ما بين نهضة أمي ونهضة الرزاز
شبلي العجارمة
مفهوم النهضة بکل أبجدياته البسيطة لدي أنا القروي الحالم بالحرية والرخاء وزمرة حکومة مخلصة بمعنی _”ولاد بلد صح” _ في شعبياتنا مجموعة من فرشات الصوف واللحف المرقعة والحرامات الکالحة علی بساط خشبي مستطيل ذو أربع أرجلٍ يسمی المطوی .
ذات صباح من صباحات جنديتي ذهبت لوالدتي في منتصف الشهر لطلب خمسة دنانير علی سبيل التسليك ,فقالت لي ;”يمة فوت علی الغرفة الجوانية وقبالك تلاقي المطوی بوجهك تزيح الجلال الابيض عن النهضة وتعد من فوق لتحه لحافين وحرام ازرق وفرشة علی القرنة اليمين تمد ايدك لنص النهضة تلاقي صرة سمرة جيبها ولا تحلها “.
قبل أيام ومن دوشة خطابات الدکتور عمر الرزاز بلعاعة النهضة ولهاية النهضة ,دعاني الفضول لمعرفة هذا المصطلح وجذره اللغوي والشعبي ,فکل شيء مهما تشعب وأخذ مصطلحات مغايرة لما تم تداولها لا بد من عودتها للأصل والجذر ,فذهبت لأمي لطلب مبلغ خمسين ديناراً بحجة اضطراري ونسياني لمحفظتي ببيتي ,فقالت لي نفس الحکاية التي کانت قبل خمسة عشر عاما ولکن فقط ما اختلف هو تغيير مکان المطوی بنهضته من الوجه المقابل لليمين .وقد طرأ تغيير علی ألوان الکساوي للحف والفرشات ناهيك عن تضخم نهضة أمي بسبب هدايا أصهارها وصديقاتها وتم تطوير مطوی النهضة بجديد ذو جوارير وأدراْج وخزاٸن ,ولکن لا زالت قاصة أمي تحت زوايا النهضة بصرتها السمراء المبارکة.
دخلت لا أريد الخمسين ديناراً ,دققت في نهضة أمي فوجدتها قد رتبت الفراش بلحفه وفرشاته وحراماته بطريقةٍ فقهية فيزياٸية رياضية وشعرية هندسية.
فقد رتبت الفرشات ذوات السماکة والوزن الأثقل من الأسفل علی وجه المطوی ثم الأخف فالأخف للأعلی مراعيةً أمي تناسق الألوان للقماش مع زوايا هندسية مع التدرج بحمل النهضة أقصد الفرشات نحو الحاٸط حتی لا تنهار علی طفل أو تقتل أمي کما قتلت مکتبة الجاحظ مٶلفها ابن بحر .
حاولت زعزعة نهضة أمي لنقد عيوبها وکشف هشاشتها والاطمٸنان لرصانتها لکن يدي تألمت ونهضة أمي لم يتحرك منها خيط واحد.
الدکتور عمر الرزاز تعاتبك أمي وربما ستقاضيك علی سرقة مصطلح من مرتکزات البيوت القروية والشعبية ولم تحسن ترجمته لحيز الواقع , وبتهمة التقليد لمنتج لديها وقريناتها من العجاٸز براءة اختراع کونية ,کمٶلفات مٶنس ومنيف الرزاز الثقافية .
دکتور عمر الرزاز بعد وساطتي لك عند أمي تقول لك إما أن يلغي الرزاز هذا المصطلح من خطاباتك أو تبيعك نهضتها ولکن بلا مطوی !.
