ما رد دولة الرئيس السحري
بصراحة أكون في قمة إستمتاعي وإنبساطي عندما اُشاهد وأستمع للمسؤل الاردني وهو يتحدث عن الآمال والطموحات والمستقبل وكيف سيكون قادمه جميل وعن المشاريع الذي سيُنفذها والخطط الذي سيدرُسها والأحلام الذي سيُحققها. طبعاً كل ما سبق من كلمات يُصرح بها هذا المسؤل إعتمادها الوحيد على المارد السحري الذي ينتظر خروجه من فنجان قهوته المسائية وهو جالس في مكتبه يفكر بالخطط ويرسم الإستراتيجيات, وكل ما يرسم إستراتيجية وفيرة الفوائد على المملكة ينعوجُ الخط قليلاً ويسقط القلم من بين يديه قبل سقوط قلبه من حزنه الشديد على ما حصل من ضياع فكرة المخطط الذي تعب على التفكير به وبرسمه, وكل ذلك كان بسبب الخط الذي أصابه خلل الإستقامة ولكن لأن المسؤول الاردني دائما ما يكون مستقيماً في كل شيء فإنه لا يرضى أن يكون عوَجياً في خططه الذي يرسمها على الورقة. ليأتي هنا دور المارد السحري الذي يخرج على المسؤل كلما ضاقت عليه أفكاره ليُفرجها عليه في إعطائه الحلول والأفكار الخيالية دون أن يساعده في تطبيقها وفي ذلك حكمة منه للمسؤل بأن يعتمد على نفسه في التنفيذ بعد أن إستلم الفكرة. ومن الطبيعي أن تكون أفكار المارد السحري بمستوى قدرته هو لا بمستوى قدرة وعقلية هذا المسؤل فيُسارع والسعادة تغمرهُ غمر برميها بتصريح في وجه الرأي العام الاردني دون أن يدرسها من كل جوانبها ويقيسها على حجم إستطاعة خزينة الدولة التي تفكر بآلية رفع الدعم عن رغيف الخبز لا بكيفية التصرف بفائضها المالي.
تماماً كما حصل مع رئيس الوزراء الذي كان يجلس في مكتبه ويفكر بكيفية إخراج نفسه من مأزق الواقع الذي وضعها فيه, فلحسن الحظ كان مارد دولة الرئيس السحري عبقري ومميز لدرجة أنه يستحيل علينا وصفه بكلمات. هذا المارد الذي لم يُهن عليه حال دولته الذي كان فيه, فما كان منه إلا أن سارع إليه بعد أن سأل الأخير عن ما به ولماذا الهمُ والقلق الواضح على ملامحه إلا أن وجد له سبيل الهروب من قديم الفشل إلى جديد الخيال, ولأن دولته يبحث عن أي حل يخرجه مما هو فيه قد تعلق بالفكرة كما الذي يتعلق بقشه إذ إقتنع بالفكره وصدقها وفرح بها كثيراً وخرج من بؤسه وفتح التلفزيون على قناة كانت تعرض بالصدفة اغنية الملكة أحلام”نجحنا والله وفقنا” وما صدّق دولته متى ينجلي الليل وتشرق شمس يوم الإختراع الجديد ليخرج والسعادة تغمرهُ غمر ويرميها في وجه الرأي العام.
جميلة لنا الفكرة كشعب ومتمسكين بها وسنكون معك إليها, إلى العاصمة الجديدة إن لم يُرافقنا فيها المسؤلين القدامى..جميلة الفكرة وستكون العاصمة أجمل إن خلت من الفاسدين, أن وجدت فيها العدالة, إن لم تكن حاضنة لقرارات تمس الفقير ولقمة الجائع.
يا الله كم هي جميلة أفكاركم في التصريحات الإعلامية….ولكن في الواقع بشعة جداً وصدقاً أنها تُخيفنا كباراً قبل الصغار…