مجموعة صرخة…و مصيبة داء لا

مجموعة صرخة…و مصيبة داء لا
بقلم #فراس_الور
لا #فن…لا #دراما…لا #مسرح…لا #سينما…لا اجابة لمطالب #مجموعة_صرخة…لا اجابة لنداءات #الفنانين…لا جواب من الحكومة لمطالب الفنانين…لا ميزانيات تكفي…لا آليات واضحة لإعادة الإنتاج…لا تجاوب من مؤسسات الدولة…لا مداخيل للفنانين ليقتاتوا منها…لا نقود لديهم لشراء العلاجات…لا حياة مهنية للفنان…لا نملك سياسات واضحة لإعادة الفن الأردني لتألقه السابق…لا للمسارح بالمدارس الحكومية…لا للدراما كمَسَاق حتى اختاري بالمدارس عموما…لا سياسة للدولة بتصنيفه انه مهنة كسائر المهن بالدولة الأردنية…الإنتحار حرام دينيا فلولا هذا الأمر كان يمكن ان يكون خَيَارْ للفنان على المصيبة التي تحصل فَهُمْ احياء من قلة الموت…لا…لا…لا…من الواضح اننا نعاني من داء لا…

داء لا عمره بالبلد 30 عام، منذ ان ابتدأ الإنتاج الدرامي بالإنحفاض الى ان مات كليا، و الغريب ان لا ترياق له معروف بالبلد لغاية هذه اللحظة، الكورونا وجدوا لها لقاح فبعد أن خَيًمَ شبح الموت على العالم بأكمله في خلال سنة اكتشفوا له لقاح مناسب، بل تنوعت انواع اللقاحات فَمِنْ الصيني للروسي للأمريكي للبرياطاني ابدعت الدول بإيجاد اللقاح المناسب، فانتهى بلاءه من الدنيا و الحمدلله…الا داء لا عندنا بالأردن، فَمُصَابَةٌ به بعض المؤسسات تجاه الفن الأردني، فلغاية هذه اللحظة لم نجد له لقاح مناسب، فكلمة لا سهلة بدل من بذل الجهد لطرح حلول لمشكلة الدراما، ايٌ حَلٍ سَهلْ لبعض المؤسسات يروق لها اكثر من العمل الدؤوب لحل المشلكة، فشراء العبد اهون من تربيته كما يقول المثل…فهنالك بلاد تنتج الدراما فلماذا نتعب انفسنا لوضع خطة نعيد بها تألق الدراما الأردنية؟ لماذا وَجْعَةُ الرأس فهذه فلبنان تنتج؟…مصر تنتج…الشام تنتج…الخليج ينتجون…امريكا تنتج…فبالنقود التي ممكن ان ننتج بها الدراما نشتري دراما خارجية و نستوردها…فإسترياد السلع اسهل من تصنيعها تجاريا فالإمبريالية الغربية ربتنا كَدَوُلَ عالم ثالث على الإستهلاك…نستهلك كل شيئ حتى درامتنا و ثقافتنا نشتريها جاهزة من الخارج،

اريد ان يُجيبني احد المسؤولين المعنيين بالحركة الثقافية و الإعلامية المصابة بداء “لا” في بلادنا، اريد وزيرا او مسؤول ان يجيبني بوضوح فأنا لغاية هذه اللحظة لا اعلم من الجهة المسؤولة عن حلٍ لمشكلة الدراما بالأردن، المسؤولين كثيرون لذلك فاليجبني احدهم على سؤالي التالي : ما اخبار الهوية الوطنية لديكم؟ كيف ستربوها و سَتَتَأَسًسْ بأولادنا ان تركتوهم للغزو الثقافي الأجنبي و العربي الذي يدخل بيوت كل الاردنيين عن طريق الفضائيات و السوشيال ميديا في ظل غياب كلي لدراما معاصرة تحاكي بوضوح هويتنا الوطنية المعاصرة؟ للذي لا يعلم مِنْ الإخوة الأعزاء الذين يطالعون مقالتي الهوية الوطنية تعني الشعور بالإنتماء لمجموعة القِيَمْ و المبادئ و الثقافة و التقاليد لدى مجتمع ما، و هذا عنوان عريض قد يدخل به تاريخ هذه الأمة و كيف شكلها و ساهم بتشكيل حالها المعاصر، الشعور بالإنتماء لهويتنا الوطنية الأردنية كيف سيكون في ظل الفراغ الدرامي الحاصل؟ هل يدرك المسؤولين لدينا ان آخر ثلاثين سنة من تاريخنا المعاصر كمواطنين بالأردن و الذي شَهِدَ نهضة كبيرة في كل شيئ تقريبا و تغيرات مِحْوَرِيًة بأكثر من جانب سوا كان اقتصادي او سياسة او تكنولوجي او ثقافي او اجتماعي او اكاديمي…و لكن كل هذه اللأمور غير مؤرشفة و مُؤَرًخَة درامياً الا من خلال بعض برامج وثائقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فهل سينتمي اولادنا لفراغ؟ هوية الأوطان المعاصرة منذ اكثر من ثمانية عقود تُؤَرًخْ من قِبَلْ الأعمال الدرامية فهي وسيلة من وسائل عدة لتأْريخ ما يحدث بالمجتمعات، فلو اردنا مثلا (على سبيل المثال لا الحصر) دراسة ما المشكلات الإجتماعية التي كانت تواجه المواطن المصري في عقد الخمسينيات و كيف كان يعيش و يفكر و ما هو تراثه الغنائي و الموسيقي و هَمْ شبابه و التحديات امامه و كيف كان المجتمع في تلك العقود و ما هي ابداعات مؤلفين السيناريو لديه سنجد عشرات الأفلام التي ستفيدنا حول هوية مصر الوطنية في تلك العصور، و ما هي هموم مواطنيها و سلوكياتهم الإجتماعية و كيف استثمروا بإبداع كتابهم من خلال افلاهم، حتى سنجد ان الفلم السيمائي كان وسيلة لينشهر الفنان ليس فقط بالتمثيل بل بالغناء كمطرب، سنجد مصر مُصَوًرَةٌ في عشرات الافلام من ايام زمن الفن الجيمل، ستشعر مِنْ زخم الإنتاج لديهم و كأنًكْ ستعود بالزمن لتلك العصور و انت تشاهد المخزون السينمائي بأرشيفهم، كل هذه الأفلام هي عبارة عن مخزون درامي و ثقافي ضخم أَرًخَ تلك العصور من الزمن…اما نحن فماذا أَرًخْنَا من آخر ثلاثين سنة من تاريخ بلادنا…لا…لا شيئ لأننا مصابون بداء لا….، لو اردنا معرفة ماذا كانت التبعات الإجتماعية و الإقتصادية في السبعينيات بعد حرب اكتوبر المباركة على المجتمع المصري سنجد افلام (على سبيل المثال لا الحصر) مثل سواق الأوتوبيس (1982) للمخرج الراحل عاطف الطيب و الحب فوق هضبة الهرم (1986) لنفس اللمخرج الذي يحاكي اوضاع المجتمع و كم كانوا يعانون من الضيقة المادية بعد تكاليف تلك الحروب على مصر، و سنرى كم ان حاملي الشهادات الجامعية في مصر يعانون الأمَرًيَنْ لإيجاد المداخيل الكافية لهم و كم ان الضغوطات المادية تطغى على طبقات الشعب الفقيرة والمكافحة،

لو تأملنا كيف أَرًخَتْ الدراما الشامية هويتها الوطنية حتى في بعدها التقليدي و الشعبي العابر لوجدنا اروع الأعمال التي أَسَرَةْ العالم العربي بها، و على سبيل المثال لا الحصر مسسلات مثل باب الحارة، ليالي الصالحية، عطر الشام، مربى العز، حارة القبة بكافة اجزاءه، و مؤخرا ليالي روكسي الذي قَدًمَ رواية اول فيلم صامت يُصَوًرْ في سوريا، و شارع شيكاغو الذي مزج روعة الخيال مع التاريخ العريق لقوميتنا العربية و قدم لنا رائعة اعادت الى اذهاننا شارع شيكاغو و ما حل به حديثا و سنين لامعة ذهبية من القومية العربية التي شكلوها اجدادنا حينما عاشوا وحدة رائعة بين سوريا و مصر…اما نحن فداء لا يقف عقبة امامنا…الى متى؟

مقالات ذات صلة

داء لا منعنا من تجسيد هويتنا الوطنية دراميا كما فعلت مصر عبر عقود طويلة من الزمن و الشام، و الدراما قوة لا يستهان بها فبعد الإنتصار الصعب و الدموي الذي شهدته الدولة الأمريكية في حروب فيتنام عادوا جنودها الذين شاركوا بهذه الحرب الطويلة و الضروس و هم يعانون الأهوال النفسية مما شهدوا، فحاربت امريكا في اراضي دولة غريبة تضاريسها الجغرافية غير معروفة لديها مما جعل جنودها يذوقون الرعب و الموت امامهم في كل يوم منها، فأَرًخَتْ السينما الأمريكية قصة هذه الحروب بأفلامها الدرامية و الوثائقية، بل عالجت كيف احتاج هاؤلاء الجنود للطب النفسي و لفترة نقاهة طويلة لينسوا ما رأوا من اهوال و صِعَابْ، و لكن فجأة شعرت هوليود بضرورة اعادة هيبة الجندي الأمريكي الذي مُسِحَ بكرامته الأرض في فيتنام، فانتجت (على سبيل المثال لا الحصر) سلسلة افلام سينمائية مثل رامبو الذي كان بطلها الفنان سلفستر ستالون، و كان البطل المغوار الذي اكتسب من معاركه في فيتنام مهارات قتالية عالية و استطاع ان يكون الغالب في كل معاركه بعدها، فأعادة هوليود هيبة الجندي الأمريكي سينمائية الى العالم، و حصدت بعض افلامه ارادات ضخمة جدا في عهد تلك الأفلام،

العالم يسجل اعظم انجازات منذ القدم بالدراما و نحن لازلنا نقف عند داء لا و دراما لا تحاكي الا تاريخ بدوي عتيق و فراغ لا يُحْمَدْ عقباه بالدراما المعاصرة، الى متى يا اخوتي سيقف داء لا امام إنتاج مسلسلات سنوية لتساعد الفنان الأردني بأكل لقمة عيشه، الى متى ستبقى هويتنا الوطنية المعاصرة كالضمير الغائب الذي تقديره…لا؟ الى متى سيقف داء لا امام طموح الفنان بإنتاج الدراما التي تعكس هويتنا الثقافية المعاصرة و الوطنية…قال لي مرة طبيب باطني اننا تعيش بعصر قد اوجد بقدرة الله و بإذنه تعالى الطب علاجات لمعظم الأمراض، و لكن داء لا تزال بلا علاج في بلادنا،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى