بسم الله الرحمن الرحيم
متحف الفساد الأردني
ضيف الله قبيلات
كما عملت وتعمل إسرائيل على مكافأة كل من تعاون معها في مفاوضات وادي عربة كذلك لم ينس الإخوان المسلمون أن يكافئوا أصحاب المواقف النبيلة المبدئية مثل الجنرال د. علي العبوس وهو حقا يستحق مع توفيق الله جل جلاله وتعالى في علاه.
ذكّرني فوز د. علي العبوس الجنرال المتقاعد من الجيش العربي الأردني نقيبا للأطباء بدعم من جماعة الإخوان المسلمين الذي حصدوا جميع مقاعد الهيئة الإدارية للنقابة عام ٢٠١٦.
ذكّرني هذا الإسم بقضية فساد المليونير خالد شاهين الذي سُجن بتهمة الفساد في زمن حكومة معروف البخيت، حيث كان هذا اللواء الطبيب علي العبوس هو الطبيب الوحيد الذي رفض التوقيع على شهادة طبية تسمح للمتهم خالد شاهين بمغادرة السجن و السفر إلى لندن لتلقي العلاج هناك بحجة أن علاجه غير متوفر بالأردن.
في الأثناء زعمت وسائل إعلام بأن السجين خالد شاهين بحالة صحية سيئة للغاية فردت مديرية الأمن العام ببيانِ أصدرته قالت فيه أن هذه المزاعم عارية عن الصحة وبعد يومين قرر وزير الداخلية آنذاك سعد هايل السرور قرر الإفراج عن خالد شاهين الذي طار إلى لندن على وجه السرعة في الوقت الذي لم تسمح فيه وزارة الداخلية للسجين البطل أحمد دقامسة بمغادرة السجن لمدة ساعتين لحضور جنازة والده.
اقرأ أيضاً: مكورنين..هل تعادل فرحيِن في قاموس الاردنيين حالياً..؟
حقيقة كنت قد نسيت تلك الأحداث الصاخبة التي رافقت مسيرة خالد شاهين المثيرة التي أُتهم فيها مسؤولون كبارا بتلقي رشاوى قد تصل إلى أكثر من مليون دينار لتسهيل خروجه.
هذا التذكر بعد نسيان دفعني للتفكير بكيفية أن تظل هذه الأحداث الصاخبة والمثيرة والمدهشة والمستفزة حاضرة في الذاكرة وبعمل ما يحفظ لنا وللأجيال القادمة هذا التراث العظيم والهام الفساد المتلألئ المتألق الجديد والفساد القديم الذي يعتبر آثارا أردنية يجب أن نحافظ عليها، وكذلك المحافظة على رموز وأبطال هذا التراث الذين رافقوا مسيرة الفساد المظفرة منذ اليوم الذي حطت فيه قدم الجنرال الانجليزي كلوب أرض الأردن وحتى يومنا هذا إلى آخر قضية فساد تمت على يد حكومة عبد الله النسور الراحلة المسماة فضيحة التعيينات الإستثنائية المشتركة مع مجلس النواب وطبعا الحبل على الجرار ولا يكاد يمر شهر دون ظهور فضيحة فساد جديدة والدوامة مستمرة يا جماهيرنا يا حرة.
ومن أجل حفظ هذا التراث الأردني الهائل العظيم بكل تفاصيله وأسماء أبطاله ورموزه خطر ببالي إقتراح بعمل “متحف” لحفظ هذا التراث العظيم أسميته “متحف الفساد الأردني” ولأنني لا أملك أن أبني صرحا مشيّدا ممردا يحفظ آلآف صور وأشكال وتفاصيل ورموز هذا التراث العظيم كي يظل محفوظا ومحفورا في الذاكرة الشعبية الأردنية “فيُذكر ولا ينسى” كما حصل معي عندما نسيت حكاية المليونير خالد شاهين ورموزها.
اقرأ أيضاً: ومن الشبّاك…..
لذلك فإني أطرح هذا الإقتراح على أيٍّ من المواقع الإلكترونية الشجاعة المخلصة للأردن القائمة حاليا أو أن يُنشأ موقع إلكتروني جديد خاصٌ بهذا الموضوع ولا مانع لدي من أن يقوم بهذا العمل أيا كان من الإخوة الأردنيين القادرين على ذلك.
من المؤكد أن هذا المتحف “متحف الفساد الأردني” سيزدهر إزدهارا عز نظيره ذلك لأن الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي كان وما زال هو الملاذ الآمن لكل الفاسدين سواءً الدواخل المعروفين لدينا أو الخوارج مثل الجنرال كلوب صاحب الفساد الأعظم وعبود سالم صاحب القصص المثيرة والشهيرة ومثل فولشن الروسي أو هاكان التركي وغيرهم كثير، أضف إلى ذلك وجود عدد كبير من خبراء الفساد في الأردن وخاصة في مجال البورصة والإتجار بالبنغال.
يستطيع أي مواطن أردني أن يضيف إلى هذا المتحف ما يرى أنه من صور وأشكال فساد قديمة أو جديدة اكتشفت حديثا مثل المسكوكات الذهبية التي فُقدت وتم تزويرها أو خط الغاز الإسرائيلي الذي وصل إلى غور الصافي وعبر الحدود الأردنية دون علم الشعب الأردني وقد تكون الحكومة أيضا لا علم لها لأن حكوماتنا دائما هي آخر من يعلم.
اقرأ أيضاً: اصلاح ذات البين
كذلك يمكن إضافة أسماء الشركات التي بيعت والأراضي التي تملكها الفاسدون برقم القطعة ورقم الحوض والقرارات الفاسدة ومئات القرارات المؤقتة وإسم صاحبها والتجنيس لمن هب ودب وأموال البنك المركزي التي قُحفت عام 89، ويرى أغلبية الشعب الأردني أن معاهدة وادي عربة هي من أعظم آثار مسيرة الفساد الأردنية المظفرة ويمكن تسجيلها بتاريخها بمتحف الفساد الأردني ولا بأس من ذكر كل الأسماء التي شاركت في كل هذه المفاوضات والذين هم اليوم تباعا في أعلى المناصب مكافأة لهم.
أعود لمناشدة إخواننا الأردنيين القادرين على إقامة هذا المتحف “متحف الفساد الأردني” على موقع إلكتروني قائم حاليا أو إستحداث موقع خاص لهذا الأثر و المعلم الأردني البارز الذي سيكون هو الأبرز في تاريخ أردننا العزيز الغالي.