سواليف – رصد
باشرت محكمة جنايات أحداث إربد اليوم الأربعاء بمحاكمة حدثين كانا فرا من مركز تربية أحداث عمان، لتنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردنية، “شملت التخطيط لتدمير مبنى مخابرات إربد، واستهداف العاملين بالأجهزة الأمنية، ومحاولة تفجير مراكز إصلاح وتأهيل” وفق لائحة الاتهام.
وكانت الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على الحدثين قبل تنفيذ مخططهما الإرهابي في آب (اغسطس) الماضي، بعد أن ضبطت مواد متفجرة، ومواد أولية تدخل في صناعة المتفجرات.
ويواجه أحد الحدثين حكما بالأشغال الشاقة لمدة 18 عاما على خلفية اشتراكه بخلية إربد الارهابية، وهي الخلية ذاتها التي نفذ حكم بالإعدام بوالده بسبب تورطه مع عناصرها لتنفيذ أعمال إرهابية في اربد، وتم القضاء عليها في مواجهة مسلحة انتهت باستشهاد الرائد راشد الزيود في آذار (مارس) 2016 ومقتل عدد من الإرهابيين وضبط ما تبقى من الخلية.
ويواجه الحدثان تهمتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية، وحيازة وتصنيع مواد مفرقعة بقصد استعمالها للقيام بأعمال إرهابية، يترافع عنهما وكيل الدفاع المحامي عبد القادر الخطيب.
وحسب لائحة الاتهام، فإن المتهم الأول “محكوم من قبل محكمة الأحداث لمدة 18 عاما، فيما الثاني محكوم بالحبس لمدة 3 سنوات، وكلاهما يقضيان عقوبتيهما في مركز أحداث عمان، حيث تمكنا من الفرار من المركز أواخر شهر رمضان الماضي، واختبآ في منزل في الحي الشرقي بمدينة اربد، كان المتهم الأول على علم به من خلال القتيل جميل كتكت، “أحد أبرز أعضاء خلية إربد”.
وتوضح اللائحة أن “المتهم الأول كان على علاقة بالقتيل كتكت، بحكم أنهما عضوان بالخلية الإرهابية ذاتها، وكان أعضاء الخلية يستخدمان منزلين احدهما في منطقة حوارة والآخر في الحي الشرقي لتصنيع المواد المتفجرة، فيما استخدم المتهمان وبدلالة المتهم الأول المنزل في الحي الشرقي”.
وبينت التحقيقات أنه ولرغبة “المشتكى عليه الأول بالانتقام من إعدام والده الذي كان ضمن خلية اربد، اتفق مع المتهم الثاني على تنفيذ عمليات عسكرية باستهداف مبنى مخابرات إربد، والعاملين في الأجهزة الأمنية من ضباط وأفراد”.
كما “تواصل المتهم الأول من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي مع أحد عناصر تنظيم داعش، وأخبره أنه من أعضاء خلية إربد، وأنه تمكن من الفرار من سجنه، ويرغب بتنفيد عملية ارهابية على الساحة الاردنية لمصلحة تنظيم داعش، وأنه يريد أن يزوده التنظيم بالمال اللازم، لشراء أسلحة واستخدامها في تنفيذ الاعمال العسكرية”.
كما ابلغ المتهم الاول أحد عناصر تنظيم داعش انه “عضو في خلية ارهابية تنوي تنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الاردنية، بهدف تخفيف الضغط على التنظيم في الموصل، وقد بارك ذلك العنصر تلك العمليات، بعد أن بايعه المتهم الأول على السمع والطاعة”.
ووفق قرار الظن فإن “المتهمين الأول والثاني بدآ بجمع المال اللازم لشراء أسلحة أتوماتيكية، كما اتفقا على استخدام المنزل الذي يقيمان فيه لتصنيع المواد المتفجرة، حيث كان المتهم الأول يعمل في محل لبيع الخلويات، كما عمل المتهم الثاني في محل لبيع الألبان”.
وكان المتهم الثاني “أبلغ صاحب محل الألبان أنه من نفس عائلته، في حين لم يكن يعلم الأخير أن المتهم الثاني فار من مركز الأحداث ويخطط لتنفيذ عمليات إرهابية”.
في الأثناء كان المتهم الأول “تمكن من الوصول إلى منزل والده، وهناك عثر على مبلغ 500 دينار كان يحتفظ بها قبل القبض عليه في قضية خلية إربد، كما عثر على دفتر مكتوب عليه معادلات كيماوية، لتصنيع المتفجرات كان القتيل كتكت زوده بها سابقا”.
وعلى إثر ذلك “تمكن المتهمان من شراء مواد إضافية تدخل في تصنيع المتفجرات، تمهيدا لتصنيع المواد المتفجرة اللازمة في العملية العسكرية لاستهداف مبنى مخابرات إربد، خاصة وأن المتهم الأول لديه الخبرة في تصنيع المواد المتفجرة، من خلال تدريبه على يد القتيل كتكت، حيث تمكن المتهمان من تصنيع المواد المتفجرة وتجربتها”.
كما بدأ المتهمان بـ “جمع معلومات عن العاملين في الأجهزة الأمنية وبعض المتقاعدين، وتحديدا أماكن سكناهم والسيارت التي يستقلونها، كما تم رسم مخطط كروكي لبعض مراكز الإصلاح والتأهيل تمهيدا لاستهدافها”.
وكانت معلومات وردت للبحث الجنائي في إربد حول وجود أحد الأشخاص داخل منزل، يقيم صاحبه خارج البلاد، حيث توجه البحث الجنائي، وتم مشاهدة المتهم الثاني داخل المنزل والذي حاول الفرار كما أبدى مقاومة عنيفة إلا أن البحث الجنائي تمكن من القبض عليه.
وكان أحد ضباط البحث الجنائي شاهد داخل المنزل مواد غريبة، حيث استدعى خبراء المتفجرات حيث تبين بعد تدقيقهم وفحصهم للمواد المضبوطة أنها مواد متفجرة، وأخرى تدخل في صناعة المتفجرات.
وفي الوقت ذاته “كان المتهم الأول التقى أحد المهربين وطلب منه تهريبه خارج البلاد، لكنه لم يتمكن، ولدى عودته إلى المنزل ومشاهدته عددا من رجال الأمن، قرر الفرار إلى منزل آخر في منطقة حوارة، كانت خلية إربد تستخدمه في صناعة المتفجرات، حيث أقام في ذلك المنزل، لكن تم القبض عليه بعد أن أبدى مقاومة شديدة، وتم إحضار فريق من خبراء المتفجرات لمعاينة ما بداخل الشقة، وبتفتيشها بالطرق القانونية تم العثور على مواد متفجرة، ومواد أولية تدخل في صناعة المتفجرات”.
وبتفتيش المتهم جسمانيا “عثر بحوزته على كوع حديدي محشو بالمتفجرات وعبوة بلاستيكية محشوة بالمتفجرات أيضا، إضافة الى جهاز خلوي، ومبلغ 850 دينارا”.
وبفحص الجهاز الخلوي الذي كان بحوزة المتهم عند فراره من دار تربية الأحداث “تبين أنه يحتوي على صور للتدريب على السلاح وأخرى لتصنيع المتفجرات وكيفية استخدام النظام التوقيتي، كما عثر على محادثة بين المتهم الأول وأحد عناصر تنظيم داعش “مقيم خارج البلاد” عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين رغبة المتهمين الأول والثاني بتنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الأردنية، كما عثر داخل ذاكرة البطاقة على معلومات عن كيفية تصنيع المتفجرات، إضافة الى قائمة بأسماء أشخاص عسكريين ومدنيين ومخططات لأماكنهم وتفصيلات شخصية”.
وبحسب قرار الظن ايضا، “تبين بعد فحص المواد المتفجرة والمواد الأولية التي تدخل في تصنيع المواد التفجرة التي ضبطت في المنزلين أنها تشكل خطرا على الأفراد والممتلكات وذات أثر تدميري”.
عن الغد