“ما علينا مخبّى”

مقال الإثنين 16-9-2019
“ما علينا مخبّى”
الأيام القليلة الماضية أثبتت في الوجه القاطع أن الغلبة الكاملة هي لحجّة مواقع التواصل الاجتماعي وقوّة مستخدميها وليس للطرق التقليدية في مواجهة الرأي الآخر..وأثبتت بالمعية أن العقلية القديمة التي تتعامل مع معطيات عصرية بالغة الدقة والحرفية والوصول ، حتماً ستفشل فشلاً ذريعاً وتتحوّل الى مادة سخرية يتسلّى عليها المنتصرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي..لذا لا يصلح أن تعطي “مصلّح غسالات”..جهاز “تابليت” ليقوم بتصليحه..التركيبة والخبرة والبناء كله أصبح مختلفاً..
**
المعلومة موثّقة ، والبحث عن تفنيدها لا يحتاج إلى أكثر من دقائق..وقد تابعنا كيف عندما استشهد نائب شاب في جلسة خاصة وانفعالية أن أمريكا لا تسمح بنوعين من الإضرابات الا وهما إضراب المعلمين وإضراب الأطباء بعد أقل من دقائق كان فيديو واسع الانتشار يظهر إضرابا للمعلمين قبل سبعة شهور في أمريكا استمر أسابيع.. وفي حادثة أخرى شاهدنا اعترافات حجة “اليانس” على النائب الشاب الآخر الذي أرسلها للاحتجاج على إضراب المعلمين وأن تدّعي أن بناتها في المدرسة قد تضررن من اضراب المعلمات بينما تبيّن أن بناتها يدرسن في مدارس وكالة الغوث وليس في مدارس التربية والتعليم..كما أظهرت مواقع التواصل بعض الطلاب الصغار وهم يدلون باعترافات كيف تمت دعوتهم وتحضير باصات إحدى الجماعات لهم وكل ذلك كان موثقاً بكاميرات المراقبة..ناهيك عن الأخطاء المهنية لبعض مراسلي القنوات الفضائية وانكشاف تحيّزهم خلف الكواليس مع طرف ضد طرف..وربما آخر انتصارات مواقع التواصل ، تجديد جواز سفر لشخص مطلوب للقضاء فار خارج البلاد، وانكشاف أمر هذه الفضيحة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ،حتى الجهات المعنية اعترفت أنها عرفت عن التجديد من “الفيسبوك”…كل هذا يدل أننا صرنا في زمن “ما علينا مخبّى” ، المعلومة لا يمكن تزويرها ، أو تسويقها اذا كانت مفتعلة أو إخفائها إذا كانت فاضحة..لذلك وجب التعامل مع الناس بشفافية مطلقة ،وصدق إلى أبعد الحدود..المنجنيق لا يمكن أن تواجه ال B52..الحياة تتغير وأساليب التعاطي تتغير أيضاَ..سأقرب الصورة أكثر لمن يدير الدولة في هذه الأثناء..تخيّلوا الوطن مسرح، ومن شدّة الإضاءة والانكشاف والوضوح والمراقبة والكاميرات المسلطة في المسرح من يجلس في الصف الأخير من مسرح الوطن يستطيع ان يشاهد نقطة الزيت الواقعة على الجهة الشمال من بنطال عازف “السيكسفون” في الصف الرابع من الأوركسترا الحكومية..
وصلت الصورة؟!!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. شكلها ياخال زي فاردة الطرشان و العميان و البكم ( مع كل الاحترام لذوي الاحتياجات الخاصة), اللي بيقدر يحكي مش شايف اشي واللي بيشوف بيقدرش يحكي حتى لغة الإشارة تتعطل.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى