محاضرة عن الكلمة والعولمة في بيت عرار / صور

سواليف -محمد الاصغر محاسنه / اربد

تحدث المحامي سويلم نصير في محاضرته ” الكلمة بين التقديس والتدنيس والعولمة والتخصيص بين الاغتناء والتفليس” التي نظمتها مديرية ثقافة إربد بالتعاون مع منتدى عرار الثقافي، تحت رعاية د. سلطان الزغول مدير ثقافة اربد ، إن كل شيء يتمحور حول الكلمة وقوتها وتأثيرها على السامعين، لما لها من قدسية خاصة، باعتبارها الوسيلة الأولى التي ارتقت بها الشعوب، وبواسطتها تنتقل الأفكار من أصحابها إلى الآخرين.
وأكد في المحاضرة التي أقيمت وسط حضور جمهور كبير وأدارها المحامي خلدون السعد أن اللسان الذي خلقه الله للكلام قد تعطل، فاقتصرت وظيفته على مضغ الطعام والانغماس في اللعاب، وأركن الإنسان الخائف والمرتجف إلى من يفكر عنه.
واستعرض عدداً من شهداء الكلمة عبر التاريخ العربي والإسلامي، من مثل، الحلاج، ابن عربي، ابن رشد، ابن المقفع، بديع الزمان الهمداني، البيروني، المتنبي، ناجي العلي، وغيرهم.
وأشار إلى أن الكلمة تعتبر نوعا من المقاومة ونوعا من القتال، وأن الكلام هو وسيلة التعبير العظمى عن الحزن والحب والبغض والخوف والسرور، وأن الكلام هو أشهر وأوسع طريق يملكه الإنسان، وأعظم طريق تمرّ به الأشياء.
وتابع أنه في زمن الانحطاط وغياب الدوافع الأخلاقية منها والمرجعية، أصبح الفرد مقياس الخير والشر، وأصبحت المرجعية هي الترصد والقنص، وأن البندقية ليست هي الأداة الوحيدة للقناص، فقد تولّى القلم هذه المهمة، ونتيجة لذلك فإن مهنة الكلام لدى الصحفيين أو الكتاب أو المثقفين، تحولت في كثير من الأحيان كما يرى إلى أكاديمية لفقه التزلف والارتهان.
وبيّن نصير أن أمريكيا بدأت تروّج لنظام جديد يرث النظام الرأسمالي الإمبريالي والنظام الاشتراكي، منذ عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والعولمة هي ذلك النظام الاقتصادي السياسي الاجتماعي الثقافي الذي يسعى إلى ابتلاع الأشياء والبشر وهضمهم وإخراجهم على شكل سلع.
وقال بأن هدف العولمة هو إلغاء حدود الدولة القومية في المجال الاقتصادي” المالي والتجاري”، وترك الأمور تتحرك عبر العالم داخل فضاء يشمل الكرة الأرضية جميعها” الفضاء السيبرنيتي”.
وقال إن العولمة والخصخصة توأمان متكاملان، فالأولى تعني نقل اختصاصات الدولة وسلطاتها في المجال الاقتصادي والإعلامي، ومن ثم السياسة والثقافة إلى مؤسسات عالمية، أما الخصخصة هي نزع ملكية الدولة ونقلها إلى الخواص، مشيرا إلى العولمة والخصخصة تستهدف ثلاثة كيانات هي: الدولة والأمة والوطن.
وأكد أن العولمة تعمل على تفكيك كل الهويات والمؤسسات التي تشكلت تاريخيا بهدف التمكين لهوية واحدة وحيدة، وأن هذا النظام كان نتيجة لحصول ثلاثة أحداث كبرى هي: الثورة المعلوماتية وما بعدها،ز وتفكك المنظومة الاشتراكية، وحرب الخليج الثانية وظهور نظرية القطب الواحد.
وفي نهاية المحاضرة سلّم الزغول المحاضر نصير درع منتدى عرار الثقافي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى