ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام / أ.د يحيا سلامه خريسات

ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام

مقولة مشهورة فيها الكثير من المعاني والعبر والتي تعكس بعض الواقع المرير الذي اعتاد عليه البعض وهم يتقنون فنه ويعتبرونه “فهلوة وشطارة”، ألا وهو أخذ مال الغير بالحياء وذلك بالضغط عليهم بالكلام المنمق، مما يسبب لهم الاحراج وخصوصا بحضور العامة، مما يؤدي الى ضياع الحقوق وأكل مال الغير دونما وجه حق وبدون رغبة منهم وبعيدا عن ما تقدمهم أنفسهم عن طيب الخاطر.
هذا الأمر نلحظه كثيرا بالجاهات والعطوات وتدخل البعض لحل مشاكل الآخرين، علما بأن هذا العمل بمجملة خير اذا كان لوجه الله تعالى وتمت مراعاة حقوق العباد فيه دونما نقصان. أما ما نلحظه بيننا من رغبة البعض الشديدة بالظهور والشيخة وتسجيل المواقف الجريئة والتي عادة ما تكون وللأسف على حساب العباد وحقوقهم.
فلا يجوز لكائن من كان أن ينتزع من الناس التنازلات بالحياء، بل على النقيض من ذلك، يجب مراعاة حقوقهم والحرص عليها، ارضاء للخالق ومحاولة لتحقيق العدالة والتي غيابها يؤدي الى ضياع الحقوق وانتشار الفوضى. فلا يجوز أخذ او انتزاع أي شيء من أي انسان إلا عن طيب خاطر منه ودون التأثير عليه ومحاولة اخجاله امام الآخرين ليتسنى للبعض تسجيل المواقف والبطولات الوهمية على حساب العباد وحقوقهم.
ان جميع الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا يكون سببها عدم تطبيق العدالة والقانون على الجميع وتدخلات الغير لأكل حقوق العباد، مما يولد لدى المعتدى عليه الشعور بالضعف وينمي لدى الجاني الشعور بالفلتان من الحكم، مما يعزز لديه الرغبة بتكرار الحدث طالما يحل بفنجان قهوة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى