ما الذي يجري ..؟ / جميل يوسف الشبول

ما الذي يجري ..؟
يبدو ان البون أصبح شاسعا بين الاردن الرسمي والشعبي وان المسافة اصبحت حرجة وفي طريقها
الى الاتساع اكثر فاكثر وصولا الى نتائج لا يتمناها محب لوطنه ولا تحمد عقباها .

تقاس نجاحات الدول بقصر المسافات بينها وبين شعوبها فيكون الانتماء من قبل المواطن والشعور
ان الوطن هو البيت الاكثر اتساعا ويتفانى الوطن الرسمي بتحقيق الكرامة والحياة الكريمة لمواطنيه
عبر التوجيه السليم للطاقات البشرية كل لمكانها الصحيح واستثمار موارد الدولة وتوظيفها خدمة
للمشروع الوطني الكبير .

لم يشهد الاردن عبر تاريخه ما يجري على ارضه اليوم ، من كان يصدق هذا العدد الكبير من حالات
الانتحار ومن كان يصدق انتحار ابن الثمانين والسبعين والستين في الاردن .

اما الجرائم وحالات الطلاق والقضايا الاجتماعية الغير مسبوقة والغريبة عن عاداتنا وثقافتنا وديننا
فحدث ولا حرج اما المشكلة الاكبر فهي الصمم والعمى الرسمي عما يحصل وكأن الامر يحدث في قارة
اخرى من قارات العالم البعيدة .

لا تحمل هذه الحكومة الا مشروع واحد منذ ان اسديت اليها المسؤولية واجزم ان هذاالمشروع البائس
هو من اوصلنا الى ما نحن فيه وعليه وللوقوف على صحة ذلك علينا الاطلاع على نسب الجرائم
مقارنة بين اخر اربع سنين والاربع التي سبقتها وعلينا مقارنة فروقات الزيادة الهائلة في الاسعار
والهبات الخارجية الغير مسبوقة والارتفاع في حجم الدين وميزانية 75% من جيب المواطن .

ان استمرا هذه الحكومة بهذا النهج الذي تعدى الاصطلاح البوليسي فان الاردن مقبل على موت محقق
نتيجة السياسات الغير مدروسة مواطن مثقل بالديون ولا تنمية ولا فرص عمل وان وجدت فهي لا
تغطي اجور المواصلات المرتفعة استثمارات اجنبية محمية بموجب القانون يجرم المواطن عند تخلفة
عن سداد فاتورة لا تتجاوز ال 20 دينار لشركة او لمستثمر 13 الف مزارع مطلوب نتيجة لما سبق
اشتال بندورة يرسلها العدو لمزارعينا مصابة بالفيروسات لتدمير المحصول واجبارنا على الاستيراد
منهم وندعم الشراء منهم بعبارة “بلد المنشا فلسطين” .

عشرات الالوف من ربات البيوت مئات الالوف من المطلوبين اسماء تنشرها وزارة المالية لمن بذمته
100 دينار جنبا الى جنب مع صاحب الملايين محلات تجارية وشركات تغلق وصمت كامل ولا حساب
لتداعيات ذلك .

نعلم ان اطنانا من الحبر اهرقت والاف الاطنان من الورق كتب عليها وملايين الصفحات الالكترونية
ارسلت وحملت في مجملها توصيف للمشاكل وحلول وانتقاد لهذه السياسات لكن كل ذلك كان من
وجهة النظر الرسمية لا يعدو كونه نباح في صحراء شاسعة .

نقول لمن يهمه الامر وغصة كبرى في الحلق ما الذي يجري .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عوجة والطابق مكشوف !!! .. وما زال صاحبنا يؤكد: “عدم وجود قضية فساد واحدة في آخر خمس سنوات ولا حتى اشاعة بوجود فساد” .. ونحن لا نقول سوى :حسبنا الله ونعم الوكيل…..

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى