
ما الذي يريده بومبيو من الأردن؟
ان تكون الاردن من بين الدول الثلاث التي اقتصرت زيارة وزير الخارجية الاميركي للشرق الاوسط عليها، هو مؤشر على حمولة حقيقية يحملها الرجل لنا، واخشى ان تكون غارقة في السلبية.
لا اؤمن بما قيل في المؤتمر الصحفي الذي جمع بومبيو بأيمن الصفدي، تحديدا قصة حل الدولتين، فالزيارة تحمل اخبار اخرى، ولا سيما في ملف القضية الفلسطينية.
وما نرجوه، ان يكون الاردن قد قالها بوضوح لبومبيو، بأن واشنطن تمارس قفزة في الهواء الفلسطيني، وانها بسلوكها الانحيازي الايدلوجي لإسرائيل ستقود المنطقة لمغامرات قد تكون غير مسبوقة.
وما ارجوه ايضا، ان يكون الاردن واضحا، بأنه لن يتعاون مع اي قرار اميركي يمس بحقوق الفلسطينيين، لأنهم اشقاء لنا من جهة، ولأن المساس بهم هو مساس للهوية الوطنية للدولة الاردنية.
ليست زيارة مشاورات، او استكشاف مواقف، فباعتقادي ان الرئيس ترامب حسم مواقفه من القضية الفلسطينية والاتفاق النووي مع ايران، وبدرجة اقل من مسألة بقاء قواته في سوريا.
ما يهمنا ان نعرف خطة واشنطن في القضية الفلسطينية والازمة السورية، وما يهمنا ايضا ان نكون قد اوصلنا الرسالة بأن نقل السفارة وتصفية القضية سيأتي بزلازل على المنطقة ليس بوسع الاردن مجاراته.
ما اتمناه، ان يكون موقفنا من الازمة السورية ايضا، الذي استمع له بومبيو واضح ومنسجم مع مصالحنا الحيوية الاستراتيجية.
فعليه ان يفهم ان التزامنا الصمت حيال دعوة واشنطن ارسال قوات عربية لسوريا، لا يعني الموافقة على جعل جيشنا العربي في وارد الدخول الى الاراضي السورية، مشتركا في حرب عصابات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
اعتقد جازما، ان الزيارة مهمة، وان الاردن بات اقرب الى معرفة ما يخطط له الاميركان في سوريا وفلسطين، وبالتالي يمكن رسم مواقفنا بشكل اكثر وضوحا عما كان سابقا.الرابط المختصر