ما هي أسباب إعفاء وسيم يوسف من إمامة جامع الشيخ زايد بالإمارات؟

سواليف
أثار الداعية الأردني المُجنّس إماراتيّاً، جدلاً واسعاً على المنصّات الافتراضيّة، وذلك بعد إعفائه من إمامة وخطابة مسجد الشيخ زايد، حيث جرى إعادة تكليفه بإمامة جامع الشيخ سلطان بن زايد الأوّل، وهو ما أكّده حساب مسجد الشيخ زايد عبر حسابه في “إنستغرام”، بأنّ يوسف لم يعد إماماً لمركز جامع الشيخ زايد الكبير.
يوسف كان قد غرّد حول إعادة تكليفه بإمامة جامع الشيخ سلطان، إلى جانب أو كما كتب في تغريدته إضافةً لمهامه، في حين قد وجّه شكره للقيادة الإماراتيّة “على هذه الثقة الغالية”، وإعلان يوسف هذا، جاء مُخالفاً لإعلان مسجد الشيخ زايد، والذي قال إنّ يوسف لم يَعُد إماماً وخطيباً للمسجد المذكور.


وجاء تعيين يوسف بإمامة مسجد سلطان بن زايد، بعد هجوم عنيف شنّه وسيم يوسف، على إمام المسجد المذكور سيف الحارثي، حيث تناقش الرجلان حول اختلاف الرؤى في بعض مفاهيم الدين الإسلامي، مما دفع يوسف إلى اشتكائه إلى وزارة الأوقاف، واتّهامه بحمل خطاب عدواني ضدّه، وبعد الشكوى، كان لافتاً تعيين يوسف مكان الحارثي، لكن الأخير اعتبر إعفاء يوسف من إمامة مسجد الشيخ زايد، بمثابة الضربة له.
ومُقارنةً بين أهميّة المسجدين، وإعفاء يوسف من خطابة مسجد الشيخ زايد، فقد اعتبر نشطاء أنّ تكليفه بإمامة مسجد سلطان بن زايد، يأتي تقليلاً من قدره، وانتهاء دوره، فهو سيقوم بالخطابة إلى جانب خمسة آخرين، وبخطبة مكتوبة جاهزة تأتي من وزارة الأوقاف.

وما قبل إعفائه بأيّام، كان يوسف قد ظهر في مقطع فيديو مُصوّر، تحدّث فيه عن الأسباب التي دفعته لرفع نحو 19 قضيّة بمحاكم أبو ظبي تتعلّق بالشتم، والقذف، والسب، وأكّد أنه مُنذ العام 2014 وهو يتعرّض للسب والشتم، وهو ما أجبره للجوء إلى القضاء، بدل أن يُعامل الإماراتيين المُسيئين بالسّب والشّتم، والجدير بالذكر أنّ يوسف قد حصل على الجنسيّة الإماراتيّة العام 2014، وعادةً ما يتعرّض لحملات هُجوميّة، على خلفيّة آرائه الجدليّة الدينيّة، وتتعالى أصوات لطرده من الإمارات، وإعادته للأردن.

ويوسف واحد من الدعاة الشباب، الذين ظهروا بشكلٍ مُفاجئ على الساحة الإماراتيّة، ويعد واحد من المُقرّبين من نظام الحُكم في الإمارات، ويُقدّم نفسه على أنه وسطي، ويُحارب الإسلام المُتطرّف، ويقول مُنتقدوه إنه يخلط الحابل بالنابل دينيّاً إرضاءً للحُكّام، وجرى استخدامه كورقة ضد الإخوان المسلمين، وكانت آخر فتاويه المُثيرة للجدل، تشريعه بناء “الحرم الإبراهيمي” في أبو ظبي، وهو مجمع يجمع الديانات السماويّة الثلاث، الإسلام، المسيحيّة، اليهوديّة في مكانٍ واحد، وكان لافتاً أن البناء الديني هذا المُنتظر الانتهاء منه العام 2022، قد حظي بترحيبٍ واحتفاء إسرائيلي واسع، وهو ما يُعيد التّساؤلات حول انتهاء دوره، أو ارتكابه المحظور الإماراتي.


ومن غير المفهوم، ما هي الأسباب الحقيقيّة، التي قد تكون دفعت الإمارات لإعفاء وسيم يوسف، فمن جهة ظهر وكأنه تفوّق على زميله الحارثي حين أخذ موقعه بعد خلاف ديني معه فوراً واشتكائه له للأوقاف، ومن جهةٍ أخرى فقد موقعه كإمام لأهم جامع وهو الشيخ زايد الكبير بالإمارات، لأسباب قد تتعلّق بظُهوره في مقطع فيديو، واشتكائه “تنمّر” الإماراتيين عليه، وسبّه، وشتمه، وحتى شكواه بتعرّض ابنه للضرب، كونه فقط ابن وسيم يوسف غير الإماراتي الأصل، لكن في كُل الأحوال، بدت المنصّات الإماراتيّة في جلّها سعيدةً بنبأ إعفائه، فيما بدا تقليصاً لحجمه، وصلاحيّاته في البلاد.

المصدر
راي اليوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى