ما بعد #الحرب_الاخيرة
د. #عبدالله_البركات
بغض النظر عن من سينتصر في #الحرب #الروسية #الاوكرانية فلن يكون هذا الانتصار حاسماً. وسيدعي كل طرف ذلك الانتصار. لن تهزم روسيا هزيمة ماحقة لأن ذلك سيؤدي الى حرب نووية ولن يهزم النيتو هزيمة ساحقة لنفس السبب. قد يصعب تصور الوضع النهائي ولكن يمكن تصور هدنة طويلة الامد يقبلها النيتو اذا شعر بالخطر من ان يفقد بوتين صوابه.
الأهم من ذلك هو شكل العالم بعد هذه الحرب. فقد تطايرت شظايا منظمة التجارة العالمية مبكرا الى غير رجعة . وتقرر بما لا يدع مجالا للشك انه لا يجب الاعتماد على الغير خاصة في الغذاء والدواء والطاقة. حتى صديق اليوم لا تدري حاله غداً ولو كان الولايات المتحدة نفسها. ورغم الاجماع الأوروبي على حرب روسيا فهناك انشقاقات طولية وعرضية في القارة العجوز. فليست كل الدول تستطيع الاستغناء عن الغاز الروسي بنفس الدرجة. كما ان اليمين المتطرف داخل الدولة الواحدة لا يتحمس كثيرا لعداء روسيا. سيتعزز الانقسام العالمي وسيزداد النيتو توسعاً. وستعيد الدول حساباتها بناء على المواقف من الحرب. ستسرع الصين سعيها لضم تايون بعد ان ترى ان الحرب انهكت الغرب وقللت من شهيته للتدخل في صراع اخر، خاصة ان تايون ليست كاوكرانيا لا قربا ولا حضارة ولا موقعاً استرايجياً. كما ان الصين احق بتايون من روسيا باقاليم اوكرانية. والصين اقوى من روسيا اقتصاديا وعسكريا.
ستعيد الدول المتقدمة والغربية منها خاصة تحسين علاقاتها مع دول العالم الثالث التي لديها المواد الخام او ستعود عصا الاستعمار المباشر اذا لم تنفع الجزرة.
سيكتشف الغرب ان الاسلام ليس هو العدو الحقيقي او الاول وان الخطر الحقيقي يوجد في الداخل الاوروبي. وان الغرب خدع نفسه في افتراض ان الاسلام السياسي هو العدو الوحيد.
هذه قراءة عاجلة للعالم ما بعد الحرب الاخيرة.
أرجو ان اسمع تعليقاتكم واختلافاتكم وموافقتكم واضافاتكم على هذا المنظور. تحياتي