مجلس 2020

مجلس 2020
احمد زياد الزغول

عنوان مقالي يخامر مخيلتي، يجعلني أغوص بهذيان الواقع المُر، تُهيمن عليَّ بقايا موروثاتي العالقة بجسدي، ملامحي، وشخصيتي.
سمعنا الكثير عن شهداء أنجبتهم أراضي أرددنا الشامخ وكان أولهم كايد مفلح عبيدات الذي رضعنا بطولاته من ثدي مناهجما الدراسية، ومازال إحمرار وبياض شماغه يلمع بداواخلنا، وغيره الكثير من الشهداء الذين روتهم أعين الأردن بماءٍ يضج بمعادن الرجولة والآنفة والنشامة والشهامة، وأطعمتهم حقول قمحها من سنابلها الغنية بمعدن الكرامة. عمالقة دفعوا دمائهم ثمناً مقابل ذرات التراب التي توشحُ فلسطين، صناديد زينوا ثراها بملابسهم العسكرية المببلة بالدماء الزكية كما تُزيّن نجوم السماء الأرض؛ نزفوا أرواحهم حفاظاً على هويتهم؛ ووفاءً كي لا يغتصب الأجانب رجولتهم، وتاريخهم، وكل مورثاتهم.
أما الأسئلة التي تُخامر عقلي ومخيلتي وتُثقل كاهلي، أسئلةً سيكون المُجيب الأول عنها والأخير المواطن الذي يعتبر حجر أساس وعامل رئيسي في كينونة وماهيته الأشخاص الذين سيمثلونه في المجلس من خلال إتخاذ القرارات المصيرية وتقنينها، وتشريع القوانين التي تلمس كل جوانب حياته ، وتؤثر عليه على عدة أصعدة، منها: السياسية، والأقتصادية، والإجتماعية، والدولية وغيرها.
هل ستكون هذه الدورة النيابية (2020) بمثابة جولة يكمل بها الشعب طريقاً عُبِّدا بأجساد الشهداء وأرتوى من دمائهم الزكية؟ هل ستستمر مسيرة الدفاع عن الأردن كوطن بديل؟ هل سيعج المجلس بدخان الشهامة والبطولة، وتشعلُ بأروقته أضواء العزة والكرامة. أسئلة تستدعي أن نتجرد من العشائرية السلبية، وتملي علينا الوقوف أمام الصورة الكبيرة لنتمعن بها بكل ما أوتينا من تركيز؛ لنفرز مجلس قادر على مواصلة كتابة تاريخ الأردن بماء الذهب، كما كانوا يفعلون أسلافنا و أجدادنا و أبائنا، أسئلة يجب أن يُجاب عليها بفعل واعي، وقرار سليم مستنير مبني على الموضوعية. لا تجعلوا من تعصبكم العشائري مشنقةً يشنق التاريخ بها أمجادنا ووقفات أسلافنا .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى