#متنفذون يسرقون #ماء_العطاش…يا وطني !
بسام الياسين
أَلم يأن الآوان للخلاص من #المسؤول الغلط ؟!.ما نطرحه ليس احجية ولا تحتاج عبقرية بل قضية صميمية تتعلق بالحياة.فالسِفاحُ ابسط اعراضه انتفاخ بطن الخاطئة،من حمل حرام،كذلك المسؤول الخاطيء،ترى جيوبه منتفخة،ذات غفلة من #مال_حرام.كلاهما الفاسد والخاطئة يعرفان بشدة الوحام وسبات الضمير.فيكتور هوجو يقول:ـ الضمير حضور الله في الانسان،لإستشعار مخافة الله. بدورنا نقول :ـ لو امتلك الفرد معشار ضمير، لعاش المجتمع بامن وسلام.لذا كان الايمان نعمة،عصمة،حصانة.حصاده سعادة الدنيا والآخرة،اما الخارج عن جادة الاستقامة فان نهايته مخزية،لان من يعمل خيراً يره ومن شراً يره،حتى الهندوس يؤمنون بهذا عملاً بقانون كارما ـ ما تفعله تحصده ـ.
المفارقة الفارقة، ان هنالك شريحة تتظاهر بالعفة والشرف،وعندما تختلي بمحارم الله تنتهكها.لذلك نحن بحاجة لمصباح ديوجين،وفانوس علاء الدين،لفرز البقية الباقية من الرجال الصالحين،الذين ما زالوا قابضين على طهارة الوظيفة.ولكثرة الانهيارات الاخلاقية، فان مؤسساتنا باتت بحاجة للتعقيم،بعد اكتشاف اغرب سرقات التاريخ.متنفذون يسرقون ماء العطاش، لسقاية دوابهم وري اشجارمزارعهم وملء برك سباحة فيلاتهم بينما بعضهم يبيعونها بالصهاريج للغلابا التي اصلاً حقهم كمواطنيين.شرور لم تخطر ببال الشياطين،مع ان سُقيا الماء،من افضل القربات الى الله ،بينما الاشرار يمنعوها ويعملون،عكس منطوق الاية الكريمة الحاضة،على إيثار الناس على إحتياجات النفس :ـ ” ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة “.
مسكين يا وطني،حيطك واطي ام ان هؤلاء سلالمهم عالية. في بلدة الثغرة / محافظة معان،الصورة معطوبة،حيث لم يجد الاهالي، وسيلة لشرب الماء،الا بمنع ارسال ابنائهم للمدارس احتجاجاً على ما هم فيه من عطش،والادهى عدم وجود شبكة مياه اصلاً….تصوروا هذا في الالفية الثالثة.فحق الانسان بماء نظيف ابسط الحقوق. على المقلب الآخر، الصورة المشوهة، تلك التي كشفها النائب محمد العلاقمة،على رؤوس الاشهاد،واكذ بالدليل على وجود تراخٍ في تطبيق القانون، واهمال اداري في وزارة المياه،بما يتعلق بالاعتداءات على خطوط المياه،مؤكداً،” بوجود علاقات خاصة “، واعتداءات ضخمة،تعود لـمتنفذين من اصحاب المزارع،لدرجة ان احدهم قام ببناء سد بسعة تسعة الآف متر،يكفي بلدة محرومة. الاخطر، في كلام العلاقمة :ـ ان احد وزراء المياه، حاول ردم الابار المخالفة،وضبط السرقات،ومنع الهدر فتم استبعاده مع اول تعديل…عجيبة اردنية كمدينة البترا المنحوتة في الصخر.
السؤال الملحاح،متى تبدأ المعركة على الفساد باشكاله،فالجرح تَقيّح ولا يحتمل التأجيل.فبقاء الحال على هذا المنوال كارثة،ودليل حي على فشل الحكومات المتعاقبة،في ادارة الدولة في كل مناحيها.قبل النائب العلاقمة بايام،تكلم فيصل الفايز،رئيس مجلس الملك،كذلك عن تهالك وزارة النقل،رغم تقلّب 24 وزيراً عليها خلال عهد الملك عبد الله. كانت المحصلة،ازمات خانقة وفوضى،ثم جاء المنقذ ـ الباص السريع ـ ليزيد الطين بلة.الامور لم تعد تحتمل كل هذا العبث.،فنحن بحاجة الى ثورة ادارية، اقلها، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لتشييد ادارة قوية على انقاض ادارة المحاصصة و الوجاهة الجبانة. فالاداري المرعوب الجبان،اعجز من ان يلحم ثُقب ماسورة تهدر مئات امتار المياه،فيما نحن احوج ما نكون لكل قطرة.