ما أريده من جسدي لا من العالم يا كورونا..؟

ما أريده من جسدي لا من العالم يا كورونا..؟
ا.د حسين محادين
(1)
– أصبحت كأنسان مع الكورونا اعمق واكثر تصالحا مع فِطرتي الأولى منذ ولادتي إلى…؟، اي مع مركزية جسدي اولا واخيرا.
(2)
– مع سطوة الكورونا وصاحباتها القاهرة لي، لم أعد معنياً كما كنت قبلها، كيف بوسعي أن أقرأ وبشغف العناوين العامة في الحياة لشعوبها، او كيف أناصر الحق مثلا في كل عناوين الحياة كقيمة عليا أصبحت لدينا هذه الايام ذكرى، ربما نتحسر على غيابها أو فقدانها لها احيانا.. يا للوجع .
(3)
لم أعد اتابع كما اعتدت من قبل الكورنا اخبار نضالات ونتائج انتخابات الشعوب المقهورة والمبتزة بهزائمها المتواصلة أمام سطوة شركات السلاح والتكنولوجيا معا أصبح التي خلف ارقام الموتى بسببها هنا أو هنا في هذا العالم القرية.
()
لم أعد ايضا استنزاف حواسي الذبلى اصلا بمحاولات عاثرة في سبيل إعلا وتذكير الاقوياء الظلمّة اننا بشر وبس، و هذه المفاهيم والاحاسيس الذابلة غدت ذكرى هزمتها جائحة الكورونا التي هي أنثى ولودة في قهرنا وتضخيم احساسنا بالوحدة المريبة والمخيفة معا، بعد ان اصابتنا ايضا بأمراض الأنانية المطلقة”انا وبس كخلاص فردي”.
()
امام عدوانية الكورنا لم اعد أملك ترف الوقت والوجع كي أشرح مبررات الواقع المدمر لاغبياء هنا او هناك لا يقراؤن، ولا يفكرون اصلا وجاءتهم شهوة المعرفة والتثقف فجأة ، لم اعد اسرف في التوعية المتواضعة لأخرين ،كيف تتحكم قِلة محدودة ومخفية بحجم مغامراتها، كيف نثرت هذه الكورونا في فضاء الكون وهم مالكي ثروات وعلوم العالم، وهم ايضا أثرياء معارف العولمة وما بعدها دولاً وافراد يتحكموا يواجهون بالتالي، الافكار والثروات بما يُحافظ على سلطاتهم في الاموال والسياسية والثروات، والمختبرات الجرثومية في آن، وبقدراتهم الطاغية على تسريع ظلمهم عبر “شريعات زائفة ” لانتخابات وديمقراطيات واهية ستبقى مظلله مادامت لا توفر الخبز والكرامة لفقراء هذا العويّلِم تصغير للعالم الذي غدا بحجم جسدي فقط.
اقول ديمقراطيات، وحقوق انسان هشة ووهمية هنا وهناك صُدرت لنا كدول فقيرة كي نلتهي بها تماما كالأطفال مع العابهم فأصبحنا نحن الفقراء في العلوم والاقتصاديات كرعايا وليس كمواطنيين على الأراضي المتقلصة جراء قحطها، أو في البلدان القريبة أو البعيدة لا فرق ما دمنا عبيدا لرؤؤس العولمة واذرعها على هذه الأرض الآخذة في محاصرة وتذويب احلامي وتطلعاتي كأنسان فرد، حتى أصبحت كل هذه الطموحات بحدود جسدي فقط، وكيف احافظ على ثنائية جسدي وظله فقط.
اخيرا..
لست اجزم، هل اشكر كورونا لانها خلصتني من عاداتي والتقاليد والطقوس المختلفة التي استهلكت الكثير من اوقاتي واموالي في ادائها بحثا عن إرضاء للآخرين ،لنكتشف ولو متأخرين كافراد وبفضل الكورونا عبثية الكثير من ممارستنا الاجتماعية والعقائدية التي أخذت في الضمور المتسارع في زمن الكورونا ؛
وهكذا علمتنا كورونا وبقوة موجعة إن كنا صادق مع ذواتنا وانفسنا كأفراد بانك، انت هو انت وصديقك أو حتى صديقتك ليسا انت.
فهل نجحت هذه الكورونا في إعادة تشكيلنا جماعات وأفراد وكرة ارضية عنوة، على ان أجسادنا في حقيقتها أنوات غير إنسانية متورمة وبلا حب..ربما؟
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى