ما أحلى الرجوع إليه

ما أحلى الرجوع إليه / كامل النصيرات

أقصد « الغور» بل أقصد قريتي « الكرامة» على وجه الخصوص.. أوّل أمس اكتملت عودتي إليها وصار لي فيها بيت متكامل ولي شجري ولي مائي وطيني ولي حبلُ غسيلي ولي باب يُفتحُ و يُغلق بإذني وبمفتاحي ..! ولي مروحتي ومصفّ سيارتي ولي طناجري وصحوني ولي اكتمالي الذي كنتُ أشعر بغيابه سنوات خدّاعات..!

هنا في قرية «الكرامة» التي أكتب لكم الآن من أرضها كنتُ أنا..كانت شوارعي التي مشيتها شارعاً شارعاً وأنا أناقش أترابي ومن هم أكبر من أترابي..هنا كنتُ أضع مخططات مظاهراتي ومعها أضع خطط معاركي..هنا كان اسمي على حيطان مدارسها بالبويا ..هنا المُعذّبون وهم يسعون في اليوم الواحد للفجر الواحد.!

نعم رجعتُ؛ رغم أنني لم انقطع عنها ولو مرّة في الأسبوع على الأقل؛ ولكنّ الأمر مختلف حين تكون ضيفاً حتى في بيت أبيك وحين تكون في بيتك أنت وفي مُلكك أنت ومعك كامل حرّيتك في أن تفعل ما تشاء..!

حينما رحلتُ إلى عمّان قبل أحد عشر عاماً كنتُ أعتقد عمّان أرض العسل والمنّ والسلوى.. كانت حلم الذين يريدون أن يصلوا إلى كلّ الدنيا عبر العاصمة. ورغم اكتمال نضوجي في عمّان واشتباكي اليومي ومعاركي هناك ومعرفتي لعشرات المسؤولين ولمئات من الأصدقاء الجُدد إلاّ إنني بقيتُ على نفس القناعة: عمّان ليست سبعة جبال بل ثمانية لأن الجبل الثامن هو «جبل المصاري» إن لم تكن تملكه فإنك ستضيع في عمّان.!

لا أريد أن أطيل عليكم في هذري وترانيمي بل سأتركك وأترك نفسي تسبح في ملكوت قريتي فلديّ تفاصيل صغيرة كثيرة أريد أن أستعيدها؛ بالتأكيد سيكون لها مكان فاخر في المقالات القادمة.

ما العيشُ إلاّ عيش الطبيعة وما أحلى الرجوع إليها..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى