيحي التقدمي القومي الحزبي الخرطي و العرطي التي لن تفوت مخططا او مصلحه تخدم الشيطان الا وستشرعها او تقوننها بقانون يناسبها، لكن هذا ليس قدرنا الذي لا يمكننا الانفكاك عنه، فلطالما كان شعبنا الاردني شعب عظيم يستمد دائما قوته من ايمانه بالله ودعائه لتغير القدر ؛ وسنستوسم خيرا ونشارك وننتخب من يرينا قدرته وايمانه بوطنه ، حتى وان علمنا انه لن يغير بمفرده الحال مهما سبح عكس التيار ، وانه ان عجز منفردا عن حجب الثقه لن يعجز عن كشف حقيقه كواليس البرلمان او كوابيسه.
ان مرشح اليوم هو عيننا غدا على أملاكنا و وطنا ، وان هذا الاختيار بين الصالح والطالح ، الغث والسمين هو خيار صعب حتى وان تراءى لنا غير ذلك ، وهو ايضا أمانه ثقيلة عليك التأني و التأني قبل اختيارها ..
هذا البرلمان هو اخر فرصه لدوله مع الشعب وآخر فرصه لشعب في الوطن ، و ان المؤسف الحقيقي اننا شعب مثقف مدني تعددي ورائع يستحق فرصه واحده يتقلد بها الدور لصالح هذا الشعب العظيم والوطن العظيم ..
د.ميس العجلوني

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى