.الدولار

[review]منذ سنوات طويلة وحتى منتصف أيلول الماضي، كان يصنّف الوصف دولار في خانة المديح والمبالغة في جودة ومكانة الشيء الموصوف، فالدولار عادة ما يطلق على : السلعة الجيّدة، وسرعة التداول في السوق، وعلى الرجل الغني، وعلى اللحية الغانمة شروا السامعين.مثلاً: إذا ما أردت أن تشتري ماكنة حلاقة من بائع بسطة، وسألته عن جودتها وكفاءتها وأنت طاعج على ركبة ونص أمامه، فإنه سيبادرك بالجواب: على عاتقي زي الدولار..(الدولار هنا دليل على الكفاءة العالية).وإذا أردت أن تشتري صوبة غاز صينية وأردت التأكّد من الإقبال عليها بشكل جيّد من قبل الناس فإن البائع لن يتردّد في وصف مبيعاتها ماشية دولار.. والدولار هنا دليل على :(سرعة حركتها والطلب عليها في السوق).حتى لو عرض عليك أحدهم أن تشاركه في ملبنة، وأردت أن تتأكد من وضعه المالي من خلال صديق مشترك فإنك ستجد من يقول لك بأن فلاناً وضعه دولار.. و(الدولار هنا يعني الثقة المادية).في حالات المصاهرة أيضاً، إذا تقدّم أحدهم لخطبة فتاة، وقام أهل الفتاة بالسؤال عن ذلك الشاب ..فإنهم لن يتردّدوا لحظة واحدة بقبوله صهراً جديداً إذا ما وصلتهم تطمينات بأن الشاب وضعه دولار ..والدولار هنا يعني (الرزانة والمكانة الاجتماعية العالية).الأمر اختلف بعد الأزمة المالية الأخيرة، فالدولار يوم فوق وعشرة تحت، ولم يعد يصنّف بالضرورة في خانة المديح لأنه لم يعد يحتفظ (بالكفاءة العالية) ولا (بسرعة حركته ولا بالطلب العالي عليه)، ولا(بالثقة المادية) ولا (بالرزانة النقدية والمكانة العليا بين العملات) أيضاً.. لذا من الممكن جدّاً أن نسمع احدهم يقول مشفقاً على أبي يحيى : والله اسكت أبو يحيى وضعه زي الدولار أي أصبح في الحضيض.شخصياً لم استخدم وصف الدولار لا في المديح ولا في الذم طيلة حياتي ..بل كنت أختار تصنيفاً محايداً، يقبل أكثر من تفسير لدى السامع إلا وهو: زي الليرة…ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى