محاميا الأسيرين محمود ومحمد عارضة يكشفان كواليس الهروب والمطاردة / تفاصيل مثيرة

سواليف

أكد المحاميان رسلان وخالد محاجنة من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني بعد لقائهما الأسيرين محمود ومحمد #العارضة فجر الأربعاء في سجن ” #الجلمة” قرب حيفا، أن #الأسرى الأربعة الذين هربوا من #سجن#جلبوع” وأعيد اعتقالهم، يتمتعون بمعنويات عالية جدا، وأنهم على قناعة بأنهم سينتزعون حريتهم مستقبلا من #السجون #الإسرائيلية.

والتقى الأسيران محمود ومحمد عارضة، بمحاميهما محاجنة من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، للمرة الأولى منذ اعتقالهما نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن تمكنا من كسر أمر منع مقابلة أسرى “جلبوع” الأربعة الذين أُعيد اعتقالهم، إذ قدموا استئنافا للمحكمة العليا الإسرائيلية على قرار المحكمة المركزية بمنع طواقم المحامين من لقاء الأسرى بتوصية من جاهز الأمن العام “الشاباك”.

وأوضح المحامي رسلان محاجنة، في حديثه للجزيرة نت، أنه كان من المهم جدا اللقاء بالأسرى مباشرة بعد اعتقالهم وعدم الانتظار لانتهاء أمر الحظر، الذي سيطول وقد يصل حتى نهاية سبتمبر/أيلول الجاري بسبب الأعياد اليهودية، وهذا ما أحبطناه ومنعناه وأجبرنا السلطات الإسرائيلية على اللقاء بالأسرى ومنع التفرد بهم.

واشترطت المخابرات الإسرائيلية أن يترافع محام واحد عن كل أسير، ومنعت المحامي الواحد أن يترافع عن أكثر من أسير، بزعم خشية الأجهزة الأمنية قيام المحامي بنقل الرسائل وتنسيق المواقف والإفادات بين الأسرى الأربعة، وهم محمود العارضة ويعقوب قادري، ومحمد عارضة، وزكريا الزبيدي، في حين تواصل أجهزة الأمن الإسرائيلية مطاردة الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات.

اللقاء بالأسيرين محمود ومحمد عارضة

وسمحت مصلحة السجون الإسرائيلية للمحاميين محاجنة بلقاء الأسيرين محمد ومحمود عارضة بقاعة صغيرة، حيث فصل بينهما جدار زجاجي وجرى الحديث بينهم عبر الهاتف والسماعات، في حين كانت كاميرات المراقبة توثق اللقاءات بكل أسير، والتي اقتصرت على نصف ساعة، بحسب ما أفاد المحامي خالد محاجنة الذي زار الأسير محمد عارضة المعتقل في 16 مايو/أيار 2002 وحكم عليه بالسجن 3 مؤبدات و20 عاما، والأسير يعقوب قادري المحكوم بالسجن المؤبد لمرتين بالإضافة إلى 35 عاما. وحكم المؤبد في حق المقاومين الفلسطينيين يمتد إلى 99 عاما.

وأفاد المحامي خالد محاجنة، للجزيرة نت، بأن الأسير محمد عارضة بدا عند دخوله القاعة للقاء به متعبا ومنهكا، وبدت عليه آثار التعذيب والتنكيل النفسي، حيث كان يرتعد وخائفا إلى أن “صارحته وقلت له إنني المحامي الذي أترافع عنه من قبل هيئة شؤون الأسرى، وإنني فلسطيني من سكان أم الفحم”، عندها كسر حاجز الخوف وبدت معنوياته بالارتفاع ووضعه النفسي يتحسن.

تعذيب محمد عارضة

وفور اعتقال محمد عارضة مع زكريا الزبيدي تم نقلهما للتحقيق في مقر شرطة لواء الشمال في الناصرة، حيث جرد من ملابسه ونقل عاريا إلى معتقل ومقر جهاز المخابرات الشاباك في الجلمة، وأكد المحامي محاجنة أنه منذ وصول محمد عارضة إلى الجلمة يخضع للتحقيق لليوم الخامس على التوالي بمعدل 18 ساعة يوميا، حيث يتم توثيقه وإجلاسه على كرسي يكون مائلا وقبالته 8 محققين من المخابرات، دون أن يتمكن من النوم، وقدم له الطعام فقط بعد 48 ساعة.

وفي شهادته التي نقلها المحامي محاجنة، تعرض محمد عارضة وزكريا الزبيدي للضرب والتنكيل خلال اعتقالهما قرب قرية الشبلي في مرج ابن عامر، وأصيب بجروح في رأسه ووجهه، حيث تم ضربه وهو على الأرض، رغم أنه كان مقيدا، وقام أحد أفراد الشرطة بوضع قدمه على رأسه وجسده وهو مكبل، دون أن يقدم العلاج اللازم له، حيث فحص مرة واحدة فقط في عيادة السجن.

ورغم التعذيب والتنكيل فإن محمد عارضة كما يقول المحامي “يتمتع بمعنويات عالية، خاصة عندما علم الأسرى بالدعم والإسناد الشعبي الذي يحصلون عليه، وكيف وحدت عملية الهروب من جلبوع الشعب الفلسطيني، وأعادت الحياة للحركة الأسيرة”. وأشار إلى أن محمد يعيش نشوة الانتصار وهو على قناعة بأنه سينتزع حريته يوما ما.

محمود عارضة.. المفكر والمخطط والمنفذ

يقول المحامي رسلان محاجنة إن الأسير محمود عارضة، الذي قضى 25 عاما بالأسر وهو محكوم بالمؤبد و15 عاما، “بدا شامخا ومتمتعا بمعنويات عالية منذ لحظة دخوله للقاعة التي جمعتني به لأول مرة، ووجدته إنسانا لديه الوعي والإدراك والعلم والمعرفة، ليس عاطفيا، ويبحث خطواته قبل أن يقرها، صاحب آفاق واسعة ورؤية ثاقبة، ووجدته يتمتع بمعنويات عالية ونشوة انتصار رغم إعادة اعتقاله”.

وأوضح محاجنة للجزيرة نت أن الأسير محمود عارضة أخبره أنه هو الرأس المدبر والمخطط لعملية النفق، ويتحمل المسؤولية كاملة، فهو “صاحب الفكرة، والتخطيط والتنفيذ”، حيث خرجت الخطة لحيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتواصلت عمليات الحفر حتى سبتمبر/أيلول الجاري، ومباشرة بعد الانتهاء من الحفر الذي كان بأدوات بدائية تمت عملية الهروب من سجن “جلبوع”.

وكشف المحامي النقاب عن أن محمود عارضة كان قد شرع بعمليات الحفر لوحده دون علم ودراية الأسرى الخمسة الآخرين، وقد أخبرهم لاحقا عن خطة الهروب، رافضا المزاعم التي تقول إن 11 أسير بالمعتقل كانوا على دراية بالخطة، وإنهم شركاء في التخطيط، مؤكدا أنهم لم يساهموا بشيء، وهو لوحده يتحمل مسؤولية التخطيط والتنفيذ.

لماذا امتنع الأسرى عن دخول البلدات الفلسطينية بالداخل؟

يتمتع الأسير محمود عارضة بمعنويات عالية، علما أن وضعه الصحي جيد، حيث لم يتعرض للضرب والتنكيل والاعتداء الوحشي، خلافا لما تعرض له الأسير زكريا الزبيدي والأسير محمد عارضة، ورغم ذلك يتم إخضاعه لتحقيق متواصل لمدة 9 ساعات.

وتحدى الأسير محمود عارضة أساليب التحقيق، وأفشل مخططات المحققين في جهاز “الشاباك” التي هدفت النيل من عزيمته، دون أن يتمكنوا من ابتزازه باعترافات على الزملاء الأسرى، حيث يتمسك ويصر على موقفه أنه “صاحب الفكرة، المخطط والمنفذ لعملية النفق، وأنه يتحمل كامل المسؤولية”.

وذكر الأسير عارضة للمحامي محاجنة أن الأسرى الستة الذين ساروا معا حتى قرية الناعورة في مرج ابن عامر، التي تبعد عدة كيلومترات عن سجن “جلبوع”، تعمدوا عدم الدخول للبلدات العربية وامتنعوا عن طلب أي مساعدة من أهالي الداخل الفلسطيني، وذلك منعا وتجنبا لتوريطهم بأي مسؤولية جنائية بحسب القانون الإسرائيلي.

وأكد أن جميع الأسرى على قناعة تامة أنهم كانوا سيحصلون على الدعم والمساعدة والإسناد من فلسطينيي 48 لو طلبوا ذلك، لكنهم اتفقوا فيما بينهم على عدم تعريض أي فلسطيني للخطر والمساءلة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلال عملية الهروب من “جلبوع”.

الخطة: الهروب والتوجه لجنين.. لكن

وكشف الأسير محمود عارضة الذي كان بحوزته “راديو صغير” عند الهروب في رسالته التي نقلها للمحامي رسلان محاجنة عن أن الخطة الأساسية للأسرى الستة كانت الهروب إلى الضفة الغربية، والوصول إلى مدينة جنين، ونفى المزاعم والسيناريوهات أن الأسرى الستة كانوا سيهربون إلى الأردن أو سوريا.

وأشار عارضة إلى أنهم وبعد أن وصلوا إلى الناعورة سمعوا عن الاستنفار الأمني والعسكري الإسرائيلي على خطوط التماس وشمال الضفة الغربية، قرروا التفرق لمجموعات والاختفاء لعدة أيام لحين تتراجع أعمال التفتيش والمطاردة.

وأكد الأسير محمود عارضة أنه من خلال جهاز “راديو صغير” كان على معرفة ومتابعة ما يحصل في الخارج، وكذلك الحالة والنشوة التي خلقتها عملية الهروب من السجن، والمعنويات العالية للشعب الفلسطيني والتضامن والإسناد للأسرى بكل فلسطين التاريخية.

وأكد الأسير عارضة أنه ورفقاءه الخمسة وضعوا أمام سيناريو القبض عليهم وإعادتهم للسجن، كونهم يعون جيدا أنهم يواجهون دولة أمنية بجيش وعتاد ومعدات، ورغم ذلك قرر الهروب من السجن، لأنه كغيره من الأسرى القدامى توصلوا لقناعة بأن تحريرهم بشكل عادي أو ضمن صفقة سيكون صعبا.

وعليه قرر الأسرى الستة انتزاع الحرية، وانضم إليهم زكريا الزبيدي لكي يتوجهوا معا إلى مخيم جنين، مشيرا إلى أن قرار فصائل المقاومة ربط إنجاز صفقة تبادل بالإفراج عنهم مستقبلا ضمنها يعتبر إنجازا للحركة الأسيرة.

إرادة تزداد صلابة

وفند الأسير عارضة في شهادته المزاعم بأنه كان مع ابن عمه يبحثان عن الأكل في القمامة والنفايات، قائلا “هذه الرواية غير صحيحة، أصلا لم ندخل البلدات العربية، ولم نطلب شيئا من أحد.. كنا نرتاح قليلا على جبل القفزة وكنيسة البشارة أمامنا.. وفجأة مرت دورية شرطة من المكان عن طريق الصدفة، تواجد بها شرطي واحد قام باستدعاء قوات خاصة، وهي التي قامت خلال دقائق بمحاصرتنا واعتقالنا، كل ذلك تم عن طريق الصدفة”.

وشكك محمود عارضة بالرواية الإسرائيلية التي تزعم أن أحد سكان الناصرة بلغ عنهم، وأضاف قائلا “بعد 22 عاما أن تعيش لأيام حرا في الوطن هذا بمثابة حلم.. عانقنا الحرية لأيام في ربوع وسهول وطبيعة فلسطين”.

وأضاف محمود عارضة في شهادته “لقد تعززت معنوياتنا وتصلبت إرادتنا عندما كنا بالطريق إلى المحكمة بالناصرة لتمديد اعتقالنا، هتافات وصرخات المتظاهرين وخاصة الشبان والشابات رفعت معنوياتنا.. فقد رأينا جيلا شابا يحمل صورنا ويرفع عاليا علم فلسطين ويصرخ عاليا نصرة للقضية الفلسطينية والحركة الأسيرة، هذا عزز من معنوياتنا، وأكد أن نضالنا لم يذهب أدراج الرياح، والحالة الشعبية التي خلقتها قضية الأسرى تعتبر إنجازا للشعب الفلسطيني”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى