ما هي قصة حافظ الأسد مع الفلافل؟

سواليف
بثّ التلفزيون الألماني, قبل نحو أسبوع, فيلماً قصيراً عن إحدى العائلات السورية المهاجرة التي امتهنت تحضير وبيع الفلافل في ألمانيا,,,

ويتبين من الفيلم أنّ الفلافل أكلة جديدة على الألمان, وخاصة من يسكنون في تلك المدينة…

وهذا الأمر أثار استغراب السوريين, فالفلافل, كما تعلمون, عشرة عمر مع السوريين,,,

وهذه الأكلة الشعبية تحتل المراتب المتقدمة عندما نفكر (كسوريين) بتناول وجبات جاهزة في السوق…

والسوريين , يعرفون تماماً, أماكن بيع الفلافل اللذيذة, وبالتالي لا مكان في السوق لأي مطعم يقدّم الفلافل بمستوى متدني,,

في حلب على سبيل المثال:

يحتل بائع البسطة (في الصورة) والذي تقع بسطته في باب الفرج, أمام جامع بحسيتا, المرتبة الأولى عند التجار الحلبيين أصحاب المحلات في السبع بحرات, أو السويقة, أو جادة الخندق, أو باب الفرج…

وقد شاهدت بعيني, عدة مرات, تجاراً من أصحاب المليارات يقفون أمام نفس البسطة ويتناولون الفلافل مع الفجل والبصل, وملحقاتها…

أما تجار الريف الحلبي, وكذلك السواح الأجانب, فتراهم يفضلون فلافل الفيحاء, في شارع بارون !!!

كذلك فإنّ طلاب وطالبات الجامعة, يفضلون المحلات المنتشرة في شارع اسكندرون قرب مصور ديكران,,,,

أما من يفضل خبز الصاج, فإنّه حتماً سيذهب إلى محل فلافل (مشوار) في أول خط سيف الدولة…

حتماً ستسألوني : وماذا عن تجار سوق المدينة التاريخي المسقوف, وهم بغالبيتهم أصحاب مصانع, ومن كبار التجار في حلب؟؟؟,,,

أقول: هؤلاء , حسب ملاحظتي الشخصية, كانوا يفضلون تناول العجة, من عند بائع العجة الموجود في نفس السوق,,,

أما القاسم المشترك بين كل المذكورين اعلاه, فهو أنّهم عندما يفكرون بتناول الفول, يذهبون فوراً إلى محل أبو عبدو الفوال بمحلة الجديدة,,,,

في القرب من حلب, فقد أشتهر بائع فلافل في مدينة إدلب يقال أنّه قدم من مدينة حلب,, اشتهر لدرجة كبيرة جداً, إلى درجة جعلت الكثير من محلات بيع الفلافل الأخرى في المدينة تغلق أبوابها وتحوّل نشاطها إلى بيع الشعيبيات…

وحدة حال:

أما الزائر الجديد لسورية, وخاصة لحلب, فيلاحظ وجود وحدة حال بين الشعب وبين الفلافل,,, حتى أنّ أحد الباحثين في علم الاجتماع, توصل إلى استناتج, بأنّ متوسط استهلاك الشعب الحلبي للفلافل تصل إلى قرص فلافل, كل يوم, لكل شخص, كمتوسط,,

الأمثال الشعبية والنكت عن الفلافل:

دخل الفلافل عالم الأمثال الشعبية, منذ فترة طويلة,

مثل: الحب في سورية ريحته فلافل… إلخ.

وكذلك, انتشرت النكات الجميلة عن الفلافل, والتي تعرفونها,

مثل:

جاء أحدهم ليشتري صاندويتش فلافل, فقال للبائع: أعطني صندويش واحد فلافل, ولكن بدون طحينة…

قال البائع: والله يا أخي أنا ما عندي طحينة,, ولكن إذا شئت, ألغي لك البندورة….

من قصصي أنا مع الفلافل:

ذات يوم من الأيام جاءنا ضيوف أقارب من المغترب,,, فحضّرنا لهم غداءً شهياً, من المشاوي والكبب, وما شابهها,,,

ولكن قبل وصولهم بساعة, أخبرونا بأنّ عدة عائلات مغتربة, مع أولادهم, ترغب بالقدوم معهم على الغداء …

حينها وقعت أمي, رحمها الله, في حيص بيص, فقد خشيت أن لا يكفي الغداء لكل هؤلاء الضيوف, ولم يعد لدينا متسع من الوقت لصنع غداء إضافي,,,

إلا أنني حللتُ تلك المشكلة؟؟

فقد كان بالقرب من بيتنا محل فلافل يصنع أطيب أنواع الفلافل, فذهبت إليه واشتريت أقراص فلافل طازجة بخمسين ليرة (دولار واحد), ثم وزعناها على عدة صحون كمقبلات, على أمل أن تساعد في سد النقص الحاصل,,

المفاجأة أنّ كل الأطفال الضيوف, بلا استثناء, تركوا اللحم والكبب, وراحوا يأكلون الفلافل فقط, حتى أنّ اللحم زاد بشكل واضح بعد ذهاب الضيوف,, وبالتالي تخلّصنا من ورطتنا تلك …

أخيراً, قصة حافظ الأسد مع الفلافل:

وقعت هذه القصة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي, كنت حينها ما زلت صغيراً, إلا أنّني كنت أحرص على حضور جلسات الكبار,,,

وكما تعرفون, فإنّ حافظ الأسد, كان يرى كل الشعب السوري عالة عليه, وكان مقتنعاً أنّ رؤية هذا الشعب لأشعة الشمس, أو شم الأوكسجين, كانت بمثابة مكرمة عظيمة من مكرماته ( وأقصد القائد التاريخي) , فهذا الشعب لا يستحق (بنظره) إلا الموت, أو في أحسن الحالات سجن تدمر…

وحتى عندما سرق أخوه (الدكتور رفعت) كل احتياطيات النقد الأجنبي من البنوك السورية, والتي كانت تكفي, كما قالوا حينها, لتسديد رواتب مليون موظف سوري لمدة سنة ونصف… ولكنّ حافظ الأسد لم يغير, حينها, من ظلمه للشعب, فقد كان لص وقح,,,

المهم:

نتيجة لذلك (سرقة رفعت) ارتفعت الأسعار نحو خمس أضعاف في شهر واحد,,,, وأثّر ذلك على ارتفاع أسعار مكونات الفلافل,,,وعندما طلب أحد أعضاء مجلس الشعب رفع الروابت حينها, يُقال أنّه كان المرحوم محمود جبر, رد عليه أبو مفلح, محمود الزعبي, بأنّ زيادة الرواتب يتطلب زيادة الانتاج؟؟؟

والقصة مشهورة, ولها تتمة, ولكنني لم أعد أذكرها كاملةً…

أما إذا عدنا لقصة حافظ الأسد مع الفلافل, فإنني لا أستبعد, أبداً, أن تكون تلك القصة (المزعجة) حقيقية, رغم أنّها رويت على سبيل النكتة,,

والقصة رويت حين زار أحد أقاربي من الحزبيين المعروفين, قريب آخر لي من كبار السن, وكنت حينها موجوداً عندهم, مع عدد من الاقارب, بمناسبة خطوبة,

سأل قريبي (كبير السن), لقريبي الحزبي:

يا أخي الراتب ما عاد يكفي ثمن صندويش فلافل, وحافظ الأسد يطلب منا كل يوم شد الأحزمة والتقشف, ليش ما بتحكو معه…

أجاب الحزبي: نحنا ساوينا كل اللي بنقدر عليه, ولكن ما طلع شي بإيدنا,,,

سأل قريب آخر: وماذا فعلتم؟

قال قريبي الحزبي: زرنا حافظ الأسد , وقلنا له الناس لم تعد تستطيع شراء الفلافل لأولادها؟؟؟؟

قاطعه قريب ثالث لي, قائلاً:

حتماً قال مثلما قالت ماري انطوانيت: إذا لم يجد الشعب خبزاً, لماذا لا يأكل البسكويت؟؟؟

أجاب قريبي الحزبي : لا, لم يقل ذلك!!!

وإنما قال حافظ الأسد لنا:

إذا لم يستطع الناس أكل الفلافل, لماذا لا يأكلون (….)… (حاشا السامعين)..

أكرر:

أنا شخصياً لا أستغرب أن يصدر هكذا كلام عن شخص (واطي) مثل حافظ الأسد كنت وما زلت أعتبره, وكل عائلته, من أخيه الحرامي وصولاً إلى دنب الكلب: بأنهم أسفل من عاش في الدنيا, وأقذر من مرّ على تاريخ البشر…

كلنا شركاء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى