ما الفرق بين اللاجئين والجلوات العشائرية ؟! / نصر شفيق بطاينه

ما الفرق بين اللاجئين والجلوات العشائرية ؟!

عند وقوع الحروب سواء كانت بين دول او الحروب الاهلية داخل الدولة الواحدة ينتج عنها خسائر مادية وبشرية كبيرة اهم هذه الخسائر ان السكان المدنيين غير المشتبكين في هذه الحروب يضطروا الى الهروب من مناطق سكنهم الى مناطق اكثر امنا سواء داخل بلدهم او الى بلد مجاور اذا امكن فيتركوا بيوتهم وممتلكاتهم التي تصبح عرضة للنهب والسلب ومأوى الكائنات الاخرى …. ويحملوا معهم ما خف وزنه لسهولة الفرار او التنقل , ليبدؤوا حياة جديدة كلها معاناة بانتظار الفرج الذي وقد يطول الامر الذي يغير مسار حياتهم …هذا هو نتاج الحروب عقوبات مباشرة او غير مباشرة على الآمنين المدنيين الذين ليسوا طرفا في الصراع او الحرب …
بالمقابل هناك حرب اخرى تقع ينتج عنها لاجئون يجبروا على الخروج من مساكنهم ويحملوا ممتلكاتهم قدر الامكان واطفالهم الى منطقة اخرى داخلية واحيانا خارجية مستدركا ان اللجوء في الحالة الاولى في الغالب يكون اختياريا ولكن خوفا على حياتهم يهربوا اما في الحالة الثانية فهو اجباريا وقسريا كيف ؟ عندما يقتل شخصا ما شخصا اخر عمدا او بطريق الخطأ ينتج عنه فورة دم عشائرية تطالب بمحو اهل القاتل عن وجه الارض اذا امكن قد يعتقد البعض اني ابالغ ولكن مشوها بعد صفنة عصبية جاهلية عربية كل واحد مع نفسه ….ففي العادات العربية الاردنية يجب على اهل القاتل ان يجلوا اي يرحلوا بتشديد الراء الى منطقة اخرى خوفا من ردة فعل اهل المقتول التي لن تبقي ولا تذر انتقاما لشرف المقتول فينضم هؤلاء الى مخيم لاجئين ويبدؤوا حياة جديدة مليئة بالمعاناة وتشويش المستقبل لديهم وربما يولد الحقد لدى البعض سواء على الدولة او على نظام العشائر او على اهل القاتل وقد تحدث جريمة اخرى كرد فعل على ما جرى من ترحيل قسري ….
بالله عليكم يا سادة يا كرام وبشرفكم وبصلاة النبي عليكم من جميع الاطياف أليس هذا تهجير قسري كترحيل اللاجئين من مناطق الحروب ما الفرق بين هذا وذاك ؟
وما الفرق بين ما تمارسه سلطات الاحتلال من ترحيل قسري للمقدسيين والفلسطينيين بشكل عام واقتلاعهم من بيوتهم وارضهم , قد تختلف الاسباب ولكن الاسلوب والنتيجة واحدة شئتم ام ابيتم …وهي مشابه للجلوات العشائرية …
وبالمناسبة وبما ان الحديث عن الجلوات العشائرية واللاجئين وهم واحد لماذا لا تفكر الحكومات في عمل مخيمات او مدينة مصغرة تستضيف الجلوات العشائرية توفر فيها جميع الخدمات الاساسية وتقدم حتى انتهاء فترة اللجوء او الجلوة بدل الانتشار العشوائي في كل المناطق بما يشكل عبئ على الاسر والاطفال اذا كان الامر سيستمر على هذا المنوال والحكومات ترضخ لهذا الفعل المبالغ فيه , ومما يشكل سبق نتفاخر فيه بين الامم ..من العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب الجديدة وهي العرب الهاملة التي تحدثنا عنها في مقال سابق…
أليس هذا اجراء كان في عهد الجاهلية ولكن في ظروف حياتية مختلفة ونحن الآن مسلمين ونتغنى بالإسلام ولا نزال نطبق الجاهلية بحذافيرها ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما ) الم يفرض الله القصاص على القاتل لوحده ؟ وأحب ان أذكركم وأحيطكم علما يا من تدعون الإسلام ان هناك آية في القرآن الكريم تقول ( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) لماذا تؤمنون بآيات الصلاة والحج والزكاة والمعروف والجيران وقصص بني اسرائيل وانهم سوف ينتهوا في سورة الاسراء وتأكلوا وتشربوا عليها عصائر وقصة يوسف وتؤمنوا بالآية التي تقول في الصدقات ( والعاملين عليها ) وهي أكثر آية مطبقة …ولا تؤمنوا بالآية التي تقول ( ولا تزر وزارة وز اخرى ) هل هذه الآية تختلف عن باقي الآيات والايمان فيها غير واجب ما هذا ( كيف تحكمون ام لكم كتاب فيه تخيرون ) اعتقد ان الاسلام والقرآن وحدة واحدة ولا يتجزأ …
كلكم يتفاخر بامتلاك اخر موديل سيارة أو تليفون او كمبيوتر ومشترك بالفيس بوك والتويتر والأنستغرام ويؤمن بهم جميعا ويعتقد انه يواكب تطورات العصر التكنولوجي ولكنه لا يواكب التطور في ان الجلوات العشائرية لا تناسب هذا الزمان واصبحت من الماضي بئس التطور في الادوات وعدم التطور في العقول والتفكير …
عشرات الاسر جلت عشائريا ومئات الافراد طردوا من منازلهم تحت عنوان الجلوات العشائرية والصحيح هجرت قسرا تحت ذرية حمايتهم من طيش الغوغائيين في كل عشيرة بعض الجلوات فاق عددها 1300 شخص وغيرها زادت عن 500 شخص واكثرهم أطفال وطلاب مدارس ونساء… الامر الذي من واجب الاجهزة الامنية حمايتهم وممتلكاتهم في موقعهم ومحاسبة الجاني أيا كان موقعه وعمله , ( واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) نقرأها في القرآن ونشتم وننتقد من فعلوها , طيب ما بالكم اذا سئلتم عن اطفال الروضات والمدارس الذين يهجروا والاطفال حديثي الولادة تأخذوا عبوات الحليب من افواههم او ما يسمى باللهاية او لعبهم وتقتلوا الفرحة في وجوههم وتبعدوهم عن اقرانهم في الصف بحجة الجلوة العشائرية أليس هذا ظلم ما بعه ظلم واشد من جريمة القتل التي حصلت , كيف يتم معاقبة المئات بجريرة فعل شخص طائش أزعر أو هامل أو ما شابه …كيف يتم معاقبة دكتور في جامعته او رئيس جامعة مقابل هذا الهامل وقد يكون المعاقب شخصية كبيرة ومسئولة في الدولة هل هذا الأمر يستقيم يا أهل الاسلام والعروبة ويا دولة القانون والقضاء العادل ؟؟
ويا ليت الامر وقف عند هذا الحد فقد ظهرت في الآونة الاخيرة ممارسات مثل حرق بيوت وممتلكات اهل الجاني الذين قضوا سنوات عمرهم في توفيرها ليأتي هامل يولع فيها النيران ليثبت همالته ببطولات زائفة واذا بحثت في الامر تجده لا يعرف القتيل وانه على خلاف معه او انه غير معترف به لديه ولكنه الآن كقميص عثمان ..وممارسة اخرى ما ان تقع الجريمة حتى يبدأ اهل المجني عليه بإغلاق الطرق وحرق الاطارات , لماذا ؟ قال لان الاجهزة الامنية لغاية الان لم تقبض على القاتل وعملية القتل لم يمضي عليها ساعة من الزمن وكأن الاجهزة كانت ترافق القاتل او شاورها في الامر وكأن الاجهزة تملك قدرات النبي سليمان …لا حول ولا قوة الا بالله …
اسمحوا لي ان اضع الاصبع على الجرح انه الوجه الآخر للإنسان انه الوجه البشع انه قلة الدين مع ادعائنا اننا نلبسه انه قلة الأخلاق بتفاصيلها من مروءة وشهامة انها ….ان تعاقب طفل رضيع أو أكبر قليلا بذنب ليس ذنبه يا أمة الاسلام ….
هناك قضايا جلوات عشائرية قائمة منذ سنين طويلة بانتظار الفرج يعاقبوا سنين طويلة فقط لإرضاء غرور وشيطان ونزق البعض من اهل المجني عليه والمشكلة انك تراهم في الصلوات والجمع والندوات ويقفوا مع من يقف على الدواوير يطالبوا بحقوق الانسان تصوروا يطالبوا بحقوق الانسان من الحكومة وهم الذين رفشوا كل حقوق الانسان في الجلوة العشائرية …
بعد ان ضرب عبد الرحمن ابن ملجم سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه على رأسه يريد قتله وتم القبض عليه وحكى له قصته طلب من اولاده ان يحتفظوا بأبن ملجم حتى اذا شفي رأى رأيه فيه وقال لهم انه مات اي سيدنا علي فعليهم قتل ابن ملجم فقط ولا يعملوا في رقاب المسلمين ثأرا لأبيهم هذا هو علي بن ابي طالب وقوله وفعله فدلوني على من قتيله يساوي أو يوازي سيدنا علي بن ابي طالب في قدره ونسبه وموقعه من الاسلام , من لديه ذلك فليطلب الجلوات العشائرية ثأرا …
هناك الكثير للكلام عنه ولكن بالمقابل هناك بعض المحطات المضيئة في هذا المجال فبعض العائلات كانت معتدلة في طلباتها بهذا الخصوص واخر حادثة تحترم وتقدر من احد المكلومين في ابنه رفض اجلاء اي شخص من عشيرة الجاني واكتفى بالقصاص عن طريق القضاء نشد على يده ومع ان الاعلام لم يركز كثيرا على هذه الحادثة التي يجب ما كانت ان تمر دون اعلام كبير ونشرها في كل منطقة حتى تصل الى كل شخص في الوطن وما كان من احدى المنظمات الانسانية الا تكريمه مشكورة ولكن كان لا بد من تركيز الضوء عل هذه الحالة بشكل كبير …
نطلب ونرجو من الاعلام ان يركز على هذه القضية ويعقد الحوارات والندوات المستمرة حتى ولو تكررت في أكثر من وقت وأكثر من وسيلة اعلام لأنها قضية مهمة جدا مثلها مثل قضايا الفساد التي يناقشونها كل يوم مع انها قضية تأخذ ابعاد الفساد في بعض الجوانب ….
ونطلب من القضاء والاجهزة الامنية سرعة التقاضي واصدار الحكم على المعتدي في اسرع وقت ممكن حتى يهدأ بال اهل المجني عليه ولم يبق لهم حجة للتسلط …
يتم في هذه الاثناء حسب الاخبار في وزارة الداخلية التحضير لمؤتمر وطني يناقش هذه القضية للتوقيع على وثيقة شرف او ما شابه هذا لا يكفي يجب ان يأخذ القانون مجراه على الجاني فقط ولا غير وان لا يعاقب المئات في سبيل مقتل شخص واحد …وان يكون شعار المؤتمر وبالبنط العريض ( ولا تزر وزارة وزر اخرى ) وتكتب في كل متر مربع في مكان انعقاد المؤتمر وتكتب على كل متر مربع على مساحة الوطن وتكتب على كل مقعد من مقاعد الاجتماع وتوزع برشورات الى كل مواطن في الوطن تذكره بأن هناك اية في القران الكريم نصها ( ولا تزر وزارة وزر اخرى ) …
قد يكون في المقال بعض الكلام القاسي والاستفزاز واردته كذلك لا ستفز واحفز كل الجهات على ان ما نفعله خطأ وخطيئة وان نخرج الجانب الخير الطيب من داخلنا وان ننظر الى الامر بعين ونظرة مختلفة صافية رحيمة …
حمى الله الوطن واهله من كل سوء وجلوة ظالمة وكل عام وانتم بخير .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى