
كثف #جيش_الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة من استخدام ما بات يعرف بـ” #الروبوتات_المتفجرة”، في المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة #غزة، والتي يوظفها في نسف ومسح الأحياء السكنية، محدثا #انفجارات هائلة بفعل كمية #الأطنان من #المتفجرات التي تحملها.
وتسبب التكتيك الإسرائيلي الجديد في استخدام “العربات المفخخة”، في موجة نزوح وذعر بين الأهالي، حيث يهرع المواطنون فور سماع صوت هذه العربات إلى مغادرة منازلهم والنزوح قسرا دون أن يتمكنوا من حمل أي شيء من أمتعتهم الأساسية.
ما هي “الروبوتات المفخخة”؟
لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي تكتيكا عسكريا قاتلا، يقوم على نقل #أطنان من #المتفجرات داخل #مركبات_مدرعة، ليتم لاحقا تفجيرها عن بعد، محدثة دمارا واسعا في الأحياء والمربعات السكنية.
وتؤدي قوة الانفجار إلى انهيار البنايات والعمارات السكنية، بينما تطلق النيران الناتجة حرارة هائلة تذيب الحديد، وتسبب في تبخر أجساد البشر لحظة ملامستها، وهو ما يفسر اختفاء العديد من المواطنين و #الشهداء نظرا لغياب أي أثر يمكن الاستدلال عليه.
ناقلات “M113”
يستخدم الجيش في هذه المهمة، مركبات مدرعة من طراز “M113″، يعود تاريخ دخولها الخدمة إلى ستينات القرن الماضي، قبل أن يخرج معظمها من الخدمة أواخر التسعينات، ولكن مع اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعاد الجيش تطويرها، عبر إزالة دروعها الفولاذية واستبدالها بألمونيوم، لتصبح أقل تحصينا، وأكثر فاعلية عند التفجير، ما يحولها عمليا إلى قنابل موقوتة.
“وحدة يهلوم”
ووفقا لموقع “واللا نيوز” العبري، يتم تذخير هذه المركبات بأطنان المتفجرات والتحكم بها عبر وحدة “يهلوم” وتعني بالعبرية “الماس”، وهي إحدى الوحدات التابعة لقوات الهندسة القتالية في الجيش الإسرائيلي وتعرف هذه الوحدة باسم “نخبة قوات الهندسة”.
تأسست في العام 1995 بعد دمج عدة سرايا هندسية، ومهماها متعددة ولكنها تنحصر في العدوان على غزة بـ: تفكيك العبوات الناسفة والمتفجرات، استخدام الروبوتات والمركبات غير المأهولة في المهام القتالية والهندسية، التعامل مع الأنفاق عبر الكشف عنها وتفجيرها، الهدم والتفجير عبر زرع عبوات ضخمة لتدمير المباني والأحياء، تمهيد الطريق للقوات البرية عبر إزالة الألغام والعوائق.
أين ومتى استخدم الجيش العربات المفخخة؟
يرفض الجيش الإسرائيلي الكشف عن تفاصيل الروبوتات المفخخة، غير أن تقريرا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أشار إلى أن الاستخدام الفعلي لها بدأ في شهر آب/ أغسطس 2024، إبان الاجتياح الثالث لمخيم جباليا ومناطق شمال القطاع.
ويضيف التقرير الذي اطلعت عليه “قدس برس” أن الجيش عاد لاستخدام المركبات المفخخة بشكل مكثف في الأسابيع الأخيرة وتحديدا منذ الإعلان عن انطلاق عملية “مركبات جدعون” في أيار/ مايو 2025، في مناطق مختلفة من القطاع وتحديدا في محافظة خان يونس، والأحياء الشرقية من محافظة غزة وتحديدا: الزيتون، الصبرة، الشيخ رضوان، جباليا البلد، جباليا النزلة.
حجم التدمير
بحسب التقديرات الميدانية فإن العربات المفخخة تحمل شحنات من المتفجرات تصل في بعض الأحيان إلى سبعة أطنان، ويؤدي انفجارها إلى تدمير كلي في دائرة نصف قطرها 100 متر، وتدمير جزئي حتى 300 متر.
وبمعنى أخر فإن ثلاث مركبات فقط من هذه العربات، كفيلة بمحو حي سكني كامل بمساحة ملعب كرة قدم.
ويفيد مصدر أمني في غزة لـ”قدس برس”، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم يوميا 15 عربة مفخخة، يقوم بتفجيرها عن بعد وتحديدا في منطقة الشمال الشرقي والجنوبي الشرقي من مدينة غزة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و 231 شهيدا و 161 ألفا و 583 جريحا معظمهم أطفال ونساء، وآلاف المفقودين، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينيا بينهم 131 طفلا.