ما بين الباص السريع والمترو
زهير عبدالله البلاونه
اخيرا وصل #الباص #السريع الى محطته الاخيرة بعد انتظار لاكثر من احدى عشرة عام وتعاقبت على المشاركة بهذا الانجاز اثنا عشرة #حكومة، رغم تسميته بالسريع لكنها مفارقة كبيرة جدا نظرا لطبيعة سير الإجراءات في تنفيذه وكذلك ومفارقة كبيرة بالنظر لسرعة أدائه على ارض الواقع.
يكاد أن يكون هذا #المشروع الأكثر عرضة للنقد بين المواطنين والاكثر اثارة للجدل ، اطلق مشروع الباص السريع في العام 2009 من أجل التخفيف الضغط المروري في مدينة عمان، والحد من استخدام السيارات الخاصة، وبناء نظام سير عام مقبول، إلا أن المشروع واجه انتكاسات كبيرة متتابعة، فقد توقف العمل به بين العامين 2011 و2017. وفي الأعوام الثلاثة التالية، تم إطلاق ثلاثة وعود، وبواقع وعد سنويا، من أمانة عمان الكبرى، بإنهاء أعمال البنية التحتية للمشروع
لا اعرف كيف فكر وخطط صاحب القرار في مثل هذا مالشروع الذي اقفل ابواب الاقتصاد والسياحه في عمان لاكثر من 11 عام وخسرت الشركات والافراد مئات الملايين وخسر الالاف وظائفهم نتيجة سوء التخطيط وفي النهاية ولد باص لا يختلف عن الباصات الاخرى سوى بالية الدفع بالمختصر “باص بدون كنترول” لم نجد فيه سرعة او اختصار لوقت او تخفيف للازمة المرورية
لماذ لم يفكر صاحب القرار بعمل شبكة مترو على مستوى الوطن وليس عمان فقط، بالرغم انها فكرة مطبقة وناجحة في دول العالم الاول وفي الكثير من دول العام الثالث منذ عشرات السنين، المترو قادر على خفض الازمات المرورية الى الربع والحد من التلوث والانبعاث الكربوني بشكل كبير ويوفر مئات من فرص العمل.
ولنا مثال في مشروع مترو دبي اذا ينقل هذا المترو 200 مليون راكب سنويا يعني دخل سنوي يفوق 750 مليون دولار ويعمل بالطاقة الكهربائية تمكن مترو دبي من تخفيف حدة الازدحام المروري، وتخفيض الوقت المستغرق أثناء التنقل بالمواصلات، وتخفيف التلوث الناتج عن وسائل المواصلات الاعتيادية تم تنفيذه بالرغم ان دبي
ما هو التحدي في ان يكون لدينا مترو بديلا عن مشروع الباص السريع طالما اصبحت البنية التحتية له شبه جاهزة بفعل توفر الطرق والمساحات ومواقف سيارات المخصصة لادارة وتنفيذ مشروع الباص السريع؟؟ بحيث يصبح لدينا في المستقبل شبكة مترو تغطي بقية المحافظات.