ما جرى في ذيبان
بحاول أفهم لماذا تعتقل الدولة مجموعة ناشطين، وتوتر الاجواء، وتعطي ذريعة اكبر لخروج الناس للشارع، وهل ضبط السقوف يكون بهذه الطريقة فقط؟!!
اسئلة مفتوحة، راودتني وانا استمع لكلمة نارية ألقاها الشيخ سالم الفلاحات، تعقيبا على اعتقال الناشطين، فالمتحدث حكيم، لكن الغضب كان منسوبه مرتفعا.
نقيب الصحفيين راكان السعايدة كتب تعليقا على احتكاكات ذيبان بين المعتصمين والدرك قائلا: «طريقة تعامل الدولة مع الحراكيين والناشطين يجب ان تكون سياسية لا أمنية، ارسلوا لهم من يستطيع محاورتهم.. !!».
هناك ازمات في البلد، اشدها بأسا الحالة الاقتصادية، ويعتقد الناس –بغض النظر عن صحة الاعتقاد– ان الدولة مسؤولة عن ذلك وانها تقسو على المواطن بحجة الازمة.
في هذا السياق يجب ان تتحمل الدولة بعض النرفزات، بل يجب ادارتها بحكمة وهدوء، معتمدة على اداة الحوار وحدها دون غيرها.
لسنا بحاجة الى اختلاق ازمات وبؤر توتر، بل على العكس، اللي فينا بكفينا، ونحن احوج ما نكون الى تفاهمات اجتماعية، وتفهمات وطنية، تجعلنا اقرب الى بعضنا البعض.
ليس صحيحا ان التخويف واعتقال البعض يجذر هيبة الدولة، بل الحوار والاحتواء من يفعل ذلك، ثم الاستقامة والعدالة تفعلان اكثر واكثر.
نريد ان ننضبط جميعا، ان نفهم كم اللحظة التي تمر بها البلد دقيقة وصعبة، نريد ان نعي ما المطلوب من الجميع، لنفعله بهدوء، قبل ان تخرج الاشياء عن اطوارها.
اتمنى ان تنتهي ازمة الاعتقالات، بسرعة، فالدولة القوية لا تحبس اولادها، بل تحاورهم، وتتحمل انفعالاتهم، فكلما اتسع صدر الدولة كلما ساندها المجموع.