سواليف
خلال سفر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى أي منطقة أو دولة، فإننا نُلاحظ حرصه على أخذ حقيبة جلدية سوداء اللون ترافقه على متن الطائرة وخلال الرحلة. فالكثير من الصور والفيديوهات أظهرت أحد حراس الرئيس الأمريكي يحمل الحقيبة المريبة خلال سفر الرئيس. فما هو سر هذه الحقيبة السوداء التي تتبع الرئيس الأمريكي أينما ذهب؟
Nuclear Football Case أو حقيبة كرة القدم النووية هو ما تُعرف به الحقيبة الجلدية السوداء التي يحملها حراس الرئيس الأمريكي الشخصيين خلال أسفاره ورحلاته، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة بيزنس إنسايدر. وتحتوي الحقيبة على أوراق بالغة السرية قادرة على السماح للرئيس الأمريكي بإعطاء الإذن بتنفيذ هجوم نووي أثناء كونه بعيدًا عن مراكز القيادة الثابتة مثل غرفة العمليات في البيت الأبيض.
رسميًا، فتُعرف الحقيبة باسم President’s emergency satchel، أو حقيبة الطوارئ الرئاسية. وعادةً ما يتم حمل الحقيبة من قبل أحد المساعدين العسكريين الخمسة الذين يُرافقون الرئيس خلال رحلاته وأسفاره. ووفقًا للمدير السابق للمكتب العسكري في البيت الأبيض Bill Gulley، فإن الحقيبة السوداء لا تحتوي على زر أحمر اللون يُنذر الضغط عليه ببدء إطلاق القنابل النووية من كل مكان! إنما تحتوي الحقيبة على أربعة عناصر بالغة الأهمية، وهي:
كتاب أسود مكون من 75 صفحة يشمل خيارات توجيه ضربة نووية انتقامية مطبوعة بالحبر الأحمر.
كتاب أسود آخر يحتوي على قائمة بالمواقع السرية لإيواء الرئيس خلال تنفيذ الهجوم النووي.
مجلد مانيلا يحتوي على 10 صفحات من التعليمات حول كيفية تشغل نظام البث الطارئ.
بطاقة تحتوي على رموز مصادقة.
أحيانًا، يُلاحظ وجود هوائي خارج من الحقيبة، ما يُشير إلى وجود معدات اتصال داخل الحقيبة.
أما كنية الحقيبة السوداء فهي “دروبيك”، وهو اسم مشفر يُطلق على خطة الحرب النووية السرية، وفقًا لوزير الدفاع الأمريكي السابق “روبرت ماكنمارا”. أما عن حملة الحقيبة، فهم مرافقون عسكريون خضعوا لتدريبات خاصة للتعامل مع الحقيبة وحملها وإدارة الهجوم النووي خلال دقائق بعد إنهاء الرئيس لكافة إجراءاته.
ودائمًا ما يحرص الرئيس على أخذ الحقيبة إلى أي مكان وتكون برفقته في طائرته الخاصة، الهيلكوبتر، السيارة، حتى في المصاعد تبقى جنبًا إلى جنب مع الرئيس. أما عند تواجد الرئيس في البيت الأبيض، فإن الحقيبة تُحفظ في مكان آمن داخل البيت الأبيض، وفقً لوكالة أسوشييتد برس.
وكان أول ظهور للحقيية السوداء المميتة خلال عهد الرئيس الأمريكي كينيدي، وذلك بعد وقتٍ قصير من أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962م. فقد أصبح واضحًا لكبار ضباط الأمن الوطني أن الرئيس يحتاج إلى الوصول إلى خطط الحرب النووية وذلك بعد طرح الرئيس أربعة أسئلة خلال اجتماعٍ لمجلس الأمن القومي. هذه الأسئلة كانت:
السؤال الأول: على افتراض أن معلومات من مصدر موثوق تستنتج أن الولايات المتحدة يجب عليها أن تشن هجوم نووي فوري ضد الكتلة الشيوعية، هل ملف العمل الطارئ JSC سيسمح لي بالشروع في تنفيذ الهجوم دون التشاور مع وزير الدفاع و/أو رؤساء الأركان المشتركين؟
السؤال الثاني: أعلم أن الزر الأحمر في هاتف مكتبي سيصلني مباشرةً بلوحة مفاتيح وكالة الجيش في البيت الأبيض WHASA، وهذه اللوحة ستصلني بغرفة الحرب المشتركة، فإن تحدثت مع غرفة الحرب المشتركة دون منحهم إشعار مسبق، فمع من يُفترض أن أتحدث لتنفيذ الأمر؟
السؤال الثالث: ماذا يُفترض أن أقول لغرفة الحرب المشتركة لبدء تنفيذ ضربة نووية؟
السؤال الرابع: كيف يُفترض للشخص الذي يتلقى الأمر مني أن يتحقق من الأمر؟
وبعد 53 عامًا على إقرار الحقيبة السوداء للرئيس الأمريكي، تبقى هذه الحقيبة تُمثل قوة عسكرية لا تُصدق ومسؤولية هائلة تتبع للرئيس الأمريكي في اتخاذ قرارات عسكرية حاسمة ومصيرية في هذا المجال.