ما فرص بقاء حماس في غزة ونظام الملالي “الاسلاميين”..؟ رؤية تحليلية للتفكر ..

ما فرص بقاء #حماس في #غزة ونظام الملالي “الاسلاميين”..؟ رؤية تحليلية للتفكر ..
ا.د حسين طه محادين*

أولا – المجد للشهداء في عليين والاحترام العميم للصامدين الملتحمين عبر تضحياتهم الباسقة في كل #فلسطين عبر عقود، مع ملاحظة ان الافكار نظريا لا تموت وان ذبلت لكن الانظمة السياسية وقياداتها التي تتبناها قد تسقط كما تعلمنا دروس وقائع التاريخ البشري..فهل نحن متعضون..؟.
ثانيا – بعيدا عن “التخوين” او حتى العواطف والامنيات والتصريحات النارية بالضد من اسرائيل المحتلة والشيطان الاكبر ، وبعيدا ايضا عن الغزل الشعري والرياضات التعبيرية التي نمارسها لفظا كمتابعين ومتظاهرين نحو انجازات حماس عبر عدد محدود الاسرى الصهاينة والامريكان في غزة مقارنة بالتضحيات الجسام والمهولة التي تجاوزت خمسون الفا من ابناء وبنات اهلنا في غزة حيث يخيم الخرس على كل القوانيين والقرارات الدولية التي نتقاذف نصوص الذبلى كلما تعرضنا لعدوان جديد .
وقريبا مما سبق بذات الوقت، من هنا تكمن لدينا ضرورة واهمية الانطلاق هنا في الرصد والتحليل الصريح لواقع ونهايات ما يجري حاليا في كل من غزة وايران معا كجزء مستهدف عسكريا من العمل القائم على إعادة تنظيم الشرق الاوسط الجديد الذي تقوده اسرائيل وامريكا المعولمتان استنادا لاطروحات علم اجتماع السياسة، رغم مرارة وحيادية هذا التحليل وضروراته علميا وسياسيا استنادا الى المعطيات الموجعة التالية:
أ – ان العالم الحالي ذوا قطب امريكي رقمي صهيوني ذو فكر دولاري واحد منذ تسعينيات القرن الماضي اي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق ، بناء على ماسبق وبالترابط معه، لعل التساؤل الواخز هنا هو ؛ الى اي حد اخذت حماس”السنية” هذه الحقيقة في اعتباراتها قبيل واثناء انطلاق 7 أكتوبر المدعوم من ايران “الشيعية” الحليفة لحماس في ظل الخذلان العربي الرسمي لها وللقضية الفلسطينية كما صرح وبرر هذا “التحالف” بعض قيادات حماس لاحقا؛.
ب- رغم معرفتنا بنظرية ضغوطات الواقع الفلسطيني من منظور حماس ، الا ان هذا “التحالف/التعاطف بينهما”حماس-ايران” كان بجوهره مناقضا لحركة التاريخ والوعي العربي المسلم عبر قرون اي منذ عملية التحكيم بين انقسام الاسلام السياسي على يديّ القائدان علي ومعاوية باجتهادي؛ كيف لا..؟ . وإيران ذات ايدلوجية اسلامية سياسية تصديرية لثورتها بقيادة ولاية الفقيه والمرشد الاعلى؛ بينما حركة حماس ذات ايدلوجية اسلامية سياسية ايضا، ولكنها مغايرة كما يفترض لمنطلقات ايران من حيث الاهداف إضافة لبُعد المسافة الذهنية و الجغرافية بين فلسطين وايران ، علاوة على واقع سعي واحقية حركة حماس للتحرير من الاحتلال الصهيوني لفلسطين…بينما ايران تنزع لتصدير ايدلوجيتها عبر القضية الفلسطينة بدليل ماتم من صمتها /تخليها عما جرى ويجري من تصفيات لاذرعها في الاقليم .
ثالثا- اليوم وبعد سنة ونصف لحرب غزة يمكن القول ان حليف حماس “ايران” كانت قوية ومؤثرة اقليميا قبل تدمير حزب الله وسقوط النظام السوري وتنام قصف الحوثيين بأسلحة فتاكة كما يقول ويفعل الرئيسان الامريكي ترامب ونيتنايو اليميني المتطرف كممثلين عن اسرائيل و بدعم امريكي كامل في آن.
وهذه مفارقة مشتركة لافته حماسيا وايرانيا
مفادها انه لم يبق لدى حماس في غزة المدمرة التي يزداد الخناق العسكري والميداني عليها بصورة دامية وسط صمت عالمي موجع حاليا، اقول لم يبق معها سوى ورقة الاسرى الصهاينة الأنية وهي ورقة ستبقى مرحلية وان إمتدت زمنيا، ليطفو التساؤل الاكثر إيلاما وغموض معرفي ؛ ماذا بعد تسليم / تبادل الاسرى..؟.
اما ايرانيا وبعد ان انكفأت بحدودها الداخلية لم يبقى مرحليا لديها – ايدلوجيا وسياسيا- سوى نزوعها المستمر لبناء برنامج نووي مكلف جدا خاص بها قبل ومع إحكام العقوبات الاقتصادية الامريكية مع احتمالية توجيه ضربات عسكرية فتاكة لها اسرائيليا وامريكيا خصوصا وان الملف النووي الايراني سيكون على الطاولة الامريكية الإسرائيلية بما في ذلك انتظار الرد الايراني على رسالة ترامب القاسية الى خامنئي في واشنطن.
رابعا- يجب علينا كمحللين أكاديميين واعلاميين ، اشهار رؤنا الاستشرافية بين يدي صناع القرار والراي العام عموما بما في ذلك منظمة حماس المسلحة في غزة وخارجها إضافة الى ايران التي دعمت /تحالفت ولو ضمنا مع قيام معركة 7 اكتوبر تخطيطا، تنفيذا، ونتائج دامية ولم تقيم علميا للآن.

خامسا-صحيح ان افكار التحرر من المحتل الصهيوني لن تتلاشى بالمطلق لان للافكار اجنحة على حد قول الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد ، لكن الافكار النبيلة لحركات التحرر الوطني دون حماية علمية وعسكرية مدعمة لاستمرارها لن تستطيع هذه الافكار الاشعاع على ابنائها والاخرين ،فالعالم فكرا ودعومات مع الاقوياء وان كانوا ظُلاما للاسف،
وهذه معطيات اخرى ربما لم تؤخذ ربما بالحسبان الاستراتيجي لدى حماس وايران معا..الامر الذي يطرح تساؤلا ختاميا سيبقى مفتوحا على التفكر والحوار بالتي هي اجدى مفاده.. واقعيا وحتى اليوم، ما فرص بقاء ونجاح كل من قادة ايران و جماعة حماس”كأنموذج تحليلي” في ادارة ازمة كل منهما، وما نسب احتمالية استمرارهما بقيادة بلد كل منهما في ظل كل هذا التحالف العدواني الاسرائيلي والامريكي المعولم المدجج بالجيوش الحديثة القاصمة والتكنولوجيا المهولة بتطورها تزامنا مع ذوبان ادوار منظمات الشرعية الدولية والقانون الانساني بالمجمل.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى