ما التعلم الجماهيري المُصاحب لإضراب المُعلم أردنيا؟

ما التعلم الجماهيري المُصاحب لإضراب المُعلم أردنيا؟
ا.د حسين محادين

– علميا ؛كل حِراك او إضراب نقابي مطلبي؛ او سياسي اشمل له مصاحبات لاتظهر عادة في واجهة الحدث اي الاعراض الجانبية للحدث تقريبا لكنها تشكل البُذر الواعدة في الكثير والعديد من الإثمار لاحقا كما أستخلص انا من إطروحات علم اجتماع السياسة.

-معلمونا الاجلاء علموّنا ضمنا؛ وبصورة مصاحبة طرأئق تفكير سلوكات وطنية جديدة مرشحة للتطور؛ وربما ستستقر اعرافا في العمل الوطني العام منذ الأن؛ إذ لم نكن كأردنيين متمثلين لها من قبل؛ لا وحتى مُجربين لها وعياً وتحليلات بعضها اخذنا في ملامسته واخرى مرشحة للتوالد مع استمرار هذا الاضراب الغني والعميق في التفكر والاستخلاصات بالنسبة للاكاديمي والسياسي والاعلامي ايضا؛ومنها للآن:-
1- هذا الاضراب المهني هو أول تغير طبائعي يمكن ملاحظته علميا في فكر وآليات قيادة الوجدان الشعبي عبر مطلبية سِلمية؛ منظمة ، ومتمكنة اكثر من الحكومة بالتأكيد؛ في كيفية تسويق مطالبها وبنجاح اعلامي لافت ؛ وهي مطلبية مادية جامعة لامست الجهاز العصبي للمعلمين، التي جعلت من تماسكهم ملمحا متميزا رغم سعي الحكومة واذرعها المتنوعة نحو تفتيت هذا التماسك لشريحة المعلمين المتعلمة، وذات الامتداد الواسع والمؤثر في اعادة توزيع الاهتمامات والأولويات لدى أسر ومؤسسات المجتمع الاردني منذ عقود.

2- لقد تسيّدت وبنجاح شريحة المعلمين المشهد الوطني العام الخامل منذ فترة لتظهر بتفردها كشريحة مقبولة وصاعدة التأثير في الراي العام الاردني؛ولتظهر بهذا الواقع التشخيصي وبالمعنى العلمي؛ ضعف وهشاشة كل من:-
أ- النقابات المهنية؛ خصوصا بعد ان تخلت بعض تلك النقابات وتحديدا على الدوار الرابع “دوار المُعلم” عن دعم مطالب الحِراك الجماهيري من كل المحافظات بالاصلاح؛ وبالضد من قرارات حكومة المُلقي في الضرائب وغيرها ؛ اقول تخلت عنه كحراك الى حكومة د. الرزاز مقابل صفقة مع حكومة” النهضة” لمصالحهم المالية المرحلية وبالضد من تضحيات ومطالب الحراكات بالاصلاح الاوسع للأسف.
– الجمعيات العشائرية والجهوية،الاندية والمراكز الشبابية شبه الحكومية الراكدة عموما. كذلك الاحزاب السياسية المدعومة ماليا من الحكومات بقانون وانظمة -مع الاحترام لها- علما بأن الاحزاب عموما كأداة سياسية تقليدية لقيادة وتغيير المشهد العام تاريخيا كما تعلمنا؛ ونلاحظ انها قد آخذت في الآفول او الذوبان اردنيا امام نهوض وقيادة المعلمين الوازنة للشارع ؛ مما احرج وسيُحرج الحكومات والنواب والاحزاب المحلية او القومية والاممية الاطروحات؛ وكذلك والنقابات التي انقسمت في موقفها نحو هذا الاضراب كدليل على ما استنتجته في هذا التحليل راهنا وفي المستقبل.
3- لقد استطاع المعلمون ان يعلموا الاردنيين رسمين وحزبين وأهليين ضمنا؛ ان شريحة الشباب من الجنسين وهم الشريحة الاوسع في الهرم السكاني هي “الكسلى” في اهتمامها بالشأن العام جراء ارتفاع نسب البِطالة ، والفقر ، والاستبعاد السياسي لهم..الخ. او وصفنا المتسرع والشائع لشبابنا الاردني من الجنسين قبل إضراب المعلمين؛ انهم شريحة غير ناضجة او مهتمه بسبب انسحابها من العمل السياسي والثقافي العام؛ واكتفاء شبابنا وانشغالهم عنا ككبار في السن غالبا؛ في تعاملهم بالفكر الفردي مع وعبر ادوات التكنولوجيا عموما ؛ ومع ادوات التواصل الاجتماعي خصوصا بنظر اغلبنا.لكن الواقع و على مدار شهر؛ اثبت ان الشباب وجراء اضراب المعلمين قد استفزت حواسهم ودافعية شبابنا بأن يكون لهم رأيا مؤثرا في التضامن التكنولوجي والتواصلي مع المعلمين كأباء وامهات في شؤونهم المطلبية والسياسية معا ؛ واحتكاكهم العادل مع القرارات الحكومية الانفعالية القاصرة للآن ؛ وبثها الكترونيا محليا وعالميا من قِبل الشباب؛ ما يؤشر على اتقاد الوجدان الشعبي لديهم بسبب اطروحات؛ ومطالب المعلميت المتدرجة من المطلبي الى السياسي الذي ناغي احتياجاتهم وتطلعاتهم كشباب خصوصا وأن حِراك المعلمين الاباء والامهات يسعى وبوعي لافت للمحلل العلمي؛ الى أعادةعادة توزيع القوى السياسية والاقتصادية في مجتمعنا الاردني المتعلم ومؤسساته التقليدية شبه المخدرة قبل هذا الاضراب بدليل تبني شعار “نشبع ونجوع معا”. وهذا بُعد جوهري يجب استخلاص واقعية تنامية ومآلاته نقابيا وحكوميا والمرشحة للتوالد في مُقبل الايام باجتهادي؛ ويبقى السؤال الواخز بتعدد رؤوسه الى اين نحن ذاهبون جميعا في الاردن؟حمى الله اردنتا الحبيب.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى